انتشرت في السنوات الثلاث الماضية ظاهرة جديدة في الأسواق السورية عامة وهي أن عددا كبيرا من أصحاب المحال التجارية ومحلات الألبسة بدأوا باستخدام “عدادات النقود”، وذلك بسبب التراجع الكبير في قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، حيث لم يعد المحاسب أو صاحب المحل قادرا على عد الأموال الكبيرة التي يقبضها من الزبون مباشرة وبالسرعة الكافية، فضلا عن انتشار العملات المزورة، الأمر الذي تتطلب استخدام “عداد النقود”.

تدهور الليرة السورية

قالت صحيفة “تشرين” المحلية ، في تقرير لها، يوم أمس، أن العديد من المحلات التجارية والألبسة في أسواق العاصمة دمشق، مثل سوق الحمراء والصالحية والقصاع والشعلان، أصبحت تعتمد على “عدادة النقود” عند محاسبة الزبون بسبب تدهور الليرة السورية أمام العملة الأجنبية من جهة وارتفاع الأسعار بشكل كبير من جهة أخرى، حيث يصل سعر بعض القطع إلى نحو 200 ألف ليرة سورية، ولا يوجد قطعة بسعر يقل عن 25 ألف ليرة بحسب بعض المواطنين الذين قابلتهم الصحيفة المحلية.

وأشار أحد أصحاب المحلات للصحيفة المحلية، إلى إنه بسبب تراجع قيمة الليرة السورية وزيادة قيمة فواتير الزبائن التي تتجاوز أحيانا كثيرة 200 ألف، بات مسألة عد الأموال يأخذ وقتا طويلا، لذا تطلب الأمر إلى استخدام “العدادة”.

وأضافت الصحيفة على لسان أحد أصحاب المحال التجارية في سوق الشعلان، إن “وجود آلة العد ظاهرة جديدة مع ارتفاع أسعار الألبسة، حيث كان عد النقود يتم سريعا سابقا وبشكل يدوي عندما كان الزبون يدفع فاتورة قليلة مقارنة بما يتم دفعه الآن، فضلا عن أنه يجنب أصحاب المحلات الخطأ, ويجنب الزبون الانتظار وبالتالي الحصول على فاتورة صحيحة دون زيادة أو نقصان”.

وبحسب موقع “الليرة اليوم”، فإن قيمة الدولار الواحد اليوم يساوي 3920 ليرة سورية، حيث تدهورت قيمة الليرة السورية بشكل كبير، لا سيما في السنوات الثلاث الماضية.

قد يهمك: اختفاء السوق السوداء للأدوية بسوريا.. ما الأسباب؟

شراء الملابس نوع من “الرفاهية”

على الرغم من أن التخفيضات تخطت حاجز الـ 70 بالمئة في بعض المحالات لكن الأسعار لاتزال كاوية جدا, والمتفرجون أكثر بكثير من المشترين، بحسب صحيفة “تشرين” المحلية.

وبيّن أحد أصحاب المحال التجارية، أن حي القصاع بدمشق يعد حيويا جدا ويتمتع بقوة شرائية جيدة جدا مقارنة بغيره من أحياء دمشق ليس لأن قاطنيه من الميسورين ماديا، ولكن بسبب أن أغلب أبنائه من المغتربين وفرق العملة بالتحويلات المالية يساهم في تحريك السوق، لكن مع ذلك تبقى حركة البيع محدودة لأن الهمّ المعيشي يطغى حاليا، وأولوية تأمين المواد الغذائية اليومية هي الأساس وبات شراء الألبسة من الكماليات ومعظم الأسر تختصر مشترياتها بهذا الزمن الصعب إلى الضروري جدا، وفقا لـ “تشرين”.

بدورها، قالت المواطنة هدى النحاس، إن التجول في الأسواق صادم، وشراء الملابس نوع من “الرفاهية”، التي لا يقدر عليها الكثير من السوريين حاليا وسط ارتفاع أسعار الملابس أضعافا مضاعفة مقارنة بالعام الفائت، وانخفاض القدرة الشرائية لدى الغالبية العظمى من السوريين.

في السياق ذاته، قال عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس القطاع النسيجي نور الدين سمحا أكد في تصريحات صحفية سابقة أنه يوجد انحفاض كبير بالنسبة للإقبال على شراء الألبسة باعتبارها خارج الأولويات حاليا حيث تتقدم المواد الغذائية في الأهمية بسبب الغلاء وصعوبة المعيشة.

وبيّن أن تسعيرة الملابس تتم وفق عدة عوامل أهمها تكلفة التصنيع والطاقة، مشيرا إلى أنه بالنسبة للألبسة النسائية والرجالية المنتج هو من يقوم بتحديد آلية التسعير، أما ألبسة الأطفال فتشارك مديرية حماية المستهلك في دمشق في ذلك، وفق تعبيره.

هذا وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا تصاعديا في الأسعار، فضلا عن تراجع قيمة الليرة السورية أمام العملة الأجنبية، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي هذا الأمر بات يشكل عبئا إضافي على عاتق السوريين، خاصة وأن الوضع الاقتصادي في عموم البلاد سيء، إضافة إلى تدني رواتب الموظفين ومداخيل المواطنين بشكل عام.

قد يهمك: سوريا.. ارتفاع أسعار البنزين في السوق السوداء لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.