تنتشر البضائع والمواد المغشوشة والمهربة في الأسواق السورية، وسط غياب الرقابة الحكومية. وتحذيرات من مخاطرها على صحة المستهلكين. في الآونة الأخيرة، نمت هذه الظاهرة بشكل كبير، حيث استحوذت هذه البضائع على نسبة كبيرة من السوق السورية، وفقا لتقارير صحفية محلية.

وأدت الحرب السورية إلى انتعاش هذه السلع في الأسواق، وسط تدهور الإنتاج المحلي، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار. إذ فتحت فوضى الأسعار في الأسواق بابا واسعا لمثل هذه البضائع المغشوشة.

يرى خبراء اقتصاديون أن “حالات الغش والتهريب من الأسباب الرئيسية في مغادرة رأس المال وإيقاف التوسع في الإنتاج الصناعي وانخفاض سعر العملة المحلية، وهذا ما تتحمله الحكومات عادة”.

مخالفات عديدة في الأسواق

صحيفة “تشرين” المحلية أكدت في تقرير لها اليوم الأربعاء، نقلا عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق، أن “دوريات الحماية لديها تمكنت من ضبط عدة مخالفات جسيمة خلال عملها اليوم منها ضبط بحق معمل بسكويت في العادلية بمخالفة الغش في صناعة البسكويت (إعادة التدوير) بكمية تقدر بـ 4 أطنان.

وأضافت الصحيفة في تقريرها، أنه تم ضبط بائع محروقات في حرستا “يتاجر بكمية 200 ليتر مازوت”، إضافة لضبط معمل حلويات في بيت سحم بمخالفة الغش في الصناعة ومخبز تمويني في بقعسم وحفير فوقا وعدرا بمخالفة “نقص بالوزن وسوء صناعة الخبز”.

وتابعت المديرية الحكومية في حديثها للصحيفة المحلية أنه بالإضافة إلى المخالفات المذكورة أعلاه، فقد تم تنظيم ضبط بحق مطعم شعبي في الخيارة بمخالفة “استخدام الخبز التمويني بدلا من الخبز السياحي” ومحل خرداوات ومواد الدهان بعدرا الصناعية بمخالفة “حيازة مواد منتهية الصلاحية”، بالإضافة إلى مخالفات أخرى تم ضبطها تتعلق بالأسعار والمواد منتهية الصلاحية وغيرها من المخالفات الجسيمة المتعلقة بالمواد المغشوشة والتي باتت تغزو الأسواق.

وبحسب مصادر محلية خاصة، فقد أكدت لـ “الحل نت” أن سبب انتشار هذه البضائع يعود إلى فشل الحكومة السورية في ضبط ومكافحة التهريب ووقوع حالات الغش في صناعة المواد الغذائية.

وأضافت المصادر نفسها أنهم “كمستهلكين يعانون من انتشار هذه السلع المغشوشة، لأن العديد من المنتجات المتداولة إما اقتربت من انتهاء الصلاحية أو انتهت صلاحيتها ويتم إعادة تدويرها ومن ثم توزيعها في الأسواق مرة أخرى عن طريق تزوير تاريخ الإنتاج، وهذا له آثار سلبية حتمية على صحة المستهلكين”.

وعزت المصادر المحلية سبب إقبال بعض الناس على هذه السلع وانتشارها في الأسواق إلى “تدهور الأوضاع المعيشية في سوريا وتراجع القوة الشرائية لشريحة كبيرة من السوريين بسبب تدني الرواتب وتراجع مستوى المداخيل، نتيجة الحرب وتدهور الليرة السورية مقابل النقد الأجنبي، فضلا عن انعدام دور الرقابة والتموين، كون أن المسألة تتطلب جهود أكبر من الجهات الرسمية الحكومية، وسط الحرب والظروف التي تمر بها البلاد عموما”، وفقا للمصادر المحلية لموقع “الحل نت”.

قد يهمك: حلويات سوريّة مغشوشة.. البازلاء بدلاً من الفستق!

تفاقم ظاهرة الغش

تشير تقارير صحفية حديثة إلى أن ظاهرة المواد المغشوشة قد تفاقمت بشكل خطير بالنسبة للسلع الغذائية الأساسية وأحيانا الأدوية والإلكترونيات وغيرها من البضائع، حيث أصبحت السلع المغشوشة والمهربة تشكل نسبة كبيرة في الأسواق.

صحيفة “الوطن” المحلية، أكدت في تقرير لها في اليوم الثالث من أيام عيد الفطر الفائت، نقلا عن مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة اللاذقية كنان سعيد، “إغلاق محلين مخالفين للشروط الصحية في المدينة خلال اليومين الماضيين”.

وأردفت الصحيفة في تقريرها، أنه تنفيذا لتعميم وزارة الإدارة المحلية والبيئة بتشديد الرقابة الصحية على المأكولات والأطعمة خلال فترة العيد، “تم ضبط وجود حشرات في مطعم يقدم اللحوم المشوية والصفائح في منطقة الرمل الشمالي باللاذقية”.

كذلك، أكد مدير الشؤون الصحية أنه تم ضبط آخر لمحل مخالف بتصنيع الحلويات والمعجنات في منطقة الرمل الجنوبي، مشيرا إلى أن “المخالفات تعود لوجود حشرات فيها ولطحن المعجنات بشكل مسبق وإعادة استخدامها في صنع المعجنات الطازجة”، على حد قوله للصحيفة المحلية قبل أيام.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة “تشرين” المحلية، في تقرير لها في أول أيام عيد الفطر، في جولة استطلاعية لها حول ارتفاع أسعار الحلويات إلى أعلى مستوياتها، وانتشار حلويات مغشوشة في الأسواق الشعبية في العاصمة دمشق، إذ ذكرت أنه “يلاحظ وجود بسطات تبيع الحلويات المتنوعة ما يجعل من الضرورة التأكد من سلامتها والمواد المصنعة منها وخاصة أن أسعارها أرخص بكثير من غيرها حيث يتراوح سعر الكيلو منها 12 ألف ليرة كالمبرومة والبقلاوة وغيرها”.

وتعليقا حول انتشار المواد المغشوشة في الأسواق، أفاد أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد الرزاق حبزة، لصحيفة ”تشرين” المحلية، وقتذاك، أنه في ظل غلاء المستلزمات وبالذات الحشوات كالكاجو والفستق الحلبي والتمر يلجأ البعض لخلطات فيها غش ومخالفات مثل صبغ فستق العبيد بالأخضر وأحيانا وضع البازلاء بدل الفستق الحلبي وارتفاع نسبة القطر في الحلويات والمصنَّع من محليات صناعية بدل السكر”.

وأضاف في حديثه للصحيفة المحلية، أول أمس، “إضافة لاستعمال السمن والدهون المجهولة المصدر مع السماح باستخدام السمن النباتي أو الحيواني فقط والتصريح به بالخط العريض من قبل الباعة و لا يسمح الجمع بين النوعين”.

كذلك، مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، أعلنت قبل فترة ليست ببعيدة، عن ضبط كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.

وعلى الرغم من إعلان الحكومة استمرارها في ملاحقة الشركات والمعامل والتجار الذين يبيعون المواد الفاسدة والمغشوشة، إلا أن هذه البضائع لا تزال منتشرة ومتداولة في الأسواق، مما تسبب في وقوع الكثير من السوريين ضحيتها في حالات تسمم وإصابة بالعديد من الأمراض والأوبئة، فهذه البضائع يمكن أن تكون ذات آثار صحية خطيرة كأمراض المعدة وحتى التيفوئيد.

قد يهمك: اللاذقية.. حلويات ومعجنات مدعمة بالحشرات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.