“النزوح القسري يخلف إحساساً بالاغتراب”… جهود مدنية لدمج النازحين في الحسكة والقامشلي

“النزوح القسري يخلف إحساساً بالاغتراب”… جهود مدنية لدمج النازحين في الحسكة والقامشلي

أنهت منظمات مدنية مؤخراً تنفيذ مبادرة تُعنى بدمج النازحين في المجتمع المحلي بمدينتي الحسكة والقامشلي، حيث يقول القائمون على المشروع إن:« النزوح القسري خلف إحساساً بالاغتراب ووضعاً نفسياً متأزماً لدى معظم النازحين ولا سيما ممن نزحوا جراء الاجتياح التركي لمنطقتي سري كانيه-(رأس العين) وتل أبيض-(كري سبي) أواخر العام 2019».

وقال “شيار يوسف” من إدارة منظمة ديموس”Demos” المدنية لموقع (الحل نت) إن: «المبادرة نُفِذت ضمن مشروع “تعزيز إيجابية الحياة لمكافحة التطرّف العنيف”، والذي يهدف إلى تعزيز المرونة المجتمعية عبر منهجية تعزيز إيجابية الحياة. مضيفاً أن المبادرة كانت إحدى توصيات ومخرجات منتديات عقدتها المنظمة في الحسكة والرقة ودير الزور».

وأوضح الناشط المدني أن: «النقاشات التي شهدتها المنتديات أظهرت أنّ النازحين الذين يعتبرون أكثر الفئات تضرراً خلال سنوات الأزمة، يعانون من إحساس بالاغتراب عن المجتمع، ذلك أن النزوح القسري خلف وضعاً نفسياً متأزماً لمعظمهم»، وهو ما دفعهم لإطلاق هذه المبادرة.

ويقيم آلاف النازحين من منطقة سري كانيه-(رأس العين) في أحياء مدينة الحسكة، كما تحولت عشرات المدارس فيها عقب الاجتياح التركي أواخر 2019 لمنطقتي سري كانيه-(رأس العين) وتل أبيض-(كري سبي) إلى مراكز إيواء، فيما يقيم الآلاف في منازل مستأجرة بأحياء مدينة القامشلي.

وشملت المبادرة التي نفذت في مدينتي القامشلي والحسكة، على مدى ثلاثة أشهر، أنشطة متعددة منها عقد منتديين حواريين بمشاركة مجموعة من النازحين والمجتمع المضيف وصناع قرار، حيث يرى يوسف أن «من شأن مشاركة صناع القرار المحليين أن يساهم في مناصرة ودعم القضايا والمقترحات الخاصة بالنازحين على مستوى المنطقة»، عدا سعيهم إلى مناصرة قضايا النازحين لدى الجهات والمنظمات الدولية كقضية العودة الآمنة إلى مناطقهم”، حسب قوله.

ويضم مخيم واشوكاني الذي أقامته الإدارة الذاتية شمالي الحسكة أواخر العام 2019 نحو 12 ألف نازح من منطقة سري كانيه فيما يضم مخيم سري كانيه الذي أنشأته الإدارة في أيلول/سبتمبر الماضي بحي الطلائع شرقي الحسكة، نحو 5500 شخص.

وبحسب إدارة مخيمي واشوكاني وسري كانيه فإنهما لم يحظيا بدعم المنظمات الدولية جراء رضوخ الأخيرة لضغوط السلطات الحكومية في الحسكة، ومنعها المنظمات التابعة للأمم المتحدة من تقديم أي مساعدات للمخيمات التي أنشئت من جانب الإدارة الذاتية بوجه عام، ما ينعكس على واقع النازحين المقيمين في تلك المخيمات ويعود بتأثير سلبي.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.