زادت حدة التقارب الروسي الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، ذلك التقارب الذي ألقى بظلاله على الوجود الإيراني في سوريا، ولاحقاً بدأت موسكو بزج ملف العقوبات على «الحكومة السوريّة».

وطلب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” من رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت“، تشجيع الإدارة الأميركيّة، على تخفيف بعض العقوبات الاقتصاديّة على «الحكومة السوريّة»، وذلك من أجل إفساح المجال أمام الشركات الروسيّة للمشاركة في عمليّات إعادة «الإعمار».

طلبات بوتين

ونقل موقع «إكسيوس» الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ: «بوتين يريد من شركات روسية الحصول على معظم مشاريع إعادة الإعمار الكبيرة في سوريا، لتعزيز الإيرادات والنفوذ الروسي في الاقتصاد السوري».

وبحسب الموقع فإن الرئيس الروسي أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الجمعة الماضي، أن «بعض الشركات الروسية تخشى القيام بأعمال في سوريا لأنها لا تريد أن تتضرّر من العقوبات الأميركية».

اقرأ أيضاً: ماذا وراء زيارة لافرنتيف لدمشق.. ما الرسائل الموجهة إلى بشار الأسد؟

أهداف اقتصاديّة

ويرى المحلل السياسي الروسي “ديمتري بريجع” أن روسيا تهدف بالدرجة الأولى من تخفيف العقوبات إلى «الاستفادة من النفط والغاز السوري، إضافة إلى الاستثمارات في المشاريع المختلفة».

ويقول “بريجع” في حديث لـ«الحل نت»: « روسيا لديها علاقات فريدة مع إسرائيل و هي جدا قوية بسبب وجود مجموعة من الرجال الأعمال المقربين لبوتين هم من أصول يهودية، روسيا بتدخلها في سوريا توقعت بأن الوضع سوف يكون أفضل حسب الخطة التي رسمتها بتدمير و تفكيك المعارضة، لذلك ليس من الغريب ان تضغط روسيا على اسرائيل لكي تحاول هي بطرفها أن تؤثر على يهود أمريكا(الذين لديهم القرار السياسي)».

وكانت العديد من التقارير الصحفيّة تحدثت عن أهداف روسيا من التقارب مع إسرائيل.

وعلى الرغم من التوتر الذي قد تواجهه روسيا مع إيران بسبب هذا التقارب، إلا أنها تهدف إلى التأثير على سياسة إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” إزاء الملف السوري، لا سيما فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصاديّة.

وفي أولى نتائج هذا التقارب عادت قبل يومين شركة «ويسترن يونيون» الأميركيّة للحوالات الماليّة، إلى العمل في سوريا، بعد توقف لنحو أسبوع دون أن تعلن الشركة عن الأسباب.

ورجح محللون أن تكون الأسباب الحقيقية وراء تعليق عمل الشركة، تتعلق بالمخاوف من تبعات قانون «سيزر» والعقوبات الاقتصادية على «الحكومة السوريّة».

ويعتقد المحلل الاقتصادي “يونس الكريم” أن لإسرائيل دور في عودة شركة الحوالات الماليّة للعمل في سوريا، وذلك بطلب من روسيا.

اقرأ أيضاً: رسائل إيرانيّة لإسرائيل وراء قصف قاعدة التنف في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.