حميد زناز لـ«الحل نت»: «التطرف الإسلامي يتمدد في أوروبا، وعلى المسلمين الأوروبيين الاستيقاظ من غفلتهم»

حميد زناز لـ«الحل نت»: «التطرف الإسلامي يتمدد في أوروبا، وعلى المسلمين الأوروبيين الاستيقاظ من غفلتهم»

لا يوجد بلد أوروبي خالٍ من الاسلام السياسي والمتشددين، خاصة دول أوروبا الغربية، مثل #ألمانيا وفرنسا. ويتحدث كثير من المختصين عن استغلال التنظيمات المتطرفة للقوانين الأوروبية، للعمل بحرية، ما قد يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول. وتكثر الأحاديث عن ارتباط تقدم الإسلام السياسي في أوروبا بصعود اليمين المتطرف والشعبوي، الذي يدّعي دفاعه عن الثقافة والأمن الأوربيين.

وللمزيد من الاطلاع على تفاصيل هذه المسألة التقى موقع «الحل نت» مع “حميد زناز”، الباحث الجزائري بالشأن الإسلامي، واستاذ الفلسفة الزائر في كثير من الجامعات الفرنسية.

 

المبدأ الجمهوري والتعددية الثقافية

يحاول “زناز” التمييز بين سياسات الدول الأوروبية تجاه الإسلام السياسي، وأثرها على الوضع الاجتماعي في أوروبا، مبيناً أن المشكلة الأكبر تبرز في #فرنسا، وخاصة مدنها الكبرى، «في #باريس يبدو التوتر الاجتماعي واضحاً، بشكل أشد من كثير من المدن الأوروبية،  لأن قوانين الجمهورية الفرنسية، والثقافة السياسية في البلاد، لا تقبل انعزال بعض الجاليات المقيمة بفرنسا، حتى وإن شكّلت، على الأراضي الفرنسية، مجموعة من “الغيتوات”، أي المناطق المنعزلة، التي تقطنها أغلبية من السكان، المنحدرين من أصول تعود لدول إسلامية».

وبعيداً عن فرنسا «يسود مبدأ التعددية الثقافية، خاصة في ألمانيا وبريطانيا، اللتين يوجد فيهما نوع من الانعزالية المقبولة من طرف السلطات، بمعنى أن لكل مجموعة دينية او إثنية الحق في العيش حسب ثقافتها، دون أن تختلط بغيرها من المجموعات، كما هو شأن الأتراك في ألمانيا، والباكستانيين والهنود في بريطانيا»، حسب وصفه.

 

سلطات متساهلة ويسار انتهازي

لا يبدو “زناز” مطمئناً للغاية للسياسات الأوروبية تجاه الإسلام السياسي، فهو يشير إلى «تساهل السلطات الأوروبية مع جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، وتركها تتحرك بكل حرية، بوصفها تتّبع ما يُظن أنه نمط من “الإسلام المعتدل”، وهي في الواقع تساهم بتنشئة المتطرفين في المساجد والمراكز الإسلامية، الذين يتحوّل بعضهم إلى إرهابيين، يزرعون الرعب في أوروبا».

لا يعني هذا عدم وجود إسلام معتدل، فقد لفت المفكر الجزائري إلى «وجود جماعات إسلامية غير متطرفة في أوروبا، مثل المتصوفة، إلا أن حضورهم محصور بين بعض النخب الأكاديمية»، مبيناً أن «لهؤلاء مساجدهم ومراكزهم الثقافية، التي لا تتسبب بأي مشكلة في المجتمعات الأوروبية».

وأقرّ “زناز” بعدم إمكانية وجود بلدان أوروبية خالية من التطرف الإسلامي، عازياً ذلك إلى «تغوّل الهيئات الاسلامية فيها، بسبب تهاون المسؤولين والمثقفين الأوروبيين، لأسباب متعددة، أهمها الخوف من الاتهام بالعنصرية والاستعلاء الثقافي؛ وكذلك لأهداف انتخابية، فبعض أحزاب اليسار الأوروبي تطمع للحصول على أصوات الناخبين، من أصول إسلامية مهاجرة، من خلال مغازلة الإسلام السياسي»، معرباً عن «تشاؤمه عن تصاعد الإسلام المتشدد في البلدان الأوروبية».

 

اليمين في صعود

وبشأن ادعاء اليمين المتطرف الأوروبي دفاعه عن البلدان الاوربية في وجه هجوم الإسلاميين، بيّن “زناز” أن «اليمين المتطرف موجود قبل استفحال الأعمال الإرهابية الإسلاموية في أوروبا، ولذلك فقضية التطرف الإسلامي مجرد حجة لتبرير عنصريته. رغم هذا ساهم حضور الإسلام السياسي، وتصرفاته الاستفزازية، في صعود اليمين المتطرف أكثر وأكثر، في السنوات الأخيرة، واكتسابه لقواعد انتخابية جديدة»، لافتاً الى أنه «إذا وصل المتطرفون اليمينيون يوماً إلى الحكم في فرنسا أو #بلجيكا أو ألمانيا، فسيكون السبب أعمال الإسلاميين المشينة في تلك البلدان»، حسب تعبيره.

شارحاً وجهة نظره بالقول: «سينفذ صبر المواطنين الأوربيين يوماً ما، حينما يرون تهاون وضعف الأحزاب الاشتراكية، أو أحزاب يمين الوسط، في مواجهة الاعتداءات الإسلاموية، وعندها سيصوّتون لصالح أحزاب اليمين المتطرف، المعادية للمسلمين بصفة عامة».

 

جيوش الكترونية

وشدد الأستاذ الزائر في الجامعات الفرنسية على «امتلاك الهيئات الإسلامية المتطرفة جيوشاً الكترونية، تهاجم كل من ينتقد الإسلام السياسي، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي»، مضيفاً: «تعمل هذه الجيوش على تشويه سمعة كل العلمانيين، الذين ينتقدون المشروع السياسي للإسلاميين، الحالم بإقامة الخلافة الإسلامية، وتطبيق الشريعة في أوروبا».

ويطرح الأستاذ الجزائري رأياً قد يعتبره البعض إشكالياً، فالدول الغربية، بحسبه، «ضحية سذاجتها، فقد استقبلت المتشددين طيلة سنوات عديدة، لتسمح لهم بذلك بالتأثير السلبي على مواطنيها من الشباب المسلمين، المولودين على الأراضي الأوروبية، والذين يتحوّل جزء منهم إلى إرهابيين».

ويحذّر في ختام حديثه: «إذا لم ينتبه الأوروبيون، وعلى رأسهم مواطنو الدول الأوروبية المسلمون، إلى خطر التمدد الإسلاموي، الذي يهددهم في عقر دارهم، فستتكرر الاعتداءات الإرهابية، مع الأسف. ودون محاسبة صارمة وعادلة للإسلاميين فإنهم سيستمرون في إنتاج الإرهاب».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.