مع تصاعد استهداف القوات التركية: ما مدى متانة التحالف بين “تحرير الشام” وتركيا في إدلب؟

مع تصاعد استهداف القوات التركية: ما مدى متانة التحالف بين “تحرير الشام” وتركيا في إدلب؟

شهدت محافظة #إدلب، خلال الأشهر الماضية، عدة عمليات عسكرية، استهدفت عربات عسكرية روسية، أثناء مشاركتها بدوريات مشتركة مع القوات التركية، على طريق حلب-اللاذقية الدولي، المعروف بـM4، ما أدى لإصابة عدد من الجنود الروس، إضافة لاستهداف قواعد وجنود أتراك على الطريق نفسه، من قبل فصائل مجهولة الهوية، تحاول نسف اتفاق #موسكو، الموقع بين #تركيا وروسيا، في الخامس من  آذار/مارس الفائت. ما يؤشر على تطوّر خطير في المنطقة، قد يؤدي إلى عودة الاقتتال والعمليات العسكرية فيها مجدداً.

و في شهر آب/أغسطس المنصرم، تبنى فصيل مجهول الهوية، يدعى “كتائب خطاب الشيشاني”، استهداف العربات الروسية المشاركة بالدوريات المشتركة، وتوعَّدَ بمزيدٍ من الهجمات، في حال تم تسيير الدوريات مرة أخرى على طريق حلب – اللاذقية الدولي.

واستهدف مجهولون، مؤخراً، رتلاً عسكرياً تركياً، في منطقة #معرة_مصرين، بعبوة ناسفة، ما أدى إلى جرح جندي تركي، في حين قامت القوات التركية، بكشف وتفجير عدد كبير من الألغام على الطرقات والأوتوستراد الدولي M4، ومن ثم تمشيط الطرقات الواصلة إلى المنطقة.

 

رفض الجهاديين لتركيا

«بعد انفصال عديد من الفصائل الجهادية عن #هيئة_تحرير_الشام، وخصوصاً مع بروز ما يسمى “غرفة عمليات واثبتوا”، التي تضمّ عدة فصائل، ومنها “أنصار الإسلام” و”أنصار التوحيد” و”أنصار الدين”، رفض كثير من جهاديي هذه الفصائل دخول الأتراك إلى إدلب، وقاموا بهجمات منفصلة ضد #القوات_النظامية، تعبيراً عن رفضهم لأي تفاهم بين #روسيا وتركيا، ضمن ما يسمى باتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع في الخامس من آذار/مارس». بحسب “مصطفى عوض”، العقيد المنشق عن القوات النظامية.

ويضيف “عوض” في حديثه لموقع «الحل نت»: «بعد محاولة تركيا فرض سيطرتها بالقوة على المنطقة ظهرت مجموعات جهادية، بأسماء لم تكن معروفة سابقاً، تتبنى هجمات على الأرتال التركية، وهي في الواقع مجموعات بأسماء وهمية، يؤسسها عناصر من الفصائل الجهادية المعروفة، لتقوم بتلك الأعمال، دون تحميل الفصائل الأساسية مسؤوليتها، كي لا يتم استهدافها من قبل تركيا أو #الجيش_الوطني المعارض، وتعمل تلك المجموعات على هيئة خلايا فردية، تستهدف الأتراك في عدة مناطق، وأبرزها طريق حلب-اللاذقية».

 

ضغط “تحرير الشام” على الأتراك

وعن دور هيئة تحرير الشام في هذه العمليات يقول “عوض”: «تعمل “تحرير الشام”، في علاقتها مع تركيا، على أساس مبدأ تبادل المصالح، فقد نشبت بين الطرفين معارك، على طريق M4، انتهت بقصف تركي لمواقع للهيئة. لذلك من الوارد أن تكون الهيئة تعمل على تسهيل استهداف القوات التركية، من أجل إرسال رسائل لتركيا، فحواها أنها الضامن الوحيد للوجود التركي في إدلب، ولا يمكن الاستغناء عنها في أي صفقة قادمة».

وفي بداية شهر أيلول/سبتمبر الماضي نشر فصيل جديد، مجهول الهوية أيضاً، يدعى “سرية أنصار أبي بكر”، بياناً، تبنى فيه استهداف النقطة العسكرية التركية، في مدرسة قرية “سلة الزهور”، القريبة من مدينة #جسر_الشغور، غربي إدلب، بعربة مفخخة، ما أسفر عن إصابة عدد من الجنود الأتراك، وعناصر من فصائل المعارضة. وحذّر الفصيل الجديد المدنيين من الاقتراب من النقاط العسكرية التركية في المنطقة، متوعداً بزيادة هجماته على القواعد التركية في إدلب.

وبعيد هذا الاستهداف شنّ مسلحون مجهولون هجوماً، بالأسلحة الخفيفة، على جنود أتراك، داخل بلدة “معترم”، قرب مدينة “أريحا” جنوبي إدلب، ما أدى لمقتل جندي تركي، وإصابة آخر.

 

الخوف من تفكيك الهيئة

من جهته يقول الباحث التركي “مرتضى كوماك” إنه «منذ بداية تدخل تركيا في إدلب أدركت حجم التهديد الذي يواجهها من قبل العناصر المتطرفة، الموجودة في المنطقة، لذلك قامت بإدخال آلاف الجنود، وعززتهم بمئات الآليات والكتل الإسمنتية، وتعمل حالياً على تفكيك الفصائل المتطرفة، وإزالة تهديدها، وذلك بالاستعانة بفصائل المعارضة المعتدلة، وخصوصا الجيش الوطني، الذي ينتشر على طريق M4، برفقة القوات التركية».

ويضيف “كوماك”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”تحرير” الشام أبدت مرونة في التعامل مع السيطرة التركية على مناطق إدلب، ولكن بشروط معينة، تعاملت معها تركيا بحذر، لذلك كانت العلاقة بين الطرفين متأرجحة دائماً، فـ”تحرير الشام” تخشى من أن يتبلور اتفاق دولي على تفكيكها، برعاية تركية».

ويشير إلى أن «أغلب المقاتلين المتطرفين كانوا ينضوون تحت لواء “تحرير الشام”، وأصبحوا أعداءً لها، بعد قبولها بالتدخل التركي، ومن غير المستبعد أن يكون هناك عناصر من تحرير الشام، ما يزالون يكنون العداء لتركيا، ويعملون على استهداف النقاط التركية».

 

تصادم مصالح

الناشط الصحفي “أحمد السليم” قال، لموقع «الحل نت»، إن «”تحرير الشام” تعمل في إدلب من أجل تحقيق مصالحها مع تركيا من طرف، ومع الجهاديين من طرف آخر، في حين تقوم بتدمير أي فصيل جهادي، قد يشكل تهديداً لوجودها، كما فعلت مع تنظيم #حراس_الدين؛ أما تركيا فتعمل على حماية الهيئة في إدلب، مقابل  تسهيلها فرض السيطرة التركية على الأرض».

ويضيف: «في حال تصادم المصالح بين الهيئة وتركيا، تقوم الأولى باستهداف القوات التركية في إدلب، عن طريق أذرعها في الفصائل الجهادية، وذلك بهدف تذكيرها بضرورة وجود الهيئة، بوصفها ضامناً للوجود التركي في إدلب، ولتثبت عدم قدرة الأتراك على الاستغناء عنها، أو استبدال دورها بالتعاون مع فصائل الجيش الوطني».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة