سَمّاها النُقّاد “المرأة الحُلم”، وقالت إنها “أُخت القمَر”، وأُطلقَ علَيها لقَب “السندريلاّ”. هي #سعاد_حسني ابنَة الخطّاط “محمد حسني البابا”، وهي أخت المطربة #نجاة_الصغيرة.

جذورها تعود إلى #سوريا، وتنحدر عائلتها من أصول كُرديّة، كانت تقطن عائلتها هناك في #الشام قبل أن ترحل إلى #مصر، لتولَد “السندريلاّ” في #القاهرة بمثل هذا اليوم عام 1943.

قيل إنها: «المرأة التي لن تتكرّر في تاربخ #السينما_المصرية»، وكذا قيل إنها: «لا تشبه أحَداً، كما لا يشبهُها أحَد». هي روح السينما طيلة /3/ عقود من عمرها الفنّي.

بدأت حكاية “السندريلاّ” الفنيّة منذ الطفولة عند اشتراكها ببرنامج الأطفال الإذاعي “بابا شارو”، فغنّت: «أنا سُعاد، أُخت القمَر، حُسني بين الناس اتشهَر»، لتكون تلك اللبنة الأولى للقصّة.

الانطلاقة الفعليّة للنجومية سينمائياً، كانت عبر صديق العائلة الشاعر “عبد الرحمن الخميسي” الذي كان يزور بيت “محمد حُسني البابا” بشكل شبه دوري، فاكتشفَ “الخميسي” موهبة “سُعاد”.

في إحدى زياراته لبيت العائلة، قدّمَت “السندريلاّ” الشاي لـ “الخميسي” مع ابتسامة خفيفَة، فلم تدري بأنها ستكون سبب دخولها للسينما. صرخَ “الخميسي”: «هذه البنت نجمَة»، فصارت نجمَة.

سريعاً أشركَها “الخميسي” بمسرحيّته “هاملت” العائدة لـ #شكسبير بدور “أوفيليا”، ليعقبها بترشيحها لفيلم “حسن ونعيمة” للمخرج “هنري بركات”، فكانت انطلاقتها للنجومية من هُنا.

كان ذاك الفيلم عام 1959، أي عندما كانت “السندريلاّ” بعمر الـ /16/، لتَتوالى بعدها سلسلة الأعمال فأمسى برصيدها /91/ عملاً عند مشاركتها بفيلمها الأخير “الراعي والنساء” عام 1991.

لم تكن “السندريلاّ” ممثّلَة فقط، فعندما تضجر التمثيل كانَت تُغَنّي، وأبدعَت بالغناء، لتدمجه في كثير من أفلامها، ولعلّ فيلمها “خلّي بالك من زوزو” الشاهد على هذا حتى اليوم.

لاقى “خلّي بالك من زوزو” نجاحاً غير مألوف، لدرجة أن عُشّاق “أخت القمَر” صاروا لا يحبّون مناداتها إلا بـ “زوزو” بعد ذاك الفيلم، الذي أمسى لاحقاً من أشهر أفلامها عند الجمهور.

قادَت دفّة النجومية بأفلامها لـ /30/ سنة، منذ 1961 وإلى 1991، ومن بين أهم أفلامها هي “الزوجة الثانية، صغيرة على الحُب، الكرنك، غروبٌ وشروق، أين عقلي، زوجَتي والكَلب”.

لأن جذورها كُرديّة، كانت آخر أعمال “السندريلاّ” الغنائية مع الموسيقار الكُردي الشهير “هلكوت زاهر”، فقدّمت معه ألبوماً موسيقياً وشعرياً بعنوان “عَجبي”، من تلحينه، وهي بالإلقاء الشعري.

اختيرَت “السندريلاّ” ثاني أفضل ممثّلة في القرن العشرين بمئوية السينما المصرية عام 1996، واختيرت /8/ أفلام لها من بين أفضل /100/ فيلم مصري، وحازت جائزة “مهرجان الاسكندريّة”.

ليس هذا فقط، بل اختارتها وزارة الإعلام المصرية أفضل ممثّلة في “عيد التلفزيون” عام 1987، وكرّمها الرئيس المصري الراحل #أنور_السادات في “عيد الفن” عام 1979.

مثلَما كانت نجمة، أرادَت أن تستحوذ على النجومية بعد رحيلها في (21 يونيو 2001) عندما سقطَت من أعلى إحدى الشقق في #لندن، ليبقى موتها غامضاً إلى اليوم بين القتل والانتحار.

رحلَت “المرأَة الحُلُم” وبقى الجمهور يتذكّرها بكل ذكرى سنوية لميلادها، فمثل “السندريلاّ” تعيش بين الأحبة ولا تموت، لِتُخلّد عبر جمهورها بذاكرة الأبناء والبنات من جيل إلى جيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.