“رابطة الإعلاميين السوريين”: هل ينجح صحفيو الشمال السوري بالحفاظ على استقلالهم عن الفصائل المسلحة والمنظمات المدنية؟

“رابطة الإعلاميين السوريين”: هل ينجح صحفيو الشمال السوري بالحفاظ على استقلالهم عن الفصائل المسلحة والمنظمات المدنية؟

أطلق صحفيون وناشطون “رابطة الإعلاميين السوريين”، في محافظة #إدلب شمال غربي سوريا، بهدف «حماية الصحفيين من الانتهاكات».

وعُقد المؤتمر التأسيسي الأول للرابطة في مدينة إدلب، بحضور أكثر من مئة وستين صحفياً وناشطاً إعلامياً، إضافة إلى حقوقيين، ولجنة لتلقي الطعون. ويتكوّن مجلس الرابطة من سبعة وعشرين عضواً، انتُخب منهم، خلال المؤتمر، تسعة أعضاء لمجلس الإدارة، بينهم سبعة أساسيون، واثنان احتياطيون.

وجاء في الإعلان التأسيسي للرابطة أنها «تقوم على نظام داخلي مُعد على يد خبراء وحقوقيين سوريين، وتُعتبر كياناً مدنياً مستقلاً، ذي شخصية اعتبارية، لا يتبع لأي جهة حكومية أو غير حكومية؛ وذي طابع ثوري، يعمل على تنظيم الإعلاميين السوريين المنتسبين له، ويمارس نشاطه وسياسته، حسب نظامه الداخلي، ويلتزم بما جاء فيه».

من جهة أخرى تساءل كثير من المهتمين والإعلاميين عن الغاية من إطلاق هذه الرابطة، وسبب اقتصارها على الشمال السوري، والجهات التي تقف وراءها.

 

تنظيم العمل الإعلامي

يقول “عمر حاج أحمد”، عضو مجلس إدارة الرابطة المُنتخب، إن «الرابطة تهدف إلى تنظيم العمل الإعلامي، وفق أسس مبنية على نظام داخلي، اشترك بوضعه أكثر من سبعة وخمسين إعلامياً وصحفياً، داخل وخارج سوريا، وباستشارة خبراء اعلاميين، بعضهم غير سوريين».

ويضيف في حديثه لموقع «الحل نت»: «تهدف الرابطة إلى تدريب وتطوير الكوادر الإعلامية، عبر دورات في كافة الاختصاصات، إضافةً لكل ما يتعلّق بالعمل الإعلامي، من علاقات وإدارة وأمن وسلامة، وفق ميثاق شرف مهني، تعتمده الرابطة».

وبالنسبة لـ”حاج أحمد” فلا معنى للتساؤل حول الجهات التي تقف وراء الرابطة، فهي «تنظيم مستقل للإعلاميين، يسعى لحمايتهم من أي انتهاك يطالهم، إن كان من الجهات المسيطرة، أو المؤسسات والشخصيات المتنفّذة، وكذلك تحقيق التكافل فيما بينهم».

ويوضح الإعلامي السوري أن «مركز الرابطة لم يتم تحديده بعد، ولكن هناك اقتراحات لأن يكون لدينا مكتب في ادلب، وآخر في #تركيا، ولكنّ ذلك مرهون بالقدرة على تغطية تكاليف المكتبين، فموردنا الوحيد هو اشتراكات الأعضاء وهباتهم، ولا نقبل أي دعم مشروط».

وانطلق المؤتمر التأسيسي الاول بحضور مئتين وأحد عشر عضواً منتسباً للرابطة، في حين يوجد أكثر من مئتين وستة وأربعين طلب انتساب قيد الدراسة. ولا تقتصر عضوية الرابطة على الداخل السوري، وإنما في بلدان اللجوء أيضاً، فقرابة 15% من أعضائها يقيمون خارج سوريا.

 

دوافع المنضمين

وبحسب القائمين على الرابطة سيجري كل عام اجتماع لأمانتها العامة، لمناقشة ما قام به مجلس إدارتها، ومن ثم إجراء عملية انتخابية لمجلس ادارة جديد، بحضور لجان انتخابات وطعون ومراقبة.

“محمد العلي”، ناشط إعلامي، شارك في انتخابات الرابطة، يشرح لـ«الحل نت» الأسباب التي دفعته للانضمام لهذه المؤسسة بالقول: «تم استيحاء فكرة الرابطة من رحم المعاناة وحالة العشوائية، التي سيطرت على العمل الإعلامي، خلال السنوات الماضية. وأسباب انضمامي كثيرة، أهمها أن العاملين بهذه الرابطة، والمنضمين إليها، يعمل معظمهم ضمن مؤسسات إعلامية محليّة، ومن الممكن أن يكون لهم تأثير كبير في نقل معاناة المدنيين في الداخل السوري».

ويوضح “العلي” أن «التكاتف والتعاضد، بين كافة المنتسبين إلى الرابطة، ظهر من خلال تلبية دعوة الحضور للمؤتمر التأسيسي، فقد شارك فيه قرابة مئتي شخص، معظمهم من الصحفيين والإعلاميين في الداخل».

 

حيادية الرابطة

ويؤكد المسؤولون عن الرابطة أنها «حيادية، وعلى مسافة واحدة من كافة المكوّنات، المتواجدة في المناطق المحررة، سواء الفصائل العسكرية، أو تشكيلات ومنظمات المجتمع المدني. وليس لها أية عداوات، و تعمل تحت كنف كل الأطراف المذكورة». ولا يتوقعون أن «يكون هناك تدخل من قبل الفصائل العسكرية، والجهات المسؤولة في إدلب أو #حلب، في عمل الرابطة».

الناشط الإعلامي “أحمد العكلة”، العضو في الرابطة، يقول لموقع «الحل نت» إن «العمل الإعلامي المعارض عانى، منذ بداية #الاحتجاجات_السورية، من حالة التشرذم، وعدم وجود كيان موحّد، ينسّق عمله، ويدافع عن حقوق الإعلاميين، على اختلاف مشاريعهم، والتهديدات التي تواجههم، بشكل يومي، خلال عملهم».

ويختم حديثه بالقول: «تأسيس الرابطة تأخّر لسنوات، ورغم ذلك فإنه خطوة أولى، على طريق تنسيق جهود العمل الصحفي، وإصدار بطاقات صحفية للعاملين في المجال الإعلامي، تساعدهم على العمل بكل أريحية، ودون عوائق، في الشمال السوري».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة