لا يزال الحزن يخيم على الفنانين السوريين بوفاة أيقونة الطرب السورية والعربية، صباح فخري، والذي وافته المنية في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي عن عمر ناهز الـ88 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة استمرت لخمسة عقود من الزمن وستبقى في ذاكرة كل من أحب فخري واستمتع بصوته وأغانيه، ولا سيما أنه يعتبر ثاني شخصية تدخل كل منزل عربي إلى جانب كوكب الشرق أم كلثوم.

قد يهمك: تشييع صباح فخري إلى مثواه الأخير.. ماذا عن حضور بشار الأسد؟

وشارك اليوم آلاف السوريين في تشييع جثمان فخري في العاصمة دمشق، بينهم كبار النجوم والفنانين، بالإضافة إلى مسؤولين رفيعو المستوى بينهم وزير رئاسة الجمهورية، منصور عزام والذي حضر عن الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشارت نقابة الفنانين السوريين، أن جثمان فخري سيتم نقله إلى مدينة حلب، حيث سيوارى إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه.

صباح فخري- عملاق القدود الحلبية- اسمه الحقيقي هو صباح الدين أبو قوس، أما بالنسبة للقب فخري، فهي نسبة لفخري البارودي الذي رعى موهبة صباح.

اقرأ أيضا: بكلمات مؤثرة.. فنانون ونجوم يودعون “صباح فخري”

ومن أشهر أغاني صباح فخري، قل للمليحة، آه ياحلو، يا حادي العيس، فوق النخل، مالك يا حلوة مالك، خمرة الحب، يا طيرة طيري، قدك المياس، يا مال الشام، يا شادي الألحان، ابعتلي جواب، وآه يا حلو.

شيوخ الطرب الحلبي

أديب الدايخ

من بين عمالقة الطرب الذي أنجبتهم مدينة الشهباء، صاحب الموشحات الكبير أديب الدايخ، والذي أمضى معظم حياته في نشر التراث العربي في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ونال عدة أوسمة وألقاب منها، مطرب الملوك، وزرياب ، ومطرب العاشقين، وسفير الطرب.

ولد أديب عام 1938 وتوفي عام 2001، ليجعل خلال هذه الفترة من حنجرته أرجوحة للصوت تتمايلان معا مخلقين تناغما وسحرا يصب في النفس، ولا سيما في حضور حفلاته، ولطالما أشار كبار الفنانين السوريين أن أديب وبصوته القوي لم يكن بحاجة حتى لموسيقى.

ومن أشهر ما غنى أديب، عشقتكي ليلى، ما كل من ذكرى الهوى صدق، بيضاء، سمراء، أخفى الهوى، أسرت قلبي، أمنعيني، بروحي فتاة، قولو لها، جاءت معذبتي، رماني اغزال، زيدي المتيم، مليكة الحسن.

حسن حفار

المنشد حسن حفار، المعروف برفضه تكريما للرئيس حفاظا على كرامته، ولد عام 1941 وتوفي عام 2020، وكان أيضاً من بين عمالقة الأصوات الحلبية والموشحات.

قضى حفار معظم أوقاته في الإنشاد والمديح النبوي والأذان في مساجد حلب، بما فيها جامعها الأموي.

وقبل أن يتوفى بوقت قصير، أوصى حفار المنشدين الشباب في محافظة حلب، أن يحافظوا على التراث الذي عمل عليه طوال حياته.

صبري مدلل

ولد صبري عام 1918، وبرع في ريعان شبابه في ترتيل القرآن والمدائح النبوية، ومن هنا اكتسب قوة الصوت وجماله، ليصبح عاشق الألحان والغناء بعد أن تعلم على يد علاّمة حلب والشرق الموسيقي عمر البطش.

شارك صبري خلال مسيرته الفنية في العديد من المهرجانات المحلية داخل سوريا، بالإضافة إلى مشاركته في المهرجانات العربية والدولية، منها في القاهرة وتونس وبيروت وقرطاج وباريس.

ويعتبر حسن حفار من أشهر تلاميذ صبري، ومن غرائب الصدف أن صبري لم يتعلم النوطة الموسيقية كتابة بل حفظها عن ظهر قلب، واستمر في ألحانه وأغانيه حتى قبل وفاته عام 2006.

لدى صبري الكثير من الألحان، تركّزت معظمها على الألحان الدينية، ولعل أبرزها، أحمد ياحيبى سلام عليك، راحت الأطيار تشدو، حيو الهادى بذكرى الإسراء.

محمد أبو سلمو

أنجبت حلب عملاقاً آخرا من عمالقتها في الطرب، وهو محمد سليم البر، الملقب بأبو سلمو.

ولد أبو سلمو عام 1925، وكان مؤذنا في بداية مسيرته، ثم اشتهر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ولُقب بأمير الشرقاوي لبراعته في المواويل الشرقاوية المعروفة بحلب بالمواويل السبعاوية.

كان يعمل أبو سلمو في النسيج والغناء معاً، وتوفي عام 2013، عن عمر ناهز الـ88 عاماً مخلفا وارءه الكثير من المواويل، ومنها، زاروا أحباب القلب، من يوم فراقك، لما الهوى لاع قلبي، ضاع الهوى، الدهر ما يوم يوفي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.