يستعد اللبنانيون للانتخابات النيابية في 15 أيار/مايو المقبل، وذلك لاختيار 128 نائبا في البرلمان، تشغل مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويتنافس فيها 103 لوائح انتخابية تضم 718 مرشحا، موزعين على 15 دائرة انتخابية.

ونتيجة لذلك، تتسابق الأحزاب المرشحة للانتخابات للفوز بأكبر عدد من الأصوات، ومن أبرزها “حزب الله” اللبناني (ذراع إيران في لبنان)، الذي يسعى حاليا للحصول على تمويل ضخم من مرجعيته إيران لدعم نفسه في الانتخابات اللبنانية، التي باتت على الأبواب.

25 مليون دولار للحملة الانتخابية!

تقارير صحفية أفادت بأن “حزب الله” اللبناني طلب من مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، زيادة المخصصات المالية في الفترة القادمة بنحو 25 مليون دولار، للإنفاق على نشاطاته مع اقتراب الانتخابات في لبنان.

وأضافت المصادر ذاتها لصحيفة “عكاظ” السعودية، أن قادة “حزب الله” يدركون صعوبة الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه طهران، لكنهم مع ذلك طالبوا بضرورة العمل لتوفير ما لا يقل عن 25 مليون دولار بالإضافة إلى الميزانية السنوية، لدفع تكاليف الحملات الانتخابية للشخصيات والأحزاب المتحالفة مع “حزب الله” في لبنان، بالإضافة إلى نفقات الحملات الإعلامية وأجهزة الحزب الأمنية.

https://twitter.com/Free_Syria_Iran/status/1517938177654378496?s=20&t=IIj8mogC2Boj_35nrfUcSA

لكن ورغم ضعف الاقتصاد الإيراني بتعليق مفاوضات فيينا وعدم الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، دعا قادة “حزب الله” إلى “تعزيز الموقف السياسي للحزب في لبنان”، لأن الحزب “يستحق تمويلا بهذا الحجم أو حتى أكبر من ذلك”، فضلا عن هذا يساهم في تعزيز موقف طهران بشكل غير مباشر، في مواجهة فاعلين آخرين في الساحة السياسية، وفقا للصحيفة السعودية.

في غضون ذلك، تناول المحللون والمراقبون الزيارة الأخيرة إلى بيروت لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والتي هدفت إلى “خلق أرضية جديدة لدور طهران المستقبلي على الساحة اللبنانية بانتظار الانتخابات النيابية، التي يعتبر حزب الله وإيران أنهما قادران على الفوز فيها بالأكثرية”.

ويبدو أن أهم شيء بالنسبة لـ “حزب الله” وإيران هو ما يأتي بعد الانتخابات النيابية، فبعد عدة أشهر ستأتي المعركة الأهم وهي الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بحسب مراقبون.

قد يهمك: كيف جعلت إيران من “حزب الله” قوة إلكترونية

“حزب الله” يستغل التوتر بالأقصى

صحيفة ”جيروزالم بوست“ الإسرائيلية سلطت الضوء، في مادة نشرتها قبل يومين، على تصريحات عضو المجلس التنفيذي لـ “حزب الله” اللبناني، حسن البغدادي، بشأن التوتر في المسجد الأقصى بفلسطين، والتي هدد فيها إسرائيل بالرد على اعتداءاتها.

وبحسب تصريحات البغدادي، التي نقلتها وسائل إعلام إيرانية، فإن “اعتداءات إسرائيل على المصلين المسلمين تمثل انتهاكا واضحا لمقدسات المسلمين ومشاعرهم”، مبينا أن “هذه الاعتداءات لا يمكن أن تمر دون رد”.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن “حزب الله يسعى لاستغلال التوتر بالأقصى في الانتخابات اللبنانية المقبلة”، مشيرة إلى أن هناك رغبة لدى الحزب لزيادة التوتر مع إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، في إشارة إلى تراجع مكانة الحزب بين اللبنانيين وإمكانية خسارته الانتخابات.

وبحسب الصحيفة ، فإن “حزب الله يريد تصوير خصومه في لبنان على أنهم أدوات لإسرائيل والولايات المتحدة، من خلال توجيه الانتقادات والادعاءات بتدخل واشنطن وتل أبيب في الانتخابات اللبنانية”، مؤكدة أن ذلك لكسب الأصوات في الانتخابات.

تجدر الإشارة، إلى أن الانتخابات النيابية اللبنانية تجري كل أربع سنوات، وتتوزع المقاعد 128 كالآتي: 28 للسنة، و28 للشيعة، و8 للدروز، و34 للموارنة، و14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، و 5 للأرمن، ومقعدين للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية، وفق تقارير صحفية.

وفي هذه الأثناء، تعج الشوارع اللبنانية بالشعارات الانتخابية التي يرفعها المرشحين ضمن اللوائح المتنافسة، حاملة أسماء الأحزاب والقوى والشخصيات المرشحة على المقاعد النيابية.

وبحسب موقع “سكاي نيوز” فإن الشعارات بتوجهاتها المتعددة تدعو إلى المساءلة والتغيير ومحاربة الفساد والمحافظة على أموال المودعين في البنوك، في محاولة لكسب أصوات الناخبين بعناوين تبدو جذابة، لكنها تتكرر مع كل استحقاق من قبل القوى التقليدية التي كانت مسؤولة بشكل أو بآخر عن الانهيار الذي وصل إليه البلد بحسب الكثيرين.

وتوازيا مع شعارات التغيير والمحاسبة الموعودة، أطلقت لوائح الأحزاب مهرجاناتها المعتادة بعد أن جددت ماكيناتها الانتخابية، التي وصفها متابعو الشأن اللبناني بـ”الشعبوية”.

وبينما يغرق لبنان في شعارات انتخابية رنانة هذه الأيام، يعاني المواطنون من تداعيات الانهيار الاقتصادي المستمر، ويقول مراقبون إن العناوين الحالية لن تغير من الواقع الذي وصل إليه البلد والمرتبط كليا بالوضع الإقليمي وبالصراع من أجل النفوذ والمصالح في المنطقة عموما.

قد يهمك: هل يستعيد اللبنانيون دولتهم من “حزب الله”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.