كشف تقريرٌ لصحيفة (LEFIGARO)الفرنسية، الوضع المزري الذي تعانيه #الأهوار العراقية التي يسقيها #نهر_دجلة، فهي اليوم على وشك الجفاف، بسبب بناء سدود كبيرة في المنبع في #تركيا، والحروب الأهلية في المنطقة والجفاف المستشري.

وأشار التقرير، إلى أن نهر دجلة في ظل حكم #داعش، لم يتبق منه سوى القمامة والجثث، وكان على السكان، من أجل البقاء على قيد الحياة، أن يشربوا مائه. وقد تحطمت الجسور الخمسة التي امتدت على طول النهر بفعل القصف.

المياه قضية جيوسياسية 

في بلدٍ غير مستقر ومنقسم على نفسه، ما زال نهرا دجلة والفرات يشكّلان العمود الفقري للبلاد اليوم، لكن تهديداً بخلاف الحرب التقليدية يخيّم على هذين الكنزين الآن، ففي هذا البلد الماء أغلى من النفط! ويتحدث الجميع عن حرب مياه، لكنها قد بدأت بالفعل!.

أسبابٌ كثيرة تسببت بشحّ الموارد المائية، لكن ما أثار قلق العراق بشكلٍ رئيسي، بحسب الصحيفة، هو بناء تركيا سدود جديدة وتوازن القوى الإقليمي الذي أُنشئ للسيطرة على المياه.

لقد أعاد الرئيس التركي #رجب_طيب_أردوغان إطلاق سياسة بناء 22 سداً على نهري دجلة والفرات، والتي بدأت في عام 1980. وتم الانتهاء من #سد_إليسو لتوليد الطاقة الكهرومائية في عام 2018، وأدى بدء تشغيله إلى زيادة المخاوف.

حاولت بغداد التفاوض على حد أدنى من التدفق السنوي، وفي الوقت الذي تقول فيه #أنقرة إنها مستعدة للتعاون، فإنها ترفض أي فكرة عن إدارة مشتركة للأنهار.

نهر كل الصراعات 

عندما يدخل الأراضي العراقية، يأتي نهر دجلة مباشرةً من تركيا، منهكاً من الطريق الطويل الذي تتناثر فيه السدود، وفي الطرف الشمالي الغربي من العراق، ينحدر دجلة عبر الأسلاك الشائكة والقصب والأعشاب على طول الحدود مع سوريا.

من أعلى تلتها، سيطرت كنيسة “مار أوراها” على نهر دجلة لعدة قرون، حيث يمكن أن تدعو المناظر الطبيعية إلى التأمل، لولا أسراب الجرافات التي تحفر قاع النهر بصخب وتلقي بأطنان من الرمل والحصى في شاحنات قلابة.

وعلى بعد كيلومترات قليلة، يعاني #نهر_الخابور، أحد روافد نهر دجلة، من نفس المصير، لدرجة أن المياه تكافح لتشقّ طريقها. وفي الوقت الذي تعمل فيه صناعة الأسمنت بأقصى سرعة لإعادة إعمار العراق، فإنها تنهب الموارد المائية المتاحة بلا قيود.

سدٌّ تحت الحماية 

يزوّد نهر دجلة مخيمات اللاجئين العديدة، لاسيما تلك الخاصة بمئات الآلاف من النازحين الإيزيديين، الذين تدفقوا إلى شمال #الموصل، مثل #قرية_خانيك.

ويواصل النهر مجراه عبر المناطق الكردية، حتى يتحوّل إلى خزانٍ ضخم تبلغ مساحته 11 مليار متر مكعب، عند السد العراقي الرئيسي، #سد_صدام السابق، الواقع على بُعد 40 كيلومتراً من الموصل. إنه موقع استراتيجي يعتمد عليه البلد بأكمله.

وفي آب 2014، احتدمت معركة السيطرة عليه. فسيطر عليه الجهاديون في البداية، لكن #البيشمركه الكردية استعادته بعد 12 يوماً فقط. ويحميه اليوم #الجيش_العراقي.

الزراعة ماتت 

استئناف النشاط الزراعي، لإعادة وقوف البلاد على قدميها وتجنب نزوح جماعي لسكانها، لا يخلو من صعوبة. ففي جنوب الموصل، على الضفة اليمنى لنهر دجلة، تتسبب عودة آلاف النازحين إلى أراضيهم بمزيد من الانقسامات. ففي بعض الأحيان يجدون معذبيهم بالأمس هناك. وبينما هُزم الجهاديون في الموصل، لا يزال التهديد بعودة داعش قائماً.

المخاطر تدور حول أنهار بلاد ما بين النهرين، لدرجة أن الحفاظ عليها أصبح اليوم مسألة بقاء من أجل وحدة العراق، ففي المدن كما في الحقول، الاحتياجات المائية هائلة لإعادة وقوف البلاد على قدميها.

لكن الموارد تتضاءل تدريجياً وتثير مخاوف من زيادة التوترات بين المجتمعات المحلية أو بين الأقاليم وحالات النزوح الجديدة للسكان. لا يمكن كسب هذه “المعركة بعد المعركة” لإعادة بناء العراق، إلا إذا أُنقِذَ نهر دجلة من الكارثة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.