أزمة “الدفاع الوطني” في السويداء: هل تستطيع الميلشيات الموالية للحكومة السورية الحفاظ على بنيتها التنظيمية؟

أزمة “الدفاع الوطني” في السويداء: هل تستطيع الميلشيات الموالية للحكومة السورية الحفاظ على بنيتها التنظيمية؟

تعاني ميلشيا #الدفاع_الوطني، الموالية للحكومة السورية في #السويداء، من مشاكل عديدة، مادية ومعنوية، وخاصة بعد قضايا الفساد الكثيرة، التي طالت قادة أساسيين فيها.

وطافت على السطح بشكل جلي، خلال الأيام الماضية، مشكلة عزل “وافي السعد”، رئيس مركز الدفاع الوطني، وتعيين “أدهم أبو زيدان” بديلاً عنه، وما تلاه من تقديم قادة القطاعات في المليشيا استقالاتهم، في رفضٍ واضح لهيمنة “رشيد سلوم”، ممثل الأمانة العامة للدفاع الوطني في المنطقة الجنوبية، على المركز. الأمر الذي شجّع كثيرين على الحديث عمّا كان يجري في واحد من أكبر الفصائل التابعة للقوات النظامية، والذي نجح بتجنيد خمسة آلاف مقاتل من أبناء المحافظة، حتى الآن.

وقد تمّ إخلاء نادي الرماية، الذي كان مقراً لقيادة المليشيا، والعودة إلى مقرها الأساسي، وهو بناء مُستولى عليه، كانت ملكيته تعود للإعلامي المعروف “فيصل القاسم”، فيما رفض قادة القطاعات في الميلشيا حضور اجتماع عاجل، دعا إليه “سلوم”، في العاشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي. كل هذه التطورات تؤكد أن التفكك والانهيار بات يهدد واحدة من أكثر الفصائل عدداً وعدة في السويداء.

 

من هو رشيد سلوم؟

ينحدر “سلوم” من قرية صغيرة في الريف الشرقي للسويداء، بحسب ابن قريته “أ . س”، الذي قال لموقع «الحل نت» إن «”سلوم” سافر إلى #ليبيا، قبل #الأزمة_السورية، وعاد بثروة كبيرة، وظهر بوصفه مستثمراً للفندق السياحي الشهير في مدينة السويداء، بعقد، مدته أربعون عاماً، مع مجلس المدينة، وحصل على قرض بقيمة مئة مليون ليرة لترميم الفندق. وبعد الافتتاح بدأت علاقاته بالتوسع مع الأفرع الأمنية، واستضاف المؤتمرات، التي ترعاها #الحكومة_السورية، مجاناً، وعندما بدأت #الاحتجاجات_السورية في العام 2011، كان “سلوم” صديقاً مقرّباً للعميد “وفيق ناصر”، رئيس فرع الأمن العسكري، الذائع الصيت في #درعا والسويداء، واستضافه مجاناً في فندقه. وعند تشكيل ميلشيا الدفاع الوطني، كانت مكاتب قيادتها في الفندق، وارتدى “سلوم” من وقتها بذّته العسكرية، وراح يجنّد الشباب، ويصرف من جيبه على تشكيل الميلشيا، حتى بات يتحكّم بكل كبيرة وصغيرة فيها، رغم وجود ضبّاط كبار في قيادتها».

فيما قال الناشط المدني “غياث حديفة” إن «سلوم استلم رئاسة مركز الدفاع الوطني، وافتتح ما يسمى “حواجز الترفيق”، التي ساهمت بإفقار المواطنين، ورفع الأسعار، وصادر سيارات عديدة للشركات التجارية. وفي عهده نشطت عصابات الخطف والتشليح. وساهم، مع فصيله، في ظاهرة “التعفيش” من محافظة درعا، برعاية العميد “وفيق ناصر”، الذي كان جسر عبور “سلوم” نحو #دمشق، وتمتين علاقاته الأمنية، فبات المسؤول المباشر عن المنطقة الجنوبية».

وأضاف “حديفة”، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «لدى سلوم استثمارات معروفة في #إسبانيا، وهو دائم السفر للخارج، لكنه المتحكّم الرئيسي بمركزي الدفاع الوطني في درعا والسويداء، وترك خلفه عديداً من الموالين والمنتفعين والأعداء».

 

مشكلة قيادة المركز  

«رغم المنشورات “الثورية”، التي تصدرها قيادة الدفاع الوطني، وإعلانها عن تخريج دورة جديدة من المقاتلين، خلال الأيام القادمة، في محاولة لنفي الأحاديث عن الانشقاقات والخلافات داخل صفوفها، إلا أن قادة قطاعاتها ومكاتبها الرئيسية أصيبوا بصدمة كبيرة من التغييرات المفاجأة، التي قام بها “سلوم”، بعد إقالته “وافي السعد”، رئيس مركز الدفاع الوطني في السويداء، وتعيين “أدهم أبو زيدان”، قائد قطاع قرية “العجيلات”، أو ما يُعرف بـ”القطاع الخامس” في الدفاع الوطني، بديلاً عنه، علماً أن الأخير خضع لدورة عسكريه تدريبية في جنوب #لبنان، ودورة ثانية في #إيران، لكنه بنظر المعترضين مقاتل بلا خبرة قيادية، وهم أحق منه بالمنصب»، بحسب قائد أحد قطاعات الدفاع الوطني، الذي أضاف لموقع «الحل نت» أن «”سلوم” عيّن سائقه نائباً لرئيس المركز، ثم أجبره على الاستقالة، بعد أن تم فضح دوره بعمليات تهريب البشر نحو لبنان، بسيارات الدفاع الوطني».

ويفيد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «”سلوم” لم يكن راضياً عن التعيينات الأخيرة في مركز السويداء، ولا عن العلاقات بين “وافي السعد”، رئيس المركز السابق، وفصائل مسلّحة في المحافظة، وكذلك علاقته مع مقاتلي الميلشيا، الذين تلقوا، لأول مرة منذ شهور، رواتب يومية، بقيمة أربعة آلاف ليرة، وهي مبالغ انفقها “السعد” من أموال “سلوم” الخاصة، وبلغت قيمتها، خلال الشهور الأربعة الماضية، تسعين مليون ليرة، ما جعل “سلوم” يخاف على مصالحه من كل هذا التكاليف، ويدفع القيادة العليا لعزل “السعد”، مستغلّاً الدعاوى القضائية الموجهة ضده، بتهم فساد ونصب، فضلاً عن عدم تقبّل حركة #رجال_الكرامة لوجوده».

 

ما حقيقة العلاقة بين “رجال الكرامة” و”الدفاع الوطني”؟

وبالحديث عن حركة رجال الكرامة، فإن المهتمين بالشأن الداخلي في المحافظة يتكلمون كثيراً، هذه الأيام، عن العلاقة التي تجمع الحركة بميلشيا الدفاع الوطني، ما فسّره كثيرون بشراء الحركة من قبل #حزب_الله وإيران، بعد أن كان التقارب بين الطرفين مستحيلاً، ولا يمكن تصديقه، خاصة أن أهداف الفريقين مختلفة ومتباعدة، منذ بداية تأسيسهما.

موقع «الحل نت» التقى أحد قادة “رجال الكرامة” لسؤاله عن الموضوع، فأكد أن «الحركة على علاقة طيبة مع كل فصائل السويداء، ولا تعادي أحداً».

وأضاف أن «قيادات الدفاع الوطني وعناصره يلجؤون دائماً إلى منزل رئيس الحركة “يحيى الحجار”، في أي أمر يواجههم، وقد انقطعت الاتصالات مع الميلشيا، بعد تعيين “وافي السعد” مديراً لمركزها في السويداء، بسبب قضايا الفساد المُتهم بها، وبعد إقالته، وتعيين “أبو زيدان” بديلاً عنه، عادت الصلات من جديد بين الطرفين، ضمن خط الحركة الطبيعي، الذي ينادي باتحاد أبناء المحافظة، وعدم القبول بشخصيات قيادية، تتخذ طريقاً خاطئاً، يجلب الخطر للجميع»، حسب تعبيره.

وشدد المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، على أن «موضوع العلاقة مع إيران، أو غيرها من الدول الخارجية، مرفوض بشكل قاطع من قبل الحركة، وهو خط أحمر، لا يمكن تجاوزه، مهما كانت الظروف».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.