يبدو أن الحكومة السورية مستمرة في رفع الدعم عن المزيد من العائلات السورية. فبعدما تم استبعاد نحو نصف مليون شخص من الدعم الحكومي قبل عدة أسابيع، تناقلت صفحات إخبارية محلية اليوم الثلاثاء، قرارا آخر يفيد برفع الدعم عن فئات جديدة من الناس، مما خلق حالة من الاستياء والغضب لدى السوريين.

ستة فئات جديدة مستبعدة من الدعم

بحسب صورة القرار المتداول اليوم وتناقلته التقارير الإخبارية والصفحات المحلية على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت الحكومة السورية، قرارا بشأن استبعاد دفعة جديدة من السوريين، يجري العمل عليها الآن، لاستبعادهم من الدعم الحكومي للمواد الأساسية، وهي (الخبز- البنزين- الغاز- المازوت- المواد التموينية الأساسية)، بحجة أن الشرائح الأكثر هشاشة لهم الأولوية.

وتناول السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة عن القرار الصادر، والموقع بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير الماضي، من قبل وزير الإدارة المحلية والبيئة السورية، حسين مخلوف، مطالبا الجهات المعنية بجمع البيانات الخاصة بالشرائح السابقة، متضمنة الأرقام الوطنية، مشددا على ع التركيز على “دقة البيانات”، لتجنب الأخطاء التي وقعت أثناء استبعاد الشريحة الأولى.

وشملت الشريحة الجديدة من المستبعدين كل من أصحاب “المقاهي والكافتريات، ومراكز التجميل، والمكاتب العقارية، ومحلات الذهب (الصاغة)، ومكاتب وشركات بيع وتأجير السيارات”.

ولاقى القرار موجة من الانتقادات للحكومة، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال أحد المتابعين، “أعتقد كنا قد درسنا في مادة الاجتماعية أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات”، وأضاف آخرون: ” ياريت تلغو البطاقة بفرد مرة، أنتو استبعدوا العالم كلها عم تحاربوا الناس بالخبز والبنزين والمازوت الشي الأساسي بالحياة.. استبعدو كل الشعب وخلصنا بقاا ومفضلين علينااا بموافقتكم لمكوثناا بالبلد فضلت”.

بينما قال آخرون، في إشارة إلى الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد بالإضافة إلى تدني الرواتب والأجور في مناطق الحكومة السورية، “أعتقد لو ألغيت البطاقة الذكية نهائيا وأغلقت المكاتب العقارية وتم تسريح كتفة الموظفين، سيكون الحل الأفضل للجميع، وفي هذه الحالة سيبقى الراتب والدعم الكامل للحكومة”. في إشارة إلى سوء الأوضاع التي يعيشها المواطنون اليوم جراء القرارات الحكومية المجحفة بحقهم.

فيما تلمح جهات حكومية إلى استبعاد دفعات جديدة من المواطنين من الدعم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بعد جمع بيانات تتعلق بأوضاعهم.

قد يهمك: سوريا.. هل يُعيد الزواج الدعم الحكومي المُلغى؟

إلغاء الدعم الحكومي يفقر السوريين أكثر

قبل أسابيع بدأت الحكومة بتنفيذ قرار إنهاء الدعم الحكومي لمئات الآلاف من العوائل السورية دون إعلان رسمي. مما سبب بانتقادات كبيرة للحكومة، وسط 200 ألف شكاوى من المواطنين، وحالة تخوف من أن قرار رفع الدعم قد يمتد إلى مجموعات جديدة، وهذا ما حصل بالفعل اليوم، مما ينذر بحدوث فجوة اقتصادية كبيرة.

ومن بين الانتقادات، كان أبرزهم أساتذة في الجامعات السورية، حيث فوجئوا بالآلية المطبقة التي وصلت إلى رزق المواطن ومصدر دفئه، وسط مخاوف من أن يصل الأمر للطلاب.


وقال عبد اللطيف هنانو، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في تصريحات صحفية سابقة، إن الوزارة ليس لديها إحصاءات عن الأساتذة والعاملين في الجامعات والوزارة المحرومين من الدعم. فيما طالبت الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة دمشق، نهلة عيسى، بإيقاف القرارات المتخذة بالنسبة للدعم، وقالت: “هذا ليس قرآناً ويجب إعادة الدراسة بشكل جدي بناء على معطيات واقعية”.

وقد رأى سوريون أن هذه القرارات تراكم العبء على كاهل المواطنين، معتبرين أن هذه القرارات تعد بمثابة تعثر واضح في وزارات الحكومة السورية، إضافة إلى صدور مجموعة قرارات حكومية لا فائدة منها كما لا تعود إلى جيب السوريين عامة، وكأنها استراتيجيات تهدف لـ ”تبيض الحكومة السورية أمام الخارج، فهي مجرد بيع الأحلام والأوهام”.

قرارات غير مدروسة!

فيما أشار رئيس اتحاد عمال السويداء، هاني أيوب، وقتذاك، إلى أن جميع البطاقات للعاملين في الاتحاد والنقابات العمالية تم رفع الدعم عنها لامتلاكهم سيارات تتبع للاتحاد أصولا. مستغربا أن تتم معاملة سيارات الاتحاد التي تقوم على تخديم القطاعات العمالية معاملة السيارات الخاصة أو سيارات الشركات.

وأوضح أيوب، “هل استطاعت حكومتنا العتيدة تأمين النقل العام للعاملين حتى يقوم العامل بالاستغناء عن استخدام سيارته والتنقل بوسائل النقل العامة الداخلي والخارجي على حد سواء”. مطالبا بضرورة إعادة النظر بقرار رفع الدعم عن جميع الفئات.

يذكر أن، تقارير دولية، أشارت إلى أن أكثر من 12 مليون سوري يفتقرون إلى الأمن الغذائي، ويعيش أكثر من 83 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر.

قد يهمك: سوريا: التُجّار فقراء ويريدون إعادة الدعم الحكومي.. هل ينجحون؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.