توتر يهدد بتجدد الاشتباكات المسلحة بين ميليشيات الفوج 47 التابعة ل “الحرس الثوري” الإيراني من جنب، و”الشرطة العسكرية” التابعة للحكومة السورية من جنب آخر، بداخل مدينة البوكمال الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، على خلفية الاشتباكات التي اندلعت بينهم الأحد.

توتر واحتقان

وفي التفاصيل، أفادت مراسل “الحل نت” في البوكمال، أن “دورية من “الشرطة العسكرية” حاولت صباح أمس، اعتقال عناصر محلين من “الفوج 47″ لسوقهم إلى الخدمة الإلزامية، الأمر الذي رفضته قيادة الأخيرة، لتندلع بينهم مشادات كلامية تطورت لاستخدام الأسلحة، ما أدى لسقوط جرحى من كلا الطرفين، دون أن تتمكن الشرطة العسكرية من اعتقال أحد”.

مضيفا، أن “عناصر “الفوج 47″قاموا باعتقال عناصر الدورية بعد الاشتباك، الأمر الذي تسبب بموجة احتقان كبيرة لدى قيادة “الشرطة العسكرية” في المنطقة، والتي طالبت قيادة “الحرس الثوري بإطلاق سراح العناصر المعتقلين على الفور، كما قامت بإرسال تعزيزات كبيرة إلى المدينة صباح اليوم، وسط تبادل التهديدات باقتحام مقرات بعض”.

الاشتباكات جاءت بعد أقل من 20 يوم من اشتباك آخر، وقع قرب بلدة السكرية بمدخل المدينة، بين المجموعتين لذات السبب، حيث أسفر حينها، عن إصابة عنصر في “الفوج 47” وعنصر آخر من الشرطة العسكرية، وسط استنفار كبير للطرفين ونصب حواجز على طريق السكرية – البوكمال، إذ تدخلت قيادة “الحرس” لتهدئة الطرفين، وفقا لحديث المرسل.

الانضمام لصفوف ميليشيات إيرانية

ياسر الراوي، ناشط إعلامي من البوكمال، أفاد لـ “الحل نت” أن “الأمن العسكري” و”الشرطة العسكرية”، بدءا منذ مطلع شهر فبراير الفائت، حملة اعتقالات في مدينة البوكمال، طالت عددا من المدنيين مِن أجل سوقهم إلى الخدمة الإلزامية، مشيرا إلى أن “نسبة كبيرة من الشبان سارعوا بالانضمام إلى صفوف الميليشيات الإيرانية العاملة في المدينة ونواحيها، هربا من الخدمة الإجبارية في صفوف “الجيش السوري”، وضمان البقاء في مناطقهم إلى جانب الحصول على رواتب مرتفعة أيضا، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردّية التي تعيشها عموم المنطقة.

ومنتصف مارس/آذار الفائت، شهدت مدينة البوكمال، اشتباكات بين عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” وعناصر من “الفوج 47″، بعد محاولة عناصر من الأخير، اغتيال قيادي في “الدفاع الوطني” بمنطقة دوار المصرية بالمدينة، بسبب خلافات شخصية بينهم، وفقا لمصادر متطابقة.

وفي السياق، شهدت بلدة الشميطية في ريف دير الزور الغربي، قبل أسبوعين اشتباك مسلح بين ميليشيا “زينبيون”، وعناصر من “الشرطة العسكرية”، بسبب خلافات بين العناصر حول تقاسم السيطرة على الحواجز المنتشرة على ضفاف نهر الفرات، حيث تسببت الاشتباكات بوقوع إصابات من الطرفين.

يشار إلى أنّ مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور، تشهد اشتباكات متكرّرة بين القوات الحكومية والميليشيات المحلية الموالية لها من جهة، وبين ميليشيات إيران من جهة أخرى، تسفر عن سقوط قتلى وجرحى منهم في معظم الأحيان، كما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين أيضا، إضافة لأضرار مادية في الممتلكات والمنازل، لانتشار المقرات العسكرية وسط الأحياء السكنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.