مع تزايد التقارير التي تتحدث عن تطبيع علني ومخفي مع سوريا، وحديثٍ إسرائيلي أنّ الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يزال غير مرغوب فيه في العواصم العربية والهدف من ذلك هو تقليص نفوذ إيران.

وتبعاً لذلك، كشفت مؤسسات دولية عن تزايد تجارة المخدرات في سوريا مع ارتفاع وتيرة التطبيع العربي، لتتجه الأنظار نحو طهران في تفعيل زيادة تجارتها للمخدرات داخل سوريا لضرب مخططات التطبيع مع الأسد، فهل تنجح بذلك؟

لا ترحيب بالأسد والهدف تقليص نفوذ إيران

تتسارع بعض الدول العربية لكسر العزلة على الحكومة السورية مؤخرا، ولا سيما من قبل الجزائر والأردن ومصر والإمارات.

اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن الهدف الأساسي اليوم هو تقليص نفوذ إيران في سوريا.

ولفتت إلى أن اللقاءات الأخيرة مع دمشق هي محاولة لاحتواء هذا النفوذ وأن بشار الأسد لا يزال شخصا غير مرغوب.

وقالت الصحيفة، إن الدول ليست معنية بإعادة تأهيل الحكومة السورية للعودة إلى الحضن العربي.

وهنا يشير الصحفي السوري، محمد الحريري، إلى أنّ دمشق هي ذاتها تعلم ذلك، ولكن لن تتحرك ضد إيران بشكل مباشر.

وأضاف الحريري، أنّ «الحليف الأزلي للأسد، لن يتم التفريط به خلال ليلة وضحاها، خصوصاً وأنّ العرب وقفوا ضده خلال السنوات السابقة».

اقرأ أيضا: التطبيع مع دمشق.. لماذا ترغب دول عربية ببقاء الأسد؟

تزايد تجارة الكبتاغون في سوريا

كشف موقع “ناشيونال انترست” الأميركي، تقريرًا عن تسارع تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط.

وعليه، يقول الحريري، لـ(الحل نت)، أنّ التقارير الصحفية التي تتابع التحركات الإيرانية في سوريا، أظهرت أن إيران وحزب الله تتحرك لضرب التطبيع مع دمشق.

وشكلت تجارة المخدرات في سوريا، تحديًا إقليميًا واهتمامًا متزايدًا من أمريكا وشركائها الإقليميين بعد التطبيع العربي.

ورجح الحريري، لازدياد نشر المخدرات نحو الدول الخليجية، خصوصاً مع اكتمال افتتاح المنطقة الحرة بين سوريا والأردن.

وتوقع الصحفي السوري، ألا تبالي دمشق بتحركات إيران، لأن انزعاج طهران يربك أروقة دمشق الداخلية، بينما الرضا العربي يعد آخر اهتمامات القصر الجمهوري.

ولا تزال الشحنات التي يتم تناقلها بين سوريا ودول المنطقة، تربك أنظمة إنفاذ القانون الإقليمية.

وبرز ذلك مع تلقي المملكة العربية السعودية لملايين من حبوب الكبتاغون المموهة بين البضائع المشروعة مثل البرتقال، الرمان، حبوب الكاكاو والعنب، القادمة برًا أو من الموانئ البحرية.

وتشير دراسة صادرة عن مركز “كور” للتحليل والأبحاث (كوار)، في إبريل/ نيسان الماضي، أن سوريا مركز عالمي لإنتاج “الكبتاغون” المخدّر.

وأن البلاد أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات من أي وقت مضى.

قد يهمك: تريث في الاندماج مع دمشق.. تراجعٌ عربي عن التطبيع؟

تحرك أميركي لتفكيك إنتاج المخدرات بسوريا

لا يزال الموقف الأميركي من التطبيع مع سوريا واضحاً، وشدد على ذلك السفير الأميركي لدى الأردن، هنري ووستر.

فقال ووستر، أمس الخميس، أن بلاده لا تشجع التطبيع مع الأسد، ولم تجر أي تطبيع مع سوريا.

تحركات أميركا ليست فقط على الصعيد السياسي، بل أيضا نحو تجارة المخدرات في البلاد.

فوافق مجلس النواب الأميركي بالأغلبية، على تعديل قانوني يطالب الإدارة الأميركية، بوضع استراتيجية بين الوكالات الحكومية الأميركية لعرقلة وتفكيك إنتاج وتجارة المخدرات في سوريا.

التعديل الذي قدمه النائب الجمهوري، فرينش هيل، نال موافقة 316 من أصل 435 عضواً في مجلس النواب، وأصبح مطروحاً أمام مجلس الشيوخ.

وتضمن التعديل أن تجارة “الكبتاغون” المرتبطة بالأسد، تشكل تهديداً أمنياً عابراً للحدود.

ويجب على واشنطن أن تطور وتنفذ استراتيجية مشتركة بين الوكالات لتفكيكها، في موعد لا يتجاوز 180 يوماً من تاريخ سن القانون.

وطالب وزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير الخزانة، ومدير إدارة مكافحة المخدرات، ومدير المخابرات الوطنية، ورؤساء الوكالات الفيدرالية الأخرى، إلى تقديم تقرير بشكل مشترك إلى لجان الكونغرس المناسبة، يحتوي على استراتيجية لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات السورية.

واستفادة إيران والموالين لها في سوريا من مخدرات الكبتاغون، وفقًا لتقرير صادر عن مركز تحليل وبحوث العمليات (COAR)، ما لا يقل عن 3.5 مليار دولار خلال عام 2020، أي خمسة أضعاف قيمة الصادرات المشروعة للبلاد.

اقرأ أيضا: التطبيع العربي مع “الأسد“.. مخاوف إيرانيّة أمام الدور العربي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة