لليوم الثالث على التوالي، يتوافد بعض الشبان والرجال من مختلف الأعمار، إلى مكاتب الانتساب التابعة لمليشيا “قاطرجي” في مركز مدينة ديرالزور شرقي سوريا، بعد أن فتحت الأخيرة، باب التطوع لعناصر جُدد في صفوفها.

الإقبال ضعيف والسبب

أحد المشرفين على مراكز الانتساب، فضل عدم الإفصاح عن هويته، تحدث لـ “الحل نت” قائلاً، إن “مهمة العناصر الجُدد، تقتصر على مرافقة سيارات الشحن التابعة للقاطرجي، عند مرروها في منطقة البادية السورية في كلاً من ديرالزور والرقة، بهدف حمايتها من هجمات خلايا تنظيم (داعش) الإرهابي ، التي زادت وتيرتها مؤخراً، كما أن المقبولين من الشبان ممن لم يتموا الخدمة الإلزامية، ستعتبر مدة تطويعهم ضمن مجموعة القاطرجي، جزءاً من الخدمة العسكرية الإلزامية”.

اقرأ أيضا: مقتل عنصر من ميليشيا «القاطرجي» باقتتالٍ داخلي في دير الزور

موضحاً أن “الإقبال ضعيف جداً، لأمور عدة أبرزها، تدني الآجور التي تم تحدديها، والتي لا تتجاوز 125 ألف ليرة سورية”.

بعض الشبان ممن التقاهم مراسل “الحل نت” بداخل مدينة ديرالزور، (فضلوا عدم الإفصاح عن هويتهم) تحدثوا له عن أسباب الإقبال الضعيف على التطوع، حيث كانت إفاداتهم متشابهة وتضمنت مايلي، “لقد تم خداع الكثير من شبان المنطقة في مرات سابقة، من قبل مكاتب الانتساب التابعة للقاطرجي، إذ تم إيهامهم، أن مدة التطوع ستخصم من مدة الخدمة الإلزامية، كما أن البطاقة التي تمنح للمتطوع، تمنع أي جهة من اعتقاله، وستقتصر مهمته على مرافقة سيارات الشحن التابعة للقاطرجي فقط، ولكن ما حدث عكس ذلك، إذ اعتقلت حواجز الشرطة العسكرية العشرات منهم، وتم سوقهم لخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية، وبعضهم قُتل خلال تواجده في مهمة حماية المنشآت النفطية في البادية، إضافة إلى التأخر بتسليم الرواتب”.

وفي هذا السياق، قال مراسل “الحل نت” أن سبعة عناصر متطوعين في صفوف مليشيا القاطرجي، قُتلوا، السبت، إثر هجوم شنّه مسلحون مجهولون، على محرسهم بالقرب من حقل الخراطة النفطي، جنوب غربي دير الزور”.

استغلال حاجة الأهالي
إلى ذلك، تناقلت مواقع وشبكات إخبارية خبراً مفاده، أن “بعض المكاتب الأمنية التابعة للحكومة السورية، و(الفرقة 25 مهام خاصة) المدعومة روسياً، فتحت باب التجنيد للمدنيين والعسكريين ضمن مناطق سيطرتها في مختلف المحافظات السورية، وفق عقود قابلة للتجديد، بغية حراسة وحماية المنشآت النفطية، وطرق الإمداد التي تسلكها القوافل النفطية على طريق أثريا – الرصافة الواصل بين محافظتي حماة والرقة ضمن البادية السورية، وتدعيم الخطوط الخلفية على جبهات القتال في محافظة إدلب شمال غربيّ سورية”.

تضمنت العقود بنود عدة، منها أن “عمل المتطوعين الجدد سيكون ضمن نقاط حراسة آمنة، وأن مدة العقود مفتوحة مقابل راتب شهري قدره 175 ألف ليرة سورية (ما يعادل 50 دولاراً أميركياً)، وستُسلَّم الرواتب كل أربعة أشهر، وستُوزَّع سلة غذائية لكل مجند يراوح سعرها ما بين 60 ألف ليرة سورية إلى 70 ألف ليرة سورية، مع قبول الأعمار من مواليد 1961 حتى 2003”.

اقرأ أيضا: معفاة من جميع الضرائب… مصفاة نفط القاطرجي تنال مصادقة الأسد

سخرية من فحوى العقد
بنود العقد أثارت سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتب حساب باسم أبو ربيع العبدالله” تعليقاً على الخبر، “الراتب مغري جداً جداً، يستطيع من خلاله شراء، دجاجة وكيلو أرز في آخر الشهر”، بينما كتب حساب آخر باسم حمود الدليمي، “كيف يمكن للمتطوع أن يصرف على عائلته خلال الأشهر الأربعة التي لا يتقاضى فيها أي دخل؟؟ إن هذا استغلال واستخفاف بمأساة الناس”.

يعيش المدنيون في سوريا الآن، أسوأ فترات الانكماش الاجتماعي والاقتصادي، بسبب تدني الأوضاع المعيشية بالتزامن مع الارتفاع الكبير بأسعار المواد الغذائية والأساسية، إلى جانب مشاكل أخرى لاتُعد ولاتُحصى، في ظل الانهيار الكبير لقيمة الليرة السورية، مقابل العملات الأجنبية الأخرى، وما زاد الطين بلة هو الانتشار الكبير لفيروس كورونا، الذي فاقم الوضع المتردي أصلاً.

كل ماسبق يدفع بجميع الأطراف المسيطرة والمتنافسة والقوى الفاعلة على الأرض، للتسابق فيما بينها، لجذب أكبر عدد ممكن من المتطوعين في صفوفها، من خلال استغلال حاجتهم وعوزهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.