«عِصابةُ الموت»: الخِناقُ يضيق على الرّؤوس الهاربة في العراق.. المالكي والعامري يَدخلان على خطّ المُساومات

«عِصابةُ الموت»: الخِناقُ يضيق على الرّؤوس الهاربة في العراق.. المالكي والعامري يَدخلان على خطّ المُساومات

منذ إعلان رئيس الوزراء العراقي #مصطفى_الكاظمي، عن إلقاء القبض على ما أسماها بـ «عصابة الموت» ومسؤوليتها عن سلسلة اغتيالاتٍ شملت جهات سياسية وناشطين في التظاهرات ومسؤولين حكوميين بمحافظة #البصرة، يتابع العراقيون تطورات الموضوع بنهمٍ شديد، خاصةً هي المرة الأولى التي تعلن فيها #الحكومة_العراقية القبض على أفراد مجموعة «خطيرة للغاية» لها ارتباطات وجذور سياسية وميليشياوية.

مصدرٌ مسؤول في دائرة استخبارات البصرة التابعة لوزارة الداخلية، أكّد في حديثٍ لـ (الحل نت) أن «ربط الكثير من جرائم الاغتيال بهذه العصابة في اليومين الماضيين على مواقع التواصل، لم يتم التحقق منه حتى الآن، والتحقيق مستمر وأُبلِغنا بتجهيز المعلومات الكاملة، والحكومة قد تعلن عنها في وقتٍ قريب».

ويُضيف: «تنشط هذه العصابة في البصرة منذ 2006، وتوسّعت عملياتها بعد عام 2012، وأُلقي القبض حتى الآن على 4 من أفرادها الرئيسيين، هم (عقيل هادي وهيب شكري – يعمل في شركة نفط البصرة، حمزة كاظم خضير خالد العيداني – شرطي مفوض في السلطة القضائية، خلف أسعد خلف منصور اللامي – طالب في كلية القانون وحيدر فاضل عبد جبر الربيعي – مدير شركة التطوير الفني للمقاولات».

مؤكّداً أن «هناك 7 مازالوا هاربين، هم: أحمد عبد الكريم ضمد الملقب بـ (أحمد طويسة) وهو رئيس العصابة، وشقيق علي طويسة المتورط باغتيال إمام جامع البصرة الكبير الشيخ يوسف الحسان عام 2006، إضافة إلى خلف أبو سجاد، علاء الغالبي، علاء هاشم، حيدر شمبوصة، أحمد عودة وبشير الوافي».

المصدر ذاته، أوضح أن «العصابة متورّطة بالجرائم التالية وفق اعترافات المقبوض عليهم حتى الآن: اغتيال محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي عام 2012، اغتيال مدير دائرة التجاوزات في البصرة مكي التميمي عام 2016، اغتيال الناشط الشاب في التظاهرات مجتبى أحمد جاسم عام 2019، اغتيال الناشطة جنان ماذي شمخي عام 2020، اغتيال الصحافي أحمد عبد الصمد والمصور الصحافي علاء غالي عام 2020، الهجوم على منزل محافظ البصرة أسعد العيداني ومنزل شقيقه عام 2020، إضافة إلى استمرار ابتزاز الشركات الأمنية والشركات الأجنبية العاملة في البصرة».

مُشيراً إلى وجود «تعميم مشدد صُدِر للمطارات والمنافذ الحدودية بضرورة التشديد على ضبط المتهمين الهاربين في حال محاولتهم مغادرة البلاد، وتم تعزيزه بأوصافهم وصورهم في السيطرات (الحواجز) الأمنية، والتنسيق مع جهاز أمن كردستان لضبطهم في حال كانوا يتواجدون داخل  الإقليم».

 

“طويسة” و”الغالبي” يهربان إلى بغداد بحماية الحشد.. والمالكي والعامري يتدخلان!

“إسماعيل مصبح الوائلي” شقيق محافظ البصرة المغدور، أكّد في تصريحٍ لـ (الحل نت) أن «وصف الجماعة بـ (عصابة الموت)  غير دقيق، بل هي فرقة الموت ولديها ارتباطات سياسية ومتزعمها المدعو “أحمد طويسة” يدير أكثر من فرقة، وكل واحدةٍ منها لديها  مهام خاصة».

موضّحاً أن «من اغتال شقيقي، هما أحمد طويسة وعلاء الغالبي وفق ما وصلنا من معلومات تخص الاعترافات والتحقيقات».

“الوائلي” أضاف: «هرب “طويسة” إلى مبنى قيادة الحشد الشعبي في البصرة بعد ملاحقته وحدثت ضغوطات قوية لتسويف الملف وإغلاقه، ولأن القضية تحوّلت إلى قضية رأي عام، أعلنت الحكومة التفاصيل».

وحول الجهات الضاغطة، يقول “الوائلي”: «إيران ممثلة بالحرس الثوري وقيادات كبيرة بالحشد ومتزعمو أحزاب إسلامية شيعية، أمثال زعيم ميليشيا بدر #هادي_العامري ورئيس هيئة ميليشيا الحشد #فالح_الفياض وزعيم #حزب_الدعوة #نوري_المالكي، هؤلاء جميعاً ضغطوا بقوة وقدموا تنازلات كبيرة رافقها ضغط إيراني لتسويف القضية».

 

ما علاقة “أحمد طويسة” بميليشيا كتائب حزب الله؟

حول ارتباطات الهاربين، يوضّح “الوائلي” أن «أحمد طويسة يعمل مسؤولاً في الهيئة الاقتصادية لميليشيا كتائب حزب الله المتخصصة بالابتزاز الاقتصادي، خاصة في الموانئ العراقية، ويتلقّى الأوامر من عمار أبو ياسر – مسؤول الحشد الشعبي في البصرة والأخير  أقدم على تهريب طويسة وعلاء الغالبي، بعد لجوئهما لمقر القيادة».

وحول مكانهما الحالي، يؤكّد شقيق محافظ البصرة: «المطلوبان هُرِّبا إلى بغداد وفق ما وصلني من معلومات، وربما يجري حالياً الإعداد لتهريبهما إلى خارج العراق».

وعن سبب عدم نشر الأجهزة الأمنية أسماء المتورطين والجهات التي تتحكّم بهم، قال “الوائلي”: «الأجهزة الأمنية أضعف من أن تُعلن عن الأسماء، لأن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق التي تدير فرق موت أخرى؛ أقوى من الدولة وقادرة على قتل كل من يقول كلمة الحق».

 

 10 من أفراد العصابة في قبضة الأمن العراقي

في إنجازٍ أمني مرتبط بعملية القبض على «عصابة الموت»، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء #تحسين_الخفاجي عبر (الحل نت) عن «ارتفاع عدد المقبوض عليهم إلى 10 أفراد» بعد أن كانت قد اعتقلت في السابق 4 أفراد.

يقول: «العملية بدأت بملاحقة 4 أفراد من العصابة التي هددت الشركات العراقية والأجنبية وابتزت المواطنين وارتكبت جرائم قتل وجرائم أخرى تؤثر على الأمن القومي».

ويضيف: «بعد القبض على هؤلاء الأربعة، توصّلنا لستةٍ آخرين، وبذلك نكون قد ألقينا القبض على 10 مجرمين مرتبطين بالعصابة ذاتها واعترفوا بارتكاب جرائم قتل».

مُشيراً إلى أن «هذه العصابة كانت تعتبر نفسها المسيطر الأول على البصرة والآن أُلقي القبض على أفرادها، وانتهى الخطر الذي كان يُحدق بالمواطنين».

مؤكّداً «أن الدولة ماضية بمحاسبة كل من تورّط بسفك دماء العراقيين، ودليل ذلك القبض على عصابة الموت وقتل المتورطين بتفجير ساحة الطيران في كانون الثاني الماضي وعملية قتل انتحاريين في منطقة أبي غريب ببغداد كانوا ينوون استهداف أهاليها».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.