تعمل وزارة الاتصالات والتقانة السورية، والهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، منذ نحو شهر لإنهاء الاستعدادات لإطلاق المشغل الثالث للهاتف النقال الجديد في سورية، وذلك بعد أن أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد انتهاء مسودة الترخيص الإفرادي الخاصة بالمشغل منتصف الشهر الماضي، والذي سيعزز خدمات الاتصال للمشتركين بأفضل جودة.

وفا تيليكوم مشغل جديد بميزات حصرية

أعلن وزير الاتصالات والتقانة السوري، إياد الخطيب، يوم أمس عن منح المشغل الثالث لشركات الاتصال في سوريا “وفا تيليكوم”، الترخيص النهائي الأسبوع المقبل، موضحا خلال حديثه في جلسة لمجلس الشعب، أن العمل سيبدأ للمشغل بعد 9 أشهر من تاريخ منح الترخيص، ريثما يتم استكمال الإجراءات والتجهيزات.

وأضاف الخطيب أن الوزارة منحت ميزة حصرية للمشغل، وهي إدخال ميزة “5جي”، خلال مدة سنتين من تاريح منح بدء هذه الميزة، مشيرا إلى انه في حال عدم المشغل الجديد على تأمين هذه التقنية خلال المدة المحددة، سيتم الطلب إلى شركتي النقال، سيرياتل،وام تي ان، العمل على تأمينها.

كما أشار الخطيب، إلى إمكانية احتساب الاتصالات بالثواني من أجل السعر، وذلك حسب الخدمات الموجودة حاليا، إلا أن هذا يجعل سعر الدقيقة أعلى حسب قوله.

مشغل جديد دون تجهيزات .. كيف ستعمل ميزة الـ 5جي؟

تم منح المشغل الجديد للاتصالات النقالة، إمكانية الاستفادة من شبكات المشغلين ” سيرياتل و ام تي ان “، العاملين حاليا، ليتم خلال هذه الفترة إنجاز وتركيب الأجهزة الخاصة به، واستكمال البنية التحتية اللازمة له في العام الثالث كحد أقصى.

يقول الخبير الاقتصادي، حسن سليمان لموقع “الحل نت”، ان تكلفة المشغل الجديد لا تقل عن 10 مليار ليرة سورية، وهو مبلغ كبير، بالمقارنة مع ما تم الأعلان عنه لإطلاق المشغل الجديد.

وأوضح سليمان، أن المشغل الجديد ليس له أي بنية تحتية حتى الآن، والمقصود بالبنية التحتية، الأبراج، والكابلات الضوئية، والتجهيزات التقنية الأخرى، ولذلك أعطي إمكانية العمل على تجهيزات المشغلات القديمة، وهذا ما سيؤدي إلى الحصول على تكلفة البنية التحتية بعد عامين كما هو محدد من خلال العمل على تجهيزات المشغلات القديمة، أي من الناحية الاقتصادية دون أن تتحمل الشركة الجديدة اي تكاليف تذكر.

وأشار سليمان، إلى ان هذه الخطوة تمكن أصحاب رأس المال من استخدام المبلغ المرصود للمشغل الجديد من تشغيلها في مشاريع أخرى، وبذلك يكونوا قد نجحوا بالاستفادة من عدة مشاريع في آن معا، وهو ما يعتبر التفافا على المشروع الرئيسي.

أما المهندس في المجال التقني والبرمجي، عامر الحاج علي، فقد قال لموقع “الحل نت”، ان ميزة الـ 5جي تسمح بإجراء المكالمات وإرسال الرسائل والدخول على الإنترنت بشكل أسرع بكثير من الأجيال السابقة الموجودة في سورية مما يتيح ظهور استخدامات جديدة ومميزة.

وأضاف الحاج علي، ان هذه الميزة تتمتع بسرعة انتقال سريعة وبسعة كبيرة مما يعنى أنه من الممكن تأدية أكثر من مهام فى نفس الوقت والتعامل مع أكثر من تطبيق فى آن واحد.

وأوضح الحاج علي، ان هذه الميزة لا يمكن ان تعمل حاليا في سوريا على المشغل الجديد، حيث ان شبكات المشغلات القديمة التي سيعمل عليها المشغل الجديد، غير مجهزة من الناحية التقنية لتقديم هذه الخدمة، لذلك تم منح المشغل الجديد مدة عامين لاستكمال التجهيزات اللازمة للعمل على هذه الخدمة، أي انما أرادته الحكومة حصر الميزة بالمشغل الجديد فقط، وعدم السماح للمشغلات القديمة بتطوير تجهيزاتها لتقديم هذه الخدمة.

مطلق المشغل الجديد ذراع أسماء الأسد الاقتصادي

تم تأسيس شركة “وفا للاتصالات” في العام 2017، من قبل مدير الدائرة الاقتصادية في القصر الجمهوري، يسار ابراهيم وشخصين آخرين.

يسار ابراهيم، الذي حل كواجهة جديدة لاقتصاد الأسرة الحاكمة في دمشق، بعد تنحية رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري، والذي تسلم كل الأعمال الاقتصادية للأسرة، وحظي بثقة أسماء الأسد، ليكون بمثابة ذراعها الاقتصادي الجديد للسيطرة على ما تبقى من الاقتصاد السوري.

ففي عام 2018 قامت أسماء الأسد بإسناد متابعة مكتب “الشهداء” في وزارة الدفاع، والمخصص لتقديم المساعدات لذوي قتلى عناصر الجيش السوري، إلى يسار ابراهيم، والذي تولى منذ ذلك الوقت فرض مبالغ مالية على رجال الأعمال السوريين، للإسهام في تمويل صندوق هذا المكتب.

وفي أيار/ مايو، قام الرئيس السوري بتعيين يسار ابراهيم، مديرا للمكتب المالي والاقتصادي في رئاسة الجمهورية، بعد الخلاف مع ابن خاله رامي مخلوف، والحجز الاحتياطي على أمواله وأموال أسرته، لتكون تلك نهاية حقبة مخلوف الاقتصادية، وبداية حقبة يسار ابراهيم.
قد يهمك:ترخيص المشغل الثالث للاتصالات في سوريا.. ما علاقة إيران؟
وكان موقع “الحل نت”، قد نشر في وقت سابق تقريرا حول انتهاء مسودة الترخيص للمشغل الجديد، ودور إيران في الشراكة في هذه المشغل، والسعي الإيراني للهيمنة على قطاعات مختلفة في الاقتصاد السوري