بدران جيا كرد لـ«الحل نت»: «لن نسكت على الممارسات الاستفزازية والحكومة السورية هي الخاسر الأكبر»

بدران جيا كرد لـ«الحل نت»: «لن نسكت على الممارسات الاستفزازية والحكومة السورية هي الخاسر الأكبر»

يخيّم الهدوء الحذر، المشوب بالاستنفار الأمني، على مدينة #القامشلي السورية، منذ أكثر من أسبوعين، وسط تخوّف من أن تسوء الأوضاع الأمنية أكثر، إذ لم تنجح الوساطة الروسية بين #الإدارة_الذاتية من جهة، والقوات النظامية ومليشيات #الدفاع_الوطني، الموالية للحكومة السورية، من جهة أخرى.

ويشكّل وجود الأفرع الأمنية، وبعض المؤسسات الخدمية، التابعة للحكومة السورية في محافظة #الحسكة، والمستقرة في “المربع الأمني”، في كل من مدينتي الحسكة والقامشلي، شمال شرقي سوريا، هاجساً أمنياً واجتماعياً لدى أهالي المنطقة، إذ تطفو على السطح بعض الإشكاليات، ذات البعد السياسي، كل فترة، رغم التواجد الروسي، الذي يضمن التوازن الهش في المدينتين.

وبدأ التوتر الأمني الأخير بين الطرفين، نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر المنصرم، بعد إقدام عناصر من ميلشيا الدفاع الوطني على اعتقال أعضاء من قوات الأمن الداخلي #الأسايش، التابعة للإدارة الذاتية، ليرد الأسايش باعتقالات مماثلة، طالت عناصر وضباط من #القوات_النظامية، ما أدى لحالة استنفار عامة في القامشلي، رافقها إغلاق الطرق، وتوقف شبه تام لمؤسسات #الحكومة_السورية، العاملة في المدينة، وتطويق قوات الأسايش للمربع الأمني، وسط تحذير الإدارة الذاتية للأهالي من التوجه إليه، بعد قيام القوات النظامية، في مطار القامشلي، باعتقال عدد من المدنيين، الراغبين بالسفر إلى #دمشق، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية.

وأبقت الإدارة الذاتية على المربع الأمني في القامشلي عام 2012، لأسباب سياسية، إذ عمدت القوى السياسية الكُردية، آنذاك، لإخراج القوات التابعة للحكومة السورية، ومؤسساتها الرسمية، من المدن والبلدات ذات الغالبية الكُردية، باستثناء مدينة الحسكة، لتعود “وحدات حماية الشعب” وقوات الأسايش، عام 2015، لتقليص سيطرة القوات النظامية في المدينة، وتحجيمها في مربع أمني، مماثل للموجود في مدينة القامشلي.

للوقوف على آخر التطورات، وأهم خلفيات ودوافع ما يحدث في شمال وشرق سوريا، التقى موقع «الحل نت» مع “بدران جيا كرد”، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والذي أكد أن «التوتر الحالي في المنطقة لا ينفصل عن الأجندات السياسية للحكومة السورية، المتمسّكة بذهنيتها الشوفينية الاقصائية، وعدم إيمانها بالحل السياسي، أو الحوار الجاد، سواء مع الإدارة الذاتية أو أطياف المعارضة السورية الأخرى»، حسب تعبيره.

ويعزي “جيا كرد” جذور المشكلة إلى «نية الحكومة السورية إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل #الأزمة_السورية، التي اندلعت عام 2011، فتحاول خلق الأزمات الأمنية، التي لا يمكن تناولها بمعزل عن الهجمات التركية على بلدة #عين_عيسى في الرقة».

 

الاعتقالات طالت مدنيين

وحول الاعتقالات الأخيرة، التي أقدمت عليها القوات النظامية في المنطقة، بحق المدنيين، قال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية إن ما وصفه بـ«النظام البعثي» يحاول «اعتقال المدنيين، الذين ليس لهم ذنب، وليسوا أعضاءً في القوات الأمنية والعسكرية في الإدارة الذاتية»، وتابع بالقول: «أستطيع التأكيد على أن عشرات المدنيين، الكُرد والعرب، المتعاطفين مع الإدارة الذاتية، معتقلون حالياً في فرع فلسطين، وعدد آخر منهم عُرض على المحاكم العسكرية، بتهمة الانتماء لتنظيمات إرهابية. هنا نتساءل: عن أي تنظيمات إرهابية يتحدثون؟ هل يقصدون #قوات_سوريا_الديمقراطية، التي انتصرت على تنظيم داعش؟ كل هذا يثبت أن الحكومة السورية ضعيفة، وغير قادرة على إدارة سوريا إلا بالقبضة الأمنية».

 

دور روسي “مشبوه”

دار الحديث، مؤخراً، عن وساطة روسية، لتقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وسحب فتيل التوتر بينهما، إلا أن “بدران جيا كرد” اتهم الروس بـ«العمل على تقريب وجهات النظر بين #تركيا والحكومة السورية، بما لا يخدم مصلحة الشعب السوري»، ويتابع: «تركزت النقاشات بين #أنقرة ودمشق حول المجال الاقتصادي، وفتح الطرق التجارية بين #إيران وسوريا، وكذلك بين تركيا وسوريا، إضافة لكيفية العمل المشترك لإضعاف الإدارة الذاتية، وتقاسم السيطرة على مناطقها».

ويشدد على أن «ادعاءات تركيا بمعاداة الحكومة السورية غير صحيحة، فالخطوات، التي تتخذها تركيا في سوريا، تكون دائما بالتنسيق مع  حكومة دمشق، وبرعاية روسية، لذا يمكنني الجزم بوجود صلة وثيقة بين الهجمات التركية على عين عيسى وتصاعد التوتر في القامشلي».

ويبني “جيا كرد” قناعاته على مواقف سابقة للحكومة السورية من التدخلات العسكرية التركية: «تقول حكومة دمشق إن الإدارة الذاتية تكتسب قوتها من الوجود الأميركي، الذي لن يستمر إلى الأبد في المنطقة، ومن هذا المنطلق لا تؤمن بالحوار، لأنها تريد إعادة السيطرة على كامل التراب السوري، وسبق لها اتباع هذا التكتيك، عندما تعرضت مدينتا #رأس_العين وتل أبيض للغزو التركي، عام 2019».

 

ماذا سيحدث إذا استمر التوتر؟

«إذ لم تكفُ القوات النظامية عن تصرفاتها الاستفزازية هذه، لن يبقى الوضع على ما هو عليه، والخاسر الأول ستكون الحكومة السورية»، بهذه الكلمات يُلمح “جيا كرد” إلى إمكانية تأزّم الوضع في القامشلي، واحتمالية قيام القوات الأمنية، التابعة للإدارة الذاتية، بطرد قوات ومؤسسات الحكومة السورية من مواقعها في المدينة.

ويعود المسؤول في الإدارة الذاتية إلى ربط التوتر الأمني في المدينة بالوضع السياسي العام، بل يُشير إلى أن «سياسة الحكومة السورية العدائية تعدّت حدود شرق #الفرات إلى غربه، حيث يقطن أكثر من مئة ألف من مُهجري مدينة #عفرين، في منطقة الشهباء بريف #حلب، منذ أذار/مارس 2018، ويفرض النظام طوقاً أمنياً، وحصاراً اقتصادياً على المنطقة، وهو أمر شبيه ما يجري في مدينة الحسكة، حيث تمنع القوات النظامية دخول الأدوية والمحروقات، وتجعل من المنطقة سجناً كبيراً».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.