أسماء الأسد في درعا: هل تكتسب “السيدة الأولى” نفوذاً في المحافظة التي حُرم زوجها من دخولها؟

أسماء الأسد في درعا: هل تكتسب “السيدة الأولى” نفوذاً في المحافظة التي حُرم زوجها من دخولها؟

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي يجب أن تُجرى، وفقاً لقانون الانتخابات، بين السادس عشر من نيسان/إبريل والسادس عشر من مايو/أيار 2021، تتوجه الأنظار إلى محافظة #درعا، التي بزغ فيها فجأةً اسم أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، وخاصة أن المحافظة الجنوبية تمثل حجر عثرة أمام #الحكومة_السورية، رغم التسويات التي عقدتها #موسكو مع فصائل المعارضة.

وشهدت الأيام الماضية حضوراً، وُصف بـ”المتزامن”، لأسماء الأسد، في مناطق متعددة من البلاد، من الساحل إلى جنوب سوريا، وقامت بزيارة سرية لـ”معقل الثورة السورية”، كما يصف مؤيدو #الاحتجاجات_السورية محافظة درعا.

 

ظهور مفاجئ لأسماء الأسد في درعا

شكّلت أنباء وصول أسماء الأسد إلى مدينة #جاسم، في كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت، مفاجأة كبيرة لأهالي محافظة درعا، خاصة أنه لم تسبق حضورها أية تجهيزات أمنية، أو تحضيرات مدنية، لتنظيم مراسم استقبالها، كما جرت العادة، ولكن اللافت أن الزيارة، التي أٌعلن عنها في وقت لاحق، تبعتها مؤشرات سياسية وإعلامية جديدة

وأوضح أحد موظفي بلدية “جاسم”، لموقع «الحل نت»، أن «الزيارة كانت سرية للغاية، ولم يُعلن عنها إلا بعد مغادرة أسماء الأسد المدينة، ولم تُبلّغ البلدية بشأنها»، مضيفاً أن «القوات الروسية كانت بالمدينة، وشكلت طوقاً أمنياً حول منطقة “مركز الياسمين الخيري”، الذي زارته الأسد».

وعن هدف الزيارة أفاد الموظف، الذي رفض كشف هويته، أن «الأسد صرّحت، لأعضاء المركز، أنها تهدف لخدمة أبناء المحافظة، وزيارتها الحالية مقدمة لسلسة زيارات قادمة، لدعم التشارك بين الرئاسة والشعب».

وعقب زيارة الأسد لدرعا بأيام، عادت والتقت بكوادر “مركز الياسمين” في #دمشق، وتلقى الكوادر، بحسب “جمال عسكر”، القيادي السابق في “جيش الثورة”، تعليمات بـ«توسيع تجربتهم وتطويرها، لأجل البناء المجتمعي؛ والعمل على توزيع منشورات، حول نجاح أبناء درعا في تجاوز آثار الحرب».

وأكد “عسكر”، لموقع «الحل نت»، أن «أعضاء المركز باشروا بتوزيع منشورات، كتب عليها: “القلوب والعقول التي تفكّر، وتتمنى دائماً الخير لوطنها، وتعمل بكل صدق وإخلاص، ستصل بكل تأكيد إلى أهدافها السامية”، وهي عبارة منسوبة لأسماء الأسد».

يُذكر أن “مراكز الياسمين المجتمعية”، انطلقت، قبل عام، بمحافظة درعا، في مناطق #نوى وجاسم وإزرع، واستقطبت أطباءَ وممرضين، وخبراءَ ومدربين أكاديميين، من أبناء درعا، لتقديم الخدمات الصحية والرعاية، ونجحت في توفير خدمات لأكثر من مئة وخمسين ألف مواطن، منذ تأسيسها، بحسب ما يفيد العاملون بها.

 

استغلال العمل الخيري

ويؤكد “جمال عسكر” أن «الجمعية تعمل تحت إدارة “إيهاب الجلم”، المنحدر من مدينة “جاسم”، والذي عمل، قبل اتفاقية التسوية والمصالحة، مديراً للمشفى الميداني في المدينة، ونشط مع عديد من المنظمات غير الحكومية والدولية، في ذلك الوقت. وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث، بين أبناء المحافظة، حول مراكز مجتمعية خيرية، في درعا، مدعومة من قبل أسماء الأسد، وأبرزها جمعيات “عطاء”، و”بصمة سوريا”، و”البستان”، التي كانت تتبع لرامي مخلوف، ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد».

من جهته يعلّق “أبو محمد البطين”، عضو لجنة المفاوضات في المنطقة الغربية لدرعا، على هذا النمط من النشاط المدني، بالقول: «اسم “أسماء الأسد” بدأ بالظهور، في الفترة الأخيرة، على خلفية قيامها بإنشاء كثير من الجمعيات، في مختلف المناطق، و”مراكز الياسمين المجتمعية” أحدها، في خطوة لتطبيع اسم آل “الأسد” بين المدنيين، بعد عشر سنوات من الحرب. وبما أن عديداً من مناطق درعا ما زال خارج سيطرة الحكومة السورية، بدأت محاولة البيت الرئاسي لاستمالة الأهالي بمثل هذه الجمعيات، عبر سيدته الأولى، التي يلقّبها مؤيدوها باسم “سيدة الياسمين”».

ويعتقد “البطين”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «جهود الأسد قد تلاقي شيئاً من النجاح، فالحصول على المساعدات الصحية أو المعيشية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي تعيشها البلاد، بات سبيل كثير من العائلات الفقيرة للحياة، رغم عدم تأييدها سابقاً للحكومة السورية».

و ذكر “البطين” أن «أسماء الأسد التقت، في الشهر الحالي، مع الطالبة “أنوار العلي”، المنحدرة من بلدة “الغارية الغربية”، لتكريمها بسبب تفوقها في الدراسة، لكن الأمر بدا غريباً لكثيرين، لأن عائلة “العلي” تعرّضت لمأساة، نتيجة قصف الطيران التابع للحكومة السورية، عام 2017، للبلدة، فتوفيت والدة “أنوار”، وفقدت هي ساقها».

 

مهمة معقدة

يبدو أن “أسماء الأسد” أطلقت معركتها في محافظة درعا، لكسب تأييد المحافظة، وهي المحافظة الوحيدة، التي لم يزرها بشار الأسد، بعد سيطرة #القوات_النظامية عليها.

ويصف الناشط السياسي “عمر الحوراني”، لموقع «الحل نت»، تحركات الأسد بأنها «جاءت بعد فرض فصائل المعارضة، خلال المصالحة التي رعتها #روسيا، شرطاً بعدم زيارة الرئيس السوري للمحافظة، كما فعل سابقاً في #حمص وريف #إدلب والغوطة الشرقية».

ومع ذلك يرى “الحوراني” أن «مهمة أسماء الأسد تبدو معقدة جداً في درعا، على الرغم من نجاحها في جذب أعداد كبيرة من العائلات المحتاجة، واستغلالها الجمعيات الخيرية أداةً لترسيخ صورة “بشار الأسد”، فأهالي المحافظة لم ينسوا المآسي، التي عانوها نتيجة ممارسات الحكومة السورية، وقواتها وأجهزتها الأمنية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.