التصعيد شرقي سوريا: هل ستفتح إدارة بايدن جبهة جديدة ضد إيران في دير الزور؟

التصعيد شرقي سوريا: هل ستفتح إدارة بايدن جبهة جديدة ضد إيران في دير الزور؟

تصدّرت كثافة الحراك السياسي والعسكري واجهة الأحداث في شمال وشرق سوريا مؤخراً، مع زيادة التوتر بين قوات #التحالف_الدولي والميليشيات الإيرانية في المنطقة الشرقية، وتحديداً في محافظة #دير_الزور، على خلفية مرور عام على تصفية #قاسم_سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتواصل #إيران محاولاتها لاستمالة العشائر في شمال وشرق سوريا، من خلال سلسلة الاجتماعات التي عقدتها لتشكيل جيش من العشائر، إضافة إلى العمليات المتكررة، التي تستهدف مقاتلي #قوات_سوريا_الديمقراطية “قسد”، ونقل بعض الميليشيات من #حلب،مثل “لواء الباقر”، إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات #الحكومة_السورية في شمال وشرق سوريا.

وبموازاة ذلك تقوم قوات التحالف الدولي بتعزيز تواجدها العسكري في شمال وشرق سوريا، خاصة في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع العراق، واستقدمت، لأول مرة منذ تواجدها في المنطقة، صواريخ متوسطة المدى، إضافة لمزيد من الأرتال العسكرية والرادارت.

ولمعرفة أبعاد ومآلات هذه التطورات، التقى موقع «الحل نت» مع عدد من الباحثين الاستراتيجيين، وقيادياً في قوات سوريا الديمقراطية.

 

ما أهداف التحركات الأميركية والإيرانية؟

“أبو عمر الإدلبي”، قائد لواء الشمال الديمقراطي، المنضوي ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية، أكد لـ«الحل نت» أن «التحركات الإيرانية، في الآونة الأخيرة، لها عدة أهداف استراتيجية، وأبرزها حاجة إيران إلى أكثر من طريق وخط إمداد، لأن وجود ميلشياتها يتعرّض لتهديدات حقيقية، فقد تزايدت استهدافات الطيران الإسرائيلي، وطيران التحالف الدولي، لقواعدها، على الحدود السورية العراقية، والسورية اللبنانية، وكذلك في الجنوب،  على الحدود الأردنية والإسرائيلية».

ويبدو أن قلق إيران لا يقتصر على ما تتعرّض له مليشياتها من استهدافات أميركية وإسرائيلية، فالصراع مع حلفائها المفترضين، يشكّل أحد أهم عوامل تحركاتها في المنطقة، وخاصة مع تصاعد «الصراع الخفي بين #روسيا وإيران للسيطرة على مدينة #البوكمال، التي تعدّ بوابة العبور الوحيدة لإيران حالياً على الحدود العراقية السورية، من خلال معبر القائم ـ البوكمال، الأمر الذي دفع إيران إلى البحث عن خطوط عسكرية جديدة، تصلها بلبنان وشواطئ المتوسط، فوجدت ضالتها في مناطق #الإدارة_الذاتية، لوجود معبر ربيعة ـ اليعربية فيها، الذي يقع على تماس المباشر مع الحدود العراقية، لذلك كثّفت إيران من تحركاتها في مناطق الإدارة الذاتية، للاستحواذ على هذا المعبر»، بحسب “الإدلبي”.

وحول الوضع الميداني يوضح القائد العسكري في “قسد”: «نرصد، في الفترة الأخيرة، زيادة ملحوظة، كماً ونوعاً، في الأسلحة والمدرعات الأميركية، التي  تصل إلى قواعد قوات التحالف في شمال وشرق سوريا. بالمقابل تواصل إيران عمليات تجنيد أبناء العشائر في شرق سوريا، لتشكيل ميليشيات محلية، على غرار بقية المناطق، وهذا ما يجعل المنطقة قابلة للانفجار في أية لحظة».

 

هل تسير الأمور نحو الانفجار؟

بالنسبة لـ”د. إياد المجالي”، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، فإن «تحركات الطرفين الأخيرة تشي، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الأمور تسير نحو مزيد من التصعيد، لأن هذه التحركات ترتبط بالوقائع الجغرافية في شمال وشرق سوريا، وتزايد حجم التحديات المرتبطة بالبعدين الأمني والعسكري. وأغلب معطيات الواقع الميداني، وتطورات المشهد السياسي، تشير إلى مزيد من التوتر والصطدام، خاصة في ظل المراهنة على كيفية تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة الرئيس الأميركي المُنتخب جو بايدن، مع الملف السوري، وتركيز أطراف الصراع على محاولة فرض النفوذ، بدلاً من إيجاد حلول سياسية».

“فراس إلياس “، الباحث المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمن الإقليمي، يقول: «البيئة السياسية، لمناطق شمال وشرق سوريا، معقدة جداً، فالعملية العسكرية التركية الأخيرة، ومحاولات الحكومة السورية وروسيا تثبيت نفوذهما هناك، وسعي إيران للوصول إلى البحر المتوسط، كل هذا يوحي بأن هذه البقعة الجغرافية قد تنفجر في أية لحظة، بسبب التداخل المعقد بين اللاعبين الإقليميين والدوليين. وازدياد النشاط الإيراني في المنطقة يزيد الأمور تعقيداً».

يبدو هذا المنظور مشتركاً بين عديد من المتخصصين، فليس بعيداً عما قاله “إلياس” يرى الباحث الاستراتيجي “د أحمد الدرزي” أنه «طالما صار شمال وشرق سوريا من ضمن مناطق الاحتكاك بين الأميركيين والإيرانيين، فستبقى المنطقة على صفيح ساخن: أميركا تسعى لقطع التواصل بين إيران والعراق وسوريا، وهذا بطبيعة الحال يدخل في مواجهة المشروع الروسي والصيني عموماً، ولذلك فإن الإيرانيين، وحلفاءهم من السوريين، يعتبرون المعركة، في شرق سوريا، معركة مصيرية».

 

هل ترتبط التحركات الأميركية بقدوم إدارة بايدن؟

يقيّم “د. إياد المجالي” التحركات الأميركية بالقول: «ترتبط جملة التطورات في شرق سوريا، دون شك، بالإدارة الأميركية الجديدة، والتحول الجذري والعميق، في مسارات وخيارات الإدارة الأميركية في المرحلة القادمة، فأغلب المؤشرات تشير إلى تغيير شكل التحالفات القائمة، والمشهد العسكري في شمال وشرق سوريا».

ومن جانبه يؤكد “فراس إلياس” أن «إعادة صياغة المشهد الأمني في شرق سوريا يرتبط بالإدارة الأمريكية القادمة، وخاصة بعد أن عيّنت “بريت ماكغورك” مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط، والذي لعب دوراً كبيراً، في صياغة السياسة الأميركية في شمال سوريا وشرقها، خلال فترة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما».

“د. أحمد الدرزي” يرى بدوره أنه «من الطبيعي أن ترتبط التحركات الأميركية بما تنتويه إدارة الرئيس بايدن، خلال الفترة القادمة. وأتوقع أن تتصاعد المواجهة الأميركية الإيرانية، لأن إدارة بايدن مستمرة  في دعم “قسد”، وهذا لن يستفزّ إيران فحسب، بل سيدفع #تركيا إلى الاستنفار، خشية نشوء كيان كُردي مستقل على حدودها الجنوبية».

بالعودة لـ«أبي عمر الإدلبي» فإن إيران «تبحث دائماً عن أساليب وتكتيكات جديدة، لتتأقلم مع التغيرات على الساحة السورية، ولتزيد من رقعة هيمنتها في المنطقة عموماً. ومن البديهي أن تكشّر إيران عن أنيابها، لترفع سقف التفاوض مع الإدارة الأمريكية القادمة، لذلك فهي تحاول التغلغل شمال سوريا وشرقها»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة