يسعى تنظيم “داعش” الإرهابي مؤخرا لإعادة تهديد بعض المناطق السورية، بمحاولة خائبة ومحدودة من خلال بعض الخلايا النائمة شمال شرقي سوريا وفي بادية العراق، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها التنظيم، وإنهاء جميع مناطق سيطرته في المنطقة، بفعل عمليات “التحالف الدولي” و”قوات سوريا الديمقراطية”.

وفي تقرير حول نشاط خلايا التنظيم أكد خبراء عسكريون أن خلايا التنظيم، تخطط لشن هجمات عدة في سوريا خلال الفترة القادمة، مستغلة العديد من الثغرات الأمنية في المنطقة.

“داعش” واستغلال ظروف المنطقة

وذكر التقرير الذي نشره موقع “فويس أوف أميركا” أن: “هذا التقييم يأتي بعد زيادة أنشطة عناصر التنظيم في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك ضربتان ضد خصومه في المناطق الشرقية والوسطى من سوريا”.

وقال الباحث بمركز “صوفان” ومقره نيويورك، كولين كلارك، إن هذين الهجومين قد يكونا “بناء بطيئا»” للتنظيم في الأشهر المقبلة.

وأضاف أن “الديناميكيات الأمنية المحلية على الأرض في سوريا لم تتغير”، مشيرا إلى أن “الكل لا يزال ضد “داعش”، وهذا ما يستخدمه التنظيم في دعايته لحشد القوات والحفاظ على الروح المعنوية”.

قد يهمك: داعش في ضعف مستمر.. متى ينتهي في سوريا؟

لماذا لم ينتهي التنظيم بشكل كامل؟

ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة، أن إنهاء تنظيم “داعش” بشكل كامل في سوريا، ترتبط بإنهاء الأسباب الذاتية والموضوعية التي تسمح للتنظيم بأن يمارس عملياته ونشاطه.

ويقول شريفة في حديثه لـ“الحل نت“: “الأسباب الموضوعية هي وجود الإرهاب الإيراني والميليشيات الإيرانية، تحويل سوريا إلى ساحة مواجهات وتصفية حسابات، وجود الأسد التي يستثمر وجود الميليشيات الإرهابية. طالما أنه لا يوجد حل سياسي، هذا النشاط للتنظيم موجود”.

ورغم الضربات العسكرية التي تستهدف خلايا التنظيم بشكل دوري، إضافة لاعتقال قيادات بشكل مستمر، يؤكد شريفة أن بقايا التنظيم الإرهابي، لا تزال لديها قدرة على التجنيد، فضلا عن عدم وجود مشروع واضح لمواجهة الفكر المتطرف، لتفكيك خطاب التنظيم الذي يروج له باستمرار.

وحول آلية إنهاء وجود التنظيم بشكل كامل يضيف الباحث “يمكن أن نجد بعض التحالفات، هناك أصلا الكثير من التحالفات في سوريا لمحاربة الإرهاب، لكن لكل تحالف أولوياته المختلفة”.

وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية خلال الأشهر الماضية، عن استهداف العديد من قيادات تنظيم “داعش” في سوريا، وذلك من خلال غارات جوية تستهدف خلالها خلايا “داعش” شمال شرقي سوريا وفي البادية السورية.

وأكدت القيادة الأميركية الوسطى في بيانات سابقة أن عملياتها، سوف تقوض قدرة التنظيم الإرهابي على التآمر والتخطيط لتنفيذ هجمات عالمية تهدد الأميركيين وشركاء الولايات المتحدة والمدنيين الأبرياء.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قبل نحو شهرين مقتل القيادي في تنظيم “القاعدة” عبد الحميد المطر، وذلك خلال غارة جوية نفذتها قواتها على منطقة سلوك شمالي سوريا.

اقرأ أيضا: ديرالزور: قصف متبادل بين “التحالف الدولي” و”الثوري الإيراني”.. والأخير يعتقل مدنيين بتهمة “التخابر”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة