في أول تطور عسكري يتصل بملف محاربة النفوذ الإيراني بسوريا عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نفتالي بينيت”، إلى روسيا، ولقائه بالرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، والذي بحث معه الملف السوري والتموضع العسكري الإيراني. شنت مقاتلات حربية غارة قرب الحدود السورية – الإسرائيلية بالقرب من مدينة القنيطرة السورية.
مصادر محلية، قالت لـ(الحل نت)، إنّ: «طائرة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية، الاثنين، عند أطراف مدينة “البعث”، وقرية الكروم في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا».
وكشفت المصادر، أنّ بناء المالية في مدينة “البعث”، الذي يعتبر قاعدة رصد ومراقبة لـ”حزب الله” اللبناني، كان أحد الأهداف، إضافة إلى منطقة “تل كروم خان”، التي تعتبر أيضًا نقطة رصد تابعة للجيش السوري و”حزب الله”.
كما حدثت غارة ثالثة استهدفت محيط مكتب قائد سرية الاستطلاع في “اللواء 90” التابع للقوات السورية، النقيب “بشار الحسين”.
إيران بعيدة عن “الكعكة السورية”؟
تضرب إسرائيل بانتظام أهدافًا إيرانية في سوريا، حيث يوجد للجيش الروسي وجود كبير، من أجل منع إيران ووكلائها من إنشاء قواعد على الحدود الشِّمالية لإسرائيل أو نقل الأسلحة إلى “حزب الله”.
ويعتقد الإعلامي والكاتب في الشأن الروسي، “نصر اليوسف”، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّ موسكو لم تعد بحاجة لدعم طهران لأن العمليات العسكرية لم تعد هدفاً لموسكو، وحالياً الروس ليسوا في وارد مقاتلة أميركا في شرق الفرات، ولن تعمد إلى إغضاب تركيا في غرب الفرات.
ولذا، وبعد استقرار الوضع في البلاد، تنتفي الحاجة إلى القوة البشرية الكبيرة لدعم العمليات العسكرية، وإذا كان هناك من عمليات فيكفي ما لدى الجيش السوري من قِوَى بشرية.
ويشير “اليوسف”، إلى أنّه من الصعب الحديث عن كلمّا حصل من تفاهمات بين زعيمي البلدين، لكن يستفاد من التصريح الذي أدلى به وزير الإسكان الإسرائيلي، أنّ روسيا رفعت كل العقبات أمام حرية حركة إسرائيل في سوريا باستهداف المواقع الإيرانية.
وهذا التطور كان موضع شك في الآونة الأخيرة بعد خروج “بنيامين نتنياهو” من السلطة، لأن الكثير ربطوا حرية تجول إسرائيل في سوريا مرتبط بوجود “نتنياهو” الذي تجمعه بـ”بوتين” علاقات قوية.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تكشف فاتورة تدمير منشآت إيران النووية
إسرائيل تفرض اتفاقاً على موسكو
رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نفتالي بينيت”، أكد أمسِ الأحد، إنه توصل لتفاهمات جيدة ومستقرة بشأن سوريا، خلال لقائه مع الرئيس الروسي “بوتين”.
وقال “بينيت”، «وجدت لدى الرئيس بوتين أذنا صاغية لاحتياجات إسرائيل الأمنية».
وناقش الطرفان، الوضع في سوريا، فقد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي “بوتين” أن تل أبيب ستواصل غاراتها على سوريا، فيما طالب الرئيس الروسي بأن تتفادى الغارات على سوريا البنى التحتية ورموز الحكومة السورية.
وأكد الرئيس الروسي أن لدى روسيا وإسرائيل خلافات عديدة بشأن سوريا لكن هناك نِقَاط تماس أيضًا، لاسيما فيما يخص محاربة الإرهاب.
من جانبها، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إنّ “بوتين” طالب “بينيت” خلال الاجتماع في “سوتشي” بأن «تحسن إسرائيل الإخطارات التي ترسلها إلى موسكو بشأن أنشطتها في الأراضي السورية، وأن تكون أكثر دِقَّة في ذلك».
وخلال اللقاء الأخير، أوضح “اليوسف”، أنّ «تل أبيب حصلت على ضوء أخضر ساطع هذه المرة، وهذا مرتبط بالتمهيد لاجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية في كل من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل المرتقب انعقاده في القدس».
وخلال العام الماضي، تركزت ضربات الطائرات الإسرائيلية المسيرة على بلدة البوكمال الحدودية، جنوب شرقي الميادين، التي تقع على طريق إمداد استراتيجي للمليشيات المسلحة المدعومة من إيران والتي ترسل بانتظام تعزيزات من العراق إلى سوريا.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات داخل سوريا، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن في خطوة نادرة هذا العام، وفي تقريره السنوي، أنه قصف خلال عام 2020 حوالي 50 هدفًا في سوريا، من دون أن يقدم تفاصيل.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.