في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف 3 أيار/مايو من كل عام، احتلت إيران المرتبة الثالثة بين أسوأ ثلاث دول على مؤشر الصحافة العالمي لعام 2022، نتيجة استخدامها لأساليب وسياسة القمع والترهيب والتضيق على الصحفيين في إيران، ومؤخرا حاولت منع الإيرانيين من الوصول إلى بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي.
إيران بوابة الدول “الجهنمية”
منظمة “مراسلون بلا حدود” ومقرها الرئيسي في باريس، نشرت تحت عنوان “عصر الاستقطاب الجديد”، تصنيفها الجديد لحرية الصحافة لعام 2022 في دول العالم وفقا لمؤشر حرية الصحافة العالمي.
ولفتت المنظمة إلى أن هذا العام سجل رقما قياسيا مع تصنيف 12 دولة إضافية في الخانة الحمراء، وهي الدول التي يعيش فيها الصحافيون أوضاعا “سيئة للغاية”، وقد استندت المنظمة في تصنيفها إلى 5 عوامل أساسية هي: “السياق السياسي لكل دولة، الإطار القانوني لعمل الصحافيين، والسياق الاقتصادي، والسياق الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى الأمان المتاح للصحافيين في عملهم”.
وجاء تصنيف إيران في المرتبة 178 (من أصل 180 دولة) في تقريرها السنوي الأخير حول حرية الإعلام في عام 2022، وتأتي دولتا كوريا الشمالية وإريتريا إلى جانب إيران في أسفل الجدول، فيما جاءت الصين أعلى بدرجتين من طهران في المرتبة 175.
وتعقيبا على ذلك، قال رئيس قسم إيران وأفغانستان في المنظمة، رضا معيني، لراديو “فردا” الإيرانية: “للأسف، وصلت إيران هذا العام إلى النقطة التي نسميها بوابة الدول “الجهنمية”. إيران تتقدم على إريتريا وكوريا الشمالية، وهذا يعني أنها ضمن ثلاث دول تقع في أسفل الجدول بين 180 دولة في العالم”.
كما واحتلت إيران المرتبة 174 في الجدول عام 2021 وتراجعت الآن أربعة مراكز. وفي جدول 2022، حتى تركمانستان، وهي واحدة من أكثر البلدان المنغلقة في العالم، تحتل مرتبة أفضل من إيران، بحسب تقارير صحفية إيرانية.
يذكر أن الرقابة والسيطرة الحكومية على وسائل الإعلام وقطع الإنترنت والحجب والعنف ضد الصحافيين وسجنهم وقتلهم وإغلاق وسائل الإعلام من أهم المؤشرات التي تحدد مكانة كل دولة في هذه القائمة.
حيث تبنت لجنة برلمانية إيرانية مشتركة في وقت سابق من العام الجاري، فكرة لقانون ينظم الفضاء الافتراضي والحد من النشاط على الإنترنت (تقييد الإنترنت)، الأمر الذي لاقى رفضا واسعا من قبل بعض أعضاء البرلمان، وإحداث خلاف برلماني حول “قانونية” القرار.
وقد اعتبره مراقبين وناشطين وقتذاك، أن الهدف من هذا الإجراء هو تقييد حرية الإنترنت والوصول إلى التطبيقات الأجنبية، وأن هذا ليس من أجل حماية حقوق مستخدمي الفضاء الافتراضي، بل ينتهك حقوقهم ويسلبهم.
وأثار هذا القانون مخاوف جمة بين نشطاء العالم الافتراضي والمجتمع المدني الإيراني والسياسيين والصحفيين، من تقييد حرية الإنترنت والوصول إلى التطبيقات الأجنبية، وسط انتقادات شديدة. بالإضافة إلى قمع وسائل الإعلام، قامت الحكومة الإيرانية في السنوات الأخيرة باستثمارات كبيرة للسيطرة على الإنترنت، وإطلاق شبكة إنترنت وطنية، وتسليم السيطرة على الإنترنت إلى القوات العسكرية.
وقامت إيران، في وقت سابق، بحجب بعض الشبكات الاجتماعية المهمة مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتوب”، بالإضافة إلى تطبيق “تلغرام”.
وفي سياق انتهاك واعتقال الصحفيين، قالت منظمة “مراسلون بلا حدود”، أن “منذ ثورة 1979 في إيران، تعرض ما لا يقل عن 860 صحفيا ومواطنا صحفيا للاضطهاد والاعتقال والسجن، وفي بعض الحالات تم إعدامهم”.
وتابعت المنظمة المعنية بالشأن الصحافي، “يوجد حاليا 24 صحفيا مسجونا في إيران، وهو ما جعل إيران واحدة من أكبر سجون الصحافيين”.
قد يهمك: ضجة في إيران بسبب تقييد الإنترنت.. ما القصة؟
مؤشر الصحافة العالمية
يكشف مؤشر حرية الصحافة العالمية، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، عن زيادة بضعفين في الاستقطاب الإعلامي الذي يؤجج الانقسامات داخل المجتمعات، والاستقطاب بين الدول على المستوى العالمي.
ويسلط مؤشر حرية الصحافة العالمية لعام 2022، الضوء على الآثار الكارثية لفوضى الأنباء والمعلومات؛ آثار الفضاء المعلوماتي الإلكتروني المعولم وغير المنظم الذي يشجع الأخبار المزيفة والدعاية.
أما على المستوى الدولي، بحسب تقرير المنظمة، تضعف الديمقراطيات بسبب الاختلال بين المجتمعات المنفتحة والأنظمة الاستبدادية التي تسيطر على وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية، بينما تشن حربا دعائية ضد الديمقراطيات، ويغذي الاستقطاب على هذين المستويين التوترات المتزايدة.
وأشارت منظمة “مراسلون بلا حدود” إلى أن الزيادة في التوترات الاجتماعية والسياسية تؤجج الشبكات الاجتماعية وإعلام الرأي الجديد، لا سيما أن قمع الإعلام المستقل يساهم في الاستقطاب الحاد حتى في “الديمقراطيات الليبرالية”، حيث تعزز السلطات المزيد من سيطرتها على البث العام.
وصنفت المنظمة الوضع بأنه “سيء جدا” في 28 دولة بمؤشر هذا العام، في حين أن 12 دولة، من بينها سوريا (المرتبة 171) والعراق (172) وبيلاروسيا (153) وروسيا (155) والصين (175).
أما على مستوى الدول العربية بشكل خاص، أشار التقرير إلى حصول الجزائر على المرتبة 134، والمغرب 135، وجاءت ليبيا بالمرتبة 143، والسودان 151، وموريتانيا 97، وتونس 94، كما جاء لبنان بالمرتبة 130، واليمن 169.
ورأت المنظمة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الدول العربية ومعها تركيا وإيران) تعتبر من بين الأسوأ، حيث يتراوح تصنيف الدول فيها بين الـ”سيء جدا” (52.63 بالمئة من الدول) والـ”سيء” (36.84 بالمئة) والـ”إشكالي” (10.53).
قد يهمك: اختطفتها “العصائب” ونفى سليماني علمه بشأنها.. وثيقة إيرانية تكشف قصة هوليودية لامرأة عراقية!
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.