الصراع على سنجار: هل أعطت حكومة إقليم كردستان الضوء الأخضر لتركيا لضرب “حزب العمال” في العراق؟

الصراع على سنجار: هل أعطت حكومة إقليم كردستان الضوء الأخضر لتركيا لضرب “حزب العمال” في العراق؟

لا يبدو المشهدُ جديداً في شمال العراق، فالخروقاتُ التركيةُ على أراضيه باتت مشهداً مألوفاً، وغير جديد على وسائل الإعلام.

لكنَّ الجديد في الأمر أن التهديدات والنوايا التركية المعلنة اختلفت هذه المرة، فبعد أن كانت الخروقات والقصف يستهدفان مناطق حدودية في #إقليم_كردستان العراق، تزايدَ الطموح التركي للوصول إلى قضاء #سنجار، الذي تعدّه #أنقرة المعقل الرئيسي لعناصر #حزب_العمال_الكردستاني على الأراضي العراقية.

وهدَّد الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان بشن عملية عسكرية مباغته، تستهدف حزب العمال في قضاء سنجار، المُتنازع عليه بين #بغداد وأربيل.

وشنّ الجيش التركي، في الأيام الماضية، عملية عسكرية على جبل “كاره”، بمحافظة #دهوك شمالي العراق، أطلق عليها اسم “مخلب النسر”، قبل أنْ يعلن توقف العملية، وتصفية العشرات من عناصر حزب العمال.

لكنّ الراوية التركية فنَّدها بيانُ “قوَّاتِ الدفاعِ الشعبي الكردستاني”، المرتبطة بحزب العمال، والذي أشار إلى أنَّ «الجيش التركي تلقى ضربات موجعة وخسائر كبيرة، جعلته يوقف عملياته الأخيرة».

وبين الرواتين المختلفتين تبدو الصورة ضبابية وغير واضحة لدى أهالي قضاء سنجار، الذي يشكل المكوّن الإيزيدي غالبية سكانه. في وقت يحذّر فيه مجموعة من المراقبين من إندلاع حرب دموية داخل القضاء.

 

تحركاتُ الحشدِ 

فصائل #الحشد_الشعبي أعلنت عن تحركها لتعزيز تواجدها في قضاء سنجار، وعلى المناطق الحدودية مع سوريا، وفي جزيرة نينوى، لمواجهة التهديدات التركية الأخيرة.

القيادي في الحشد الإيزيدي “عارف شنكالي” أكد أن «قوة من الحشد الشعبي عزّزت تواجدها في قضاء سنجار والمناطق الحدودية، وذلك لمواجهة التهديدات التركية الأخيرة باجتياح القضاء، وأيضاً لتطمين المواطنين بأنَّ “الحشد” لن يسمح لأيةِ قوة بالتقدم نحو سنجار».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «معلومات وصلت عن وجود نية لتقدّم الجيش التركي، مصحوباً بعناصر من فصائل موالية له، نحو قضاء سنجار، وذلك بعد تأمين طريق خاص لهم، من محافظة دهوك في إقليم كردستان».

وأضاف أنَّ «الحشد الشعبي سيدافع عن أهالي سنجار، ولن يسمح باستباحة شبر واحد من أراضي القضاء، رغم وجود محاولات كُردية، وتحديداً من #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني، لتسليمه للجيش التركي، كما سلّم سابقاً مناطق واسعة من الإقليم للأتراك»، حسب تعبيره.

ووقَّعت #الحكومة_العراقية، قبل أشهر، اتفاقاً مع حكومة إقليم كردستان، وذلك لتسوية الأوضاع في قضاء سنجار، التابع لمحافظة #نينوى.

وتقول قيادات كردية إنّ «بنود الاتفاق لم تُنفّذ، وأهما خروج جميع الفصائل المسلحة من القضاء، ومن بينها حزب العمال وعناصر الحشد الشعبي، وتسليم القضاء للقوات الحكومية».

واتّهم الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، عناصر حزب العمال بممارسة إجراءات تعسفية بحق أهالي سنجار، بينها تجنيد الأطفال والفتيات، وإجبارهم على القتال ضد الجيش التركي، وفرض الإتاوات على المواطنين، ومنع النازحين من العودة لمنازلهم.

 

توسيعُ النفوذِ

يقول “كاوه شيخ موس”، عضو لجنة العلاقات في حزب العمال الكردستاني، إنَّ «حزبه ليس له أي وجود في سنجار، وقد زارت قيادات أمنية عراقية رفيعة المستوى القضاء، ولم تلاحظ أي حضور لمقاتلي الحزب».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «الحزب سلَّم سنجار لأبنائها من المقاتلين، وذلك بعد تحريرها من سيطرة تنظيم #داعش، وهؤلاء المقاتلون يرتبطون بالحشد الشعبي، ومسجّلون لدى الحكومة العراقية، ويستلمون رواتبهم منها».

وأشار إلى أنَّ «تركيا تريد التمدد وتوسيع نفوذها، وهي تعتبر سنجار منطقة استراتيجية، تسيطر من خلالها على الحدود مع سوريا، من جهة #الإدارة_الذاتية، وبهذا ستشكل ضغطاً على الكُرد في مناطق شمالي سوريا».

موضحاً أن «حزب العمال لن يقف مكتوف الأيدي بوجه الأطماع التركية، والعملية الأخيرة في جبل “كاره” كانت تهدف لفتح ممرات آمنة للتقدّم نحو سنجار، لكن الضربات الموجعة، التي وجهها عناصرنا، أجبرتهم على التراجع، وعدم تنفيذ العملية باتجاه الحدود، والسيطرة على قضاء سنجار».

 

موقفٌ برلماني

“كريم المحمداوي”، عضو لجنة الأمن في #البرلمان_العراقي، يرى أنّ «على رئاسة البرلمان الدعوة لجلسة طارئة، لمناقشة العمليات التركية، والتهديدات بالهجوم على قضاء سنجار».

لافتاً، في تصريح لموقع «الحل نت»، إلى أنَّ «ما تقوم به #تركيا يعدّ عملاً عدوانياً، ويجب التعامل معها بالمثل، للدفاع عن سيادة العراق، وحمايتها من الأطماع التركية».

وبيّن أنّ «سنجار مدينةٌ عراقيةٌ، وسكانها من المكوّن الإيزيدي، وهم مكونٌ أصيلٌ، تعرّض لظلم وحشي على يد تنظيم داعش، ويجب حمايته، واستخدام جميع الطرق المختلفة، لردع تركيا».

مؤكداً أنّه «يجب إرسال قوة عسكرية، لتنتشر في قضاء سنجار، وعلى الحدود العراقية السورية، للرد على التهديدات التركية، وكذلك استخدام الإمكانيات الأخرى، المتاحة لدى الحكومة العراقية، من بينها قطع العلاقات الاقتصادية، وتقديم شكوى لدى #مجلس_الأمن الدولي».

مستكملاً حديثه بالقول: «يجب عدم الاكتفاء بالبيانات الخجولة، وسنفتح تحقيقاً، لمعرفة حقيقة وجود اتفاق ثلاثي بين أنقرة وبغداد وأربيل، بعد زيارة وزير الدفاع التركي الأخيرة للعراق، يسمح للقوات التركية بالتقدّم نحو سنجار، ولن نتهاون بهذا الموضوع إطلاقاً».

ويعتقد عديدٌ من المراقبين أنّ حرباً وشيكةً ستندلع في العراق بين القوات التركية من جهةٍ، وحزب العمال والحشد الشعبي من جهةٍ أُخرى.

وزار وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار”، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، كُلاً من #أربيل وبغداد، وأجرى سلسلة اجتماعات مع المسؤولين في الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان.

وتتحدث مصادر إعلامية أنّ «آكار اتّفق مع الطرفين على القيام بعملية مباغته، لضرب عناصر حزب العمال الكردستاني في قضاء سنجار، بعد قيامه بفتح طريق خاص له، يبدأ من “زاخو”، مروراً بجبل “كاره”، وصولاً إلى الحدود العراق السورية، ومنها إلى سنجار».

وكان “غياث سورجي”، مسؤول إعلام حزب #الاتحاد_الوطني_الكردستاني في محافظة نينوى، قد أعلن، في وقت سابق، عن «انسحاب جميع عناصر حزب العمال وفصائل الحشد الشعبي من مركز قضاء سنجار، باتجاه الجبل، وتسليم مقراتهم لقوات الجيش العراقي والشرطة المحلية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.