يتخوّف تجار وأصحاب محلات بيع الألبسة الجاهزة في مدينة #الرقة، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، من الاضطرار لإغلاق محلاتهم بسبب توقّف تجارتهم على خلفية ارتفاع أسعار الألبسة بعد انهيار قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وضعف القدرة الشرائية لدى السكان.

وتسبّب ارتفاع أسعار الألبسة بخروجها من قائمة مشتريات الأهالي، حيث خسرت المحلات أغلب زبائنها، لعدم تناسب الأسعار مع دخلهم الشهري، في ظلِّ الظروف المعيشية الصعبة مع انعدام فرص العمل في المدينة، ما جعل من أسواق البالة (الألبسة المستعملة) بديلاً مناسباً لهم.

أجار المحلات وتكلفة إنتاج الملابس من أسباب تراجع البيع

ارتفاع أسعار استئجار المحلات في أسواق الرقة، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار؛ إضافةً لارتفاع تكاليف إنتاج الملابس، كانت جميعها سبباً في تراجع عمل “مصطفى المحمد” في بيع الألبسة.

يقول لـ (الحل نت): «كنت في السابق أدفع مبلغ 20 ألف ليرة شهرياً قيمة آجار  المحل، أما الآن فصار الآجار 70 ألفاً، كما ارتفعت تكاليف إنتاج الملابس وبالتالي ارتفاع أسعار البيع».

وأضاف: «انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار، تسبّب بتراجع القدرة الشرائية لدى المستهلكين، فأصحاب المحلات يشترون بضاعتهم بالدولار من المنتج، ويعرضونها للبيع بالليرة السورية، فالقطعة التي كانت تباع بـ 2000 ليرة سورية، باتت تباع في الوقت الحالي بـ 8000 ليرة بسبب فرق العملة».

إلى جانب ما ذكره “المحمد”، قد يكون مصدر صناعة الألبسة مشكلةً أخرى قد تدفع بتجار الألبسة التوقف عن عملهم، نتيجة ارتفاع سعر التكلفة وعزوف المستهلكين عن الشراء وتوجّههم لأسواق البالة.

عن ذلك يتحدّث “المحمد” قائلاً: «أغلب الألبسة الموجودة تُصنع في ورشات محافظة الرقة، ولا تُستورد أي بضائع من الخارج بسبب أسعارها المرتفعة وجودتها المنخفضة، إضافة لتكلفة استيرادها، مع ذلك تبقى أسعار بيعها مرتفعة مقارنةً بأسعار الألبسة لدى الخياطين».

مرابح قليلة لانتعاش البيع.. وأسواق البالة تكون أحد الحلول

الخوف من الكساد والخسارة، يدفع معظم تجار الرقة إلى بيع بضاعتهم بأسعار التكلفة، وهي الطريقة ذاتها التي يتبعها “المحمد”، بهدف الحفاظ على سمعة محله وكسب زبائن جدد، لإعادة انتعاش عملية البيع الذي توقف مؤخراً بسبب وباء #كورونا.

يقول لـ (الحل نت): «بدتُ أبيع القطعة الواحدة بهامش ربح أقل من أي هامش ربح موجود في السوق، فسعر بنطال الكتان الرجالي 20 ألف ليرة، في حين أن رأسمال القطعة تبلغ 19 ألفاً، ومثلها باقي أنواع الألبسة».

ازداد إقبال أهالي الرقة على شراء احتياجاتهم من أسواق البالة، لأن أسعارها تناسب والقدرة الشرائية مقارنةً مع أسعار الألبسة الجاهزة، إضافةً إلى جودتها المناسبة.

يقول “مروان المحمود” وهو صاحب بسطة بالة  في مدينة #الطبقة لـ (الحل نت): «تتراوح أسعار القطعة بين 3000 ليرة إلى 6000 ليرة، وهناك أنواعٌ أخرى أسعارها بين 2000 و 3000 ليرة، وهناك ألبسة مستعملة وقديمة جداً لا تتجاوز سعر القطعة أكثر من 1000 ليرة».

مهنة الخياطة تنتعش على حساب الألبسة الجاهزة.. ولكن!

ساهم ارتفاع أسعار الألبسة الجاهزة بشكلِ إيجابي في انتعاش مهنة خياطة الملابس، ولكن مع ذلك تأثرت هي الأخرى بارتفاع أسعار المستلزمات والأقمشة، فضلاً عن قرارات حظر التجوال التي اتخذتها #الإدارة_الذاتية، في مناطقها للوقاية من فيروس “كورونا”.

وكغيرها من النساء اللاتي يعملن في مهنة الخياطة ضمن البيوت، انتعش عمل “وردة الدرويش” التي تقول لـ (الحل نت): «تحسّن عملي نسبياً، بعد عزوف غالبية الأهالي عن شراء الملابس الجاهزة من المحلات التجارية بسبب الأسعار الجنونية، أزاول مهنة الخياطة منذ 30 عاماً في المنزل، ولا أملك محلاً للخياطة، لذلك لم أتضرر بقرارات الإغلاق وحظر التجوال».

أجرة خياطة الملابس هي الأخرى ارتفعت، بسبب التكلفة الباهظة لتجهيزها، تضيف “وردة الدوريش”: «قبل 10 أعوام كانت أجرة خياطة الثوب النسائي الرقاوي نحو 500 ليرة، أما الأن تبلغ كحد أدنى 4000 ليرة، أما الكلابية الرجالية، فسعرها تختلف حسب نوع القماش والموديل، وتتراوح التكلفة بين 10000 إلى 25000 ليرة».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.