تستخدم عادة الملونات والأصبغة الغذائية إضافة إلى المنكهات والمواد الحافظة، منذ القدم، لكن كان معظمها طبيعيا حتى وقت قريب من السنوات الماضية، إلا أنها حاليا باتت اصطناعية كالمستخدمة بشكل شائع اليوم.

الأطعمة الملونة غير معروفة المصدر!

ملونات ومضافات غذائية ومواد حافظة لا مصدر معروفا لها نجدها تفترش البسطات في جميع شوارع وأحياء دمشق، وتتسلل منها إلى البقاليات، ليستقر بعضها على رفوف أرقى المولات التجارية، حتى تحولت إلى خبر شبه يومي في جولات الضابطة التموينية، وتصدرت أعلى عدد للمخالفات ضمن فئة المواد المخالفة للمواصفات، بحسب تقرير لجريدة “البعث” المحلية.

واعتبر مدير المديرية الغذائية في هيئة المواصفات والمقاييس نضال عدرا للجريدة المحلية، “أنه لا يكفي التأكد من وجود هذه المواد من عدمه في الأغذية، بل يجب تحديد نسبتها بدقة، وهو أمر ضعيف التطبيق حاليا”.

غير أن مصدر هذه الملونات المضافة للأطعمة المباعة على البسطات في الأسواق وخاصة الشعبية منها، ليس فقط غير معروف، بل إن النسبة المضافة أيضا كذلك، وهذا ما لم تستطع جهات الرقابة المسؤولة من تحديدها.

حيث تعتبر مخالفة المواصفات ما يتعلق بالمأكولات والمضرة بصحة الإنسان، من المخالفات الجسيمة في المرسوم 8 لعام 2021، وبحسب تقارير إعلامية سابقة، قد صرح وزير التجارة بدمشق، “بأن المخالفات الجسيمة هذه قد انخفضت بنسبة 80 بالمئة، وأن هذه الأطعمة تصل إلى الأسواق عبر ورشات مخالفة وغير مرخصة ربما”، وبيّن الوزير، “أن هيئة الصحة تعمل حاليا على تحديث المواصفات المتعلقة بصحة الإنسان، كالمضافات والملونات والمواد الحافظة وفق مراجع الاتحاد الأوروبي”.

لكن لا يبدو الأمر كذلك، حيث لا تزال الأسواق وخاصة “البسطات” تشهد عروض لبيع هذه الأطعمة الملونة، دون مراقبة أو تقييد لبيعها بهذه الطريقة العشوائية، بالإضافة إلى كثرة هذه الأطعمة مؤخرا والتي لاقت إقبال كبير من قبل المواطنين بسبب ألوانها وأشكالها الشهية، وخاصة للأطفال.

قد يهمك: سوريا.. رسم إنفاق استهلاكي على الشاورما والسياحة تشدد على دفع الضرائب

الأطعمة الملونة قد تسبب أمراضا مزمنة

يقول أستاذ علوم الأغذية في جامعة دمشق، الدكتور محمد النصار، في تقرير محلي سابق، “أن المقرمشات والمصاص الملون والجيلي وحلى “الشطي مطي” كما يسمونه وبعض أغذية الأطفال الأخرى أصبحت خطرة، لأنها تحتوي ملونات وأصبغة ومواد حافظة بنسب كبيرة، إلا أن المعلبات هي الأكثر خطرا وضررا على صحة المستهلكين، لأنها تتعرض عند إنتاجها لدرجات حرارة عالية، ما يجعلها مسرطنة بشكل أو آخر”.

كما زاد بيع البضائع المعلبة على البسطات المكشوفة لأشعة الشمس، بشكل غير مسوق في الأسواق الشعبية في مناطق الحكومة السورية، خاصة بعد الحرب في البلاد. لا سيما المساعدات الغذائية الدولية “المعونة”، حيث يتلقى العديد من النازحين داخليا والمتضررين من الحرب للمساعدات الأممية، سواء من داخل المخيمات أو خارجها، وهم بدورهم يقومون ببيع جزء من سلالهم الغذائية في سبيل شراء مستلزمات أخرى بثمنها، وبذلك يتم تصدير هذه المواد عبر شبكة من التجار إلى البائعين في الأسواق.

وأوضح وزير التجارة بدمشق للجريدة المحلية، أن الهيئة الصحية أصدرت حتى الآن ما يتجاوز 1000 مواصفة غذائية، آخرها مواصفات متعلقة بالحليب المبخر والحليب المكثف المحلى، والقريشة.

وحول إلزامية المواصفة، أكد عدرا أنه عند ترخيص أي منتج لا بد أن يكون مطابقا للمواصفات القياسية، أما شارات المطابقة التي توضع على السلعة فهي اختيارية، وغالبا ما يلجأ لها المصدّر كونها سمعة ودعاية للمنتج، وهي تسهل من عملية التصدير لأي دولة، غير أن التاجر المحلي لا يطلبها غالبا كونها لا تمنع التموين مثلا من أخذ العينات لتحليلها، موضحا أن الهيئة منحت في القطاع الغذائي 6 شارات مطابقة.

ويقول طبيب الأطفال فنسنت يانيلي، زميل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، في مقال له على موقع “Verywell family“، “أن ألوان الطعام الاصطناعية يمكن أن تسبب مشاكل سلوكية لدى الأطفال، بما في ذلك ألوان الطعام والنكهات والمحليات الصناعية والمواد الحافظة.

وعلى الرغم من تأكيدات المسؤول الحكومي، إلا أن جميع الأطعمة الملونة ليس عليها ورقة المواصفات والمنح المرخصة من هيئة الصحة، وأحيانا تكون مغطاة بأكياس نايلون شفافة فقط، أو مكشوفة وتباع بالكيلو غرام. وخاصة السكريات (الحلويات) وبعض الأطعمة المالحة، بما في ذلك (الذرة) التي تضاف إليها المواد الملونة والمنكهات.

قد يهمك: زيت المطراف يتسبب بإغلاق مصابن الغار في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.