مع اقتراب شهر رمضان، انتشرت ظاهرة السلع الغذائية المغشوشة والمنتهية الصلاحية في الأسواق السورية خلال هذه الأيام، مع ضعف رقابة الدوريات التموينية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المواد الفاسدة لها آثار جانبية سلبية على صحة المستهلكين.

وشهدت هذه الظاهرة انتعاشا كبيرا في السوق السورية خلال السنوات الماضية وحتى الآن، وبالطبع أسباب ذلك عديدة، وأهمها غياب الرقابة وتزايد الفساد والرشوة من الجهات الرقابية الحكومية، بالإضافة إلى تصاعد معدلات الفقر.

طرح مواد منتهية الصلاحية في الأسواق

ضبطت دوريات تموين بريف دمشق، شركة غذائية كبرى بريف دمشق تقوم بإعادة تعبئة موادها الغذائية منتهية الصلاحية لطرحها في السوق بتاريخ جديد في الأيام المقبلة.

وقال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سائر شيحا عبر إذاعة “نينار إف إم” المحلية، عبر تقرير مصور نشرته يوم أمس، أن هذه الشركة تقوم بتفريغ الأكياس المنتهية الصلاحية المعادة إليها أو التي سبق وتم جمعها من المحلات، لتعيد تعبئتها بأكياس ذات لصاقة جديدة وتاريخ صلاحية جديد وكيس حفظ جديد لتباع مجددا في الأسواق.

وأوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أن هذه المواد التي انتهت صلاحيتها أو شارفت على الانتهاء، وبدل من إعادة تعبئتها أو تغليفها، يمكن بيعها كعلف للحيوانات ويستفاد منها بهذا الشكل، وفق قوله للإذاعة المحلية.

وبحسب شيحا، فقد تم رصد مخالفة نظافة عامة في المكان نفسه، حيث توضع المواد الغذائية على الأرض ويتم “تكنيسها وتجميعها وتعبئتها”.

وعلى الرغم من إعلان الحكومة استمرارها في ملاحقة الشركات والمعامل والتجار الذين يبيعون هذه المواد الفاسدة، إلا أن هذه البضائع لا تزال منتشرة ومتداولة في الأسواق، مما تسبب في وقوع الكثير من السوريين ضحيتها في حالات تسمم وإصابة بالعديد من الأمراض والأوبئة، فهذه البضائع يمكن أن تكون ذات آثار صحية خطيرة كأمراض المعدة وحتى التيفوئيد.

قد يهمك: تمر بالحشرات وحليب كيماوي في الأسواق السورية

“تمور بالحشرات”

وفي حادثة مشابهة، ضبطت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، قبل أيام، كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.

كذلك، وفي محافظة حماة، ونظرا للطلب الكبير على منتجات الألبان والجبن، فضلا عن غلاء أسعار المنتجات الممتازة، تعد هذه السلع من أكثر السلع التي يتم الاحتيال فيها.

ففي الوقت الحالي، نقلت صحيفة “الوطن” المحلية قبل أيام، على لسان بعض السكان، إنهم يشترون الحليب والجبن بكميات كيلوغرام واحد أو أقل للأكل وليس للمونة. وقالوا أيضا إنهم يشترونها من الباعة الجوالين ومن المتاجر ذات الأسعار الأقل من المتوسط، لأنها في المتاجر الرئيسية مرتفعة التكلفة.

كما ونقلت “الوطن” عن مدير التجارة الداخلية في حماة، رياض زيود، قوله إن دوريات حماية المستهلك تراقب إنتاج وبيع الحليب والجبن. فخلال هذا الشهر، تم أخذ عدد من العينات من منشآت التصنيع أو ورش العمل واختبارها في معاملها للتأكد من سلامتها.كما تم العثور على أكثر من 18 عينة من هذه العينات مخالفة للمعايير الصحية بسبب انخفاض محتوى الدسم فيها بنسبة 10 بالمئة، وزيادة نسبة الملح، وإضافة النشاء والدهون النباتية إلى عينات اللبنة.
ويعد الفقر وتراجع مستوى المعيشة في سوريا، هو إحدى أهم أسباب انتشار تجارة المواد المنتهية الصلاحية والتي تباع بأسعار منخفضة نوعا ما.

فضلا عن وجود أسباب أخرى لانتشار هذه الظاهرة الخطيرة، وتكمن في نقص عرض المنتجات بسبب التدمير الهائل الذي لحق بالشركات والمعامل والورش الصغيرة في الأرياف السورية وخاصة في كل من دمشق وحلب خلال سنوات الحرب، منها تمت إغلاقها بشكل دائم ومنها مؤقت، الأمر الذي من شأنه أن تساعد هذه البضائع في سد فجوة العرض الموجودة حاليا في الأسواق، وخصوصا في ظل ضعف الدور الرقابي وانتشار الفساد والرشاوي لدى القائمين على الأمر.

وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا حادا في الأسعار، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين أن الحكومة لم تضع حلولا حول هذا الأمر، ويبدو أنها عاجزة عن إيجاد مخرج لأي أزمة قد تطال البلاد.

قد يهمك: بورصة الأسعار في رمضان سوريا.. ارتفاع الفروج وانخفاض البيض

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.