هل سيتولى صديق “الأسد” القديم إنجاز المهمة التي فشل فيها الرئيس السوري؟

هل سيتولى صديق “الأسد” القديم إنجاز المهمة التي فشل فيها الرئيس السوري؟

تثير التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية اللبنانية الأسبق، “جبران باسيل” (رئيس “التيار الوطني الحر”) الكثير من التساؤل حول احتمالية التطبيع السياسي الرسمي الذي قد تشهده العلاقات بين سوريا ولبنان، خلال الفترة المقبلة التي تشهد تولي “نجيب ميقاتي” رئاسة الحكومة اللبنانية.

“باسيل” قال في تصريحات تلفزيونية نشرتها قناة “إل بي سي” اللبنانية، يوم أمس الأحد، أن العام الفائت، شهد انقساماً لبنانياً حاداً حول إعادة العلاقات الرسمية مع سوريا، في ظل رئاسة “سعد الحريري” للحكومة هناك، وهو الشخصية السياسية اللبنانية التي تعادي الرئيس “بشار الأسد”.

أشار “باسيل” خلال حديثه إلى علاقته القوية مع دمشق، وفي الوقت ذاته بيّن مساعيه لإعادة العلاقات بشكل رسمي آنذاك. ولعله ومع تغير شخص رئيس الحكومة وقبول ميقاتي بمهمة تشكيله للحكومة الجديدة، فإن مساع باسيل قد يعززها رئيس الوزراء اللبناني الجديد بخاصة إذا ما نظرنا إلى علاقته القوية أيضاً مع الأسد خلال السنوات الماضية.

ثروةٌ طائلة بفضل صداقة الأسد

يعتبر “ميقاتي” صديقاً قديماً للرئيس الأسد، حيث حقّق ثروة مالية ضخمة منذ بدأ مشروع الاتصالات منذ مطلع الألفية الجديدة، فكان بطبيعة الحال قريباً من الدائرة الضيقة للحكم في دمشق، وشريكاً يمكن إدراك أهميته، منذ أن كان أحد الفائزين لاحقاً، بمشروع الهاتف الخلوي بسوريا عبر شركة “إم تي إن”، التي كان يمتلك حصة كبيرة فيها.

“نجيب ميقاتي” كان أحد رجال الأعمال الذين اعتمد عليهم بشار الأسد في مطلع حكمه لبلورة مشروعه الاقتصادي العائلي والقائم على المقربين والموثوقين منه. ساهم في أوائل الثمانينيات في تأسيس شركة “انفستكوم”، التي أصبحت رائدة في عالم الاتصالات في الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولتندمج عام 2006 في شركة “إم تي إن” العالمية.

إذاً، فإن ميقاتي الصديق المقرب من الأسد بحكم المصالح الاقتصادية بشكل رئيسي، سيكون مندفعاً تجاه صديق الأمس، بفعل عوامل عدة، لا بد أن من أبرزها استغلال الأرباح المالية من مشاركته في مرحلة إعادة الإعمار، إلى جانب التخلص من أعباء ملف اللاجئين السوريين في لبنان.

عدم تعارض في المصالح

على الصعيد السياسي، لن يرى “ميقاتي” أي إشكالية في التقرب إلى الأسد بشكل علني، لاسيما وأن لبنان استعملت سياسة “النأي بالنفس” طيلة السنوات الماضية تجاه سوريا، وكانت خلافات الأسد مع شخصيات سياسية وليست حكومات.

وقد لا يمانع لبنان أيضاً أية أصوات عربية كانت تعارض التطبيع مع الأسد، في ظل مزاج سياسي متبدل في الإقليم تجاه الأسد ودمشق، بات مغايراً عن السنوات الماضية، إلى جانب ارتفاع مستوى احتمالية دعم حصول هذا التطبيع السياسي الرسمي من قبل الرئاسات الأخرى في لبنان، سواء من خلال رئيس الجمهورية “ميشال عون”، أو “نبيه بري” رئيس مجلس النواب، وهم حلفاء داعمين للأسد.

وكان الرئيس اللبناني، “ميشال عون”، قد دعا الأسبوع الفائت، رئيس الوزراء الأسبق، “نجيب ميقاتي”، بتشكيل حكومة جديدة، في بلد يعاني أزمة سياسية واقتصادية.

وخلال استشارات نيابية ملزمة أجراها “عون” في القصر الجمهوري بمنطقة بعبدا شرق العاصمة بيروت، حصل ميقاتي (65 عاما) على موافقة 72 نائبا، بينما رفضه 42.

عين ميقاتي رئيسًا للوزراء للمرة الأولى من 19 نيسان/أبريل 2005 إلى 19 تموز/يوليو 2005، وكانت حكومته حكومة مؤقتة تقوم بإدارة الدولة حتى انتخاب إجراء انتخابات المجلس النيابي وذلك كي تجرى الانتخابات بإدارة حيادية. ورئيساً للوزراء مرة ثانية منذ 13 حزيران/يونيو 2011 وحتى 22 آذار/مارس 2013، وتابع مهامه كرئيس لحكومة تصريف الأعمال حتى 15 شباط/فبراير 2014.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.