تشهد الساحة السياسية اللبنانية توترا ملحوظا على المستويات الرسمية والحزبية والشعبية مع اقتراب موعد الانتخابات النياية المزمع عقدها منتصف الشهر القادم، ويعتبر انسحاب سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، من الترشح للانتخابات مثيرا للكثير من الجدل والتساؤلات حول مستقبل التيار السني اللبناني الذي يرى الكثيرون أنه سيتشتت بعد هذا الانسحاب.

استعادة لبنان من حزب الله

تحت شعار “استعادة الدولة”، يخوض فؤاد السنيورة الانتخابات اللبنانية خارج تيار المستقبل الذي انسحب من الانتخابات نتيجة لعدم ترشح سعد لحريري، ويقول السنيورة أن معركته مع حزب الله سياسية وتهدف لاستعادة الدولة التي اتهم الحزب باختطافها، بحسب تقارير صحفية.

وفي سياق الانتخابات النيابية، قام السنيورة بتشكيل لائحتين، واحدة في بيروت وأخرى في طرابلس، وتضم شخصيات من قدامى “المستقبل”، إضافة إلى التنسيق دعما لمواقع انتخابية في صيدا والبقاع الأوسط والشوف، حيث يضع رئيس الحكومة الأسبق معركته في خانة ملء الفراغ الكبير لدى الطائفة السنية، ويتحدث عن مساع لقطع الطريق على من يصفهم بالطارئين والمغامرين.

ويخوض السنيورة معركة انتخابية في 15 مايو/أيار المقبل، مع أقطاب يصفها بـ”السيادية” وكانت تشكل نواة قوى 14 آذار، وفي طليعتها حزبا القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي، في حين يتهمهم حزب الله بالتكتل كرأس حربة ضده، ويسعى لنيل الأكثرية كورقة استفتائية للرد عليهم.

ويضع السنيورة معركته على الجبهة المقابلة لحزب الله وحلفائه، داخليا وإقليميا، حيث تحدث عن شؤون دستورية وملفات ساخنة تشغل اللبنانيين بالمرحلة المقبلة.

ويرى أن أبرز مهمامه في هذه الانتخابات، بعد انسحاب تيار المستقبل، دفع الناس نحو ممارسة حقهم وواجبهم بالانتخابات، وتحديدا لدى أهل السنة والجماعة، حتى لا يصار إلى تزوير إرادتهم.

ويؤكد السنيورة، أن حلفاءه هم كل السياديين الذين يريدون أن تستعيد الدولة اللبنانية دورها وسلطتها وقرارها الحر، والتزامها باحترام الدستور والقوانين واستقلالية القضاء والشرعيتين العربية والدولية. وهؤلاء، هم ممن كانوا يمثلون قوى 14 آذار سابقا، وهم الرصيد الأساسي في معركة الدفاع عن لبنان وهويته.

كما يعتبر أن خصمه فهو حزب الله بشكل أساسي، ومن خلفه التيار الوطني الحر وكل الأحزاب والشخصيات الموالية لدمشق، وهم قوى عمدت إلى تخريب النظام الديمقراطي والبرلماني، وضربوا مفهومه الأساسي، على قاعدة أن هناك أكثرية تحكم وتحاسب، وأقلية غير مهمشة تعارض في البرلمان وتراقب الحكومة، وهذه القوى تسببت بخلل في توازنات لبنان وضربت الثقة، مما دفع نحو انهيارات متتالية طالت الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية.

ويعتقد السنيورة أن الترويج بأن النتائج محسومة لصالح حزب الله فيه تضليل، ويهدف لإحباط اللبنانيين وتحديدا معارضي الحزب، وما نسعى إليه هو أن يكون للسياديين حضور قوي بالدولة، ولكن هناك خشية على نزاهة الانتخابات، إذ إن هناك مؤشرات غير مطمئنة في الشارع حتى الآن، ومحاولات ترهيب متنقلة، وآخرها الاعتداء على لافتة لمرشحي قائمة السنيورة في بيروت، وقبلها الاعتداء على إعلان لائحة معارضين في الجنوب.

قد يهمك:لبنان.. ما الذي سيحصل بعد انسحاب سعد الحريري من المشهد السياسي؟

السنيورة لم ينقلب على الحريري

وفي نهاية شباط/فبرايرالماضي أعلن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أنه يدرس خيار ترشحه للانتخابات في 15 أيار/مايو، ودعا الناخبين السنة للمشاركة الكثيفة وعدم المقاطعة، وهو ما عزز الانقسام داخل “تيار المستقبل”، بين من يصر على الالتزام بقرار الحريري الذي اشترط عدم ترشح أحد من حزبه إلا إذا استقال من التيار، وبين مؤيد لموقف السنيورة كمصطفى علوش.

وقال السنيورة في حينه، أن لبنان يشهد ما وصفها بـ”الأزمة الوطنية”، مشيرا إلى أن المعركة بين من يريد الدولة ومن يتصرف بعكس منطقها، أي “حزب الله”، مضيفا أن انسحاب الحريري أثر سلبا في المشهد الوطني والطائفي، ومؤكدا أن ما يفعله ليس انقلابا داخل الطائفة، وسيكون أول من يقف مع الحريري إذا عاد إلى الحياة السياسية، حسب متابعة “الحل نت”.

وحسب رؤيته، فإن مقاطعة الانتخابات هزيمة كبيرة لفكرة الدولة، مطالبا بالتصدي للمقاطعة كما يتيح الدستور، والدعوة للمشاركة الكثيفة بالانتخابات، حيث يتحرك انطلاقا من قناعاته وخبرته السياسية، “للتصدي لكل من يريد إبقاء الدولة رهينة لديه”، على حد وصفه.

إقرأ:ماذا ينتظر التيار السني في لبنان بعد انسحاب سعد الحريري؟

لا يزال من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية، حيث لم تحسم الكثير من الأمور بعد خاصة من سيشارك في الانتخاب من المواطنين وهي النقطة الأهم والأكثر حسما.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.