وسط الغارات الإسرائيلية والمفاوضات مع روسيا: هل ينجح الإيرانيون بحصار الجيش التركي عبر جبهة سراقب؟

وسط الغارات الإسرائيلية والمفاوضات مع روسيا: هل ينجح الإيرانيون بحصار الجيش التركي عبر جبهة سراقب؟

أفادت مصادر عسكرية خاصة لموقع «الحل نت»عن رصدها لحشود عسكرية، وتحركات مكثّفة للميليشيات، الموالية لإيران وحزب الله، في منطقة #سراقب، وذلك بعد سحب القوات التركية لنقاطها العسكرية من المنطقة، عقب محاصرتها من #القوات_النظامية، قبل عدة أشهر.

وأكدت المصادر أن «الميلشيات الإيرانية جلبت تعزيزات عسكرية، من مناطق في #دير_الزور، باتجاه مدينة سراقب، مستغلةً عدم وجود حشودات تركية ضخمة على هذا المحور، في ظل انشغال الجيش التركي بتدعيم محاور #جبل_الزاوية، وإنشاء قواعد عسكرية فيها».

وتسيطر المليشيات الموالية لإيران، وخصوصا #حزب_الله اللبناني، على مدينة سراقب وريفها، وكان لها الدور الأكبر في الاستيلاء على المنطقة، بدعم جوي روسي، ويؤكد كثير من المراقبين أن تقدمها من منطقة سراقب، باتجاه منطقة #أريحا، سيؤدي إلى حصار الجيش التركي، وقوات المعارضة المسلحة، في مناطق جبل الزاوية.

 

المفاوضات لمنع الهجوم

الصحفي التركي اسماعيل جوكتان لا يبدي أية دهشة من الأنباء عن الحشود الجديدة، فـ«رغم مرور ما يقارب العام على إعلان وقف إطلاق النار في #إدلب، لم تتوقف هجمات #الحكومة_السورية وروسيا على ريف ِالمحافظة الجنوبي. وتركّز القصف على مناطق جبل الزاوية، حيث تم تسجيل حوالي ثلاثمئة خرقاً لوقف إطلاق النار، ارتكبتها الميلشيات التابعة للقوات النظامية وروسيا، وبالتالي لم يكن الطرفان ملتزمين بالاتفاق منذ اليوم الأول»، حسب قوله.

ورغم هذا يستدرك “جوكتان”، في حديثه لـ«الحل نت»، أنه «من الصعب أن تحصل عملية عسكرية واسعة في المنطقة، لأن البيئة السياسية ليست ملائمة لذلك، في ظل العقوبات الأميركية والأوروبية على الحكومة السورية، وجائحة #كورونا، التي أثّرت على جميع دول العالم، بما فيها سوريا».

وحول الخطة التركية لمواجهة أي هجوم محتمل يوضح الصحفي التركي أنه «في حال وقوع هجوم جديد، عبر سراقب، فمن الأرجح أن تحاول #تركيا حل المشكلة، عبر اللقاءات مع الطرف الروسي، لأنها لا تريد مواجهة الروس عسكرياً، والرئيس التركي #أردوغان لا يتمنى أن يحصل توتر جديد مع #روسيا، أو أي دولة عظمى أخرى».

ويشير إلى أن «تركيا ترسل تعزيزات أكثر إلى جبل الزاوية، من أجل هدفين: ردع القوات النظامية؛ و حماية طريق حلب-اللاذقية الدولي M4، بعد سيطرة الحكومة السورية على طريق M5، بسيطرتها على سراقب».

 

قدرة تركية على الردع

قد لا تكون تركيا غافلة عمّا قد تتعرّض له قواتها في محافظة إدلب، أو عاجزة عن الرد، فبحسب عدد من المحللين العسكريين، مثل “محمد فرحات”، فإن «الحشود التركية، التي دخلت إدلب، بعد إعلان عملية “درع الربيع”، وسيطرت على بلدة #النيرب، تمركزت في معسكرات ضخمة على هذه الجبهات، بالقرب من مدينة سراقب، إضافة إلى معسكر “المسطومة”، الذي يعدّ القاعدة العسكرية الأولى لدعم القوات التركية لوجستياً».

ويضيف “فرحات”، في حديثه لـ«لحل نت»، أن «هناك تجمعات ضخمة للقوات التركية في مطار “تفتناز” العسكري، وهو لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن جبهة سراقب. لذلك إذا أرادت تركيا التصدي لأي هجمة للميلشيات الإيرانية على هذه الجبهة، فإن قواتها العسكرية كافية للردع».

وحول أسباب تركيز الأتراك على جبل الزاوية، دون بقية الجبهات، يشير المحلل العسكري السوري إلى أن «منطقة جبل الزاوية تتمتع بطبيعة وعرة، تساعد الأتراك على التمركز بقواعد محمية في الجبال، ناهيك عن التلال الحاكمة على المناطق المجاورة، على عكس سراقب، ذات الطبيعة السهلية، التي يمكن فيها كشف القوات واستهدافها، في حال قررت الحكومة السورية وحلفاؤها شن هجوم واسع».

 

فرصة إيرانية لتحسين شروط التفاوض

محلل عسكري آخر، هو العميد المنشق “أحمد رحال”، يشرح لـ«الحل نت» طبيعة التحركات الإيرانية في المنطقة، بالقول: «انسحاب الأتراك كان فرصة للإيرانيين لتقوية مواقعهم، وأماكن انتشارهم، لتقوية موقفهم التفاوضي مع الروس، فبقدر ما تسيطر #إيران على مناطق من سوريا، تنتزع مكاسب في مفاوضاتها مع روسيا»

ويضيف: «الغارات الإسرائيلية كانت مؤثرة بشكل كبير على الميلشيات الإيرانية، المنتشرة في حوالي ثلاثمئة موقع، واليوم نرى الإيرانيين يعيدون انتشارهم في خمسة مواقع، منها أربعة مواقع قتالية، والخامس موقع فني».

وكثّفت #إسرائيل غاراتها، في الآونة الأخيرة، على مواقع تمركز المليشيات الإيرانية، في ريف دير الزور، وخصوصاً مناطق المثلث الحدودي، قرب مدينتي #البوكمال والميادين. وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فقد «تسببت غارات، شنّتها طائرات إسرائيلية مؤخراً، على مواقع في دير الزور والبوكمال، شرقي سوريا، في مقتل سبعة وخمسين عسكرياً، من القوات النظامية والميلشيات الموالية لإيران».

وحول المواقع التي تنتشر فيها المليشيات الإيرانية يوضح “رحال”: «الموقع الأول في الجنوب السوري، حيث يحاول الإيرانيون الانتشار، ولكن بشكل ضعيف، بسبب تواجد القوات الروسية بكثافة هناك؛ والثاني في #دمشق؛ والثالث في البوكمال والميادين ودير الزور والبوابة العراقية، وهذه منطقة مهم بالنسبة لهم؛ والرابع في محيط #حلب وإدلب؛ أما الموقع الفنّي فهو في #حماة ومصياف، والمناطق التي تتواجد فيها مراكز البحوث العلمية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.