يبدو أن أزمة المشتقات النفطية، لن تنتهي في سوريا، إذ أصبح الحصول على أسطوانة غاز بمثابة “حلم” لكل عائلة سورية اليوم، فمنذ أكثر من شهرين ينتظر المواطنون لوصول رسالة استلام أسطوانة الغاز من المعتمد، ما أدى إلى ارتفاع سعر الغاز في السوق السوداء بشكل أكبر، إذ وصل إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية للجرة الواحدة، وهذا الأمر بات يؤرق المواطنين، نظرا لتدني مستوى الرواتب والمداخيل لعموم السوريين.

العودة إلى “بابور الكاز”

صحيفة “الوطن” المحلية، نشرت تقريرا يوم أمس نقلت فيه عن مواطنين لم يتسلموا رسالة استلام الغاز بعد، وأن “البعض توجهوا إلى السوق السوداء لشراء جرة غاز، وقد وجدوا أن التكلفة “خيالية” حيث تجاوزت سعر الجرة الواحدة أكثر من 100 ألف ليرة سورية. وأحيانا يصل إلى ضعف المبلغ المذكور”.

في حين اتجه البعض الآخر، خاصة أولئك الذين لا تسمح ميزانيتهم ​​المالية “للشراء” من السوق السوداء وبهذه التكلفة، نحو بدائل أخرى، مثل العودة إلى “بابور الكاز”، الأمر الذي أصبح أيضا صعبا بالنسبة لبعض العائلات بسبب عدم توفر المادة بالشكل الأمثل، وارتفاع سعرها في السوق السوداء أيضا، إذ تجاوز سعر الليتر الواحد ل 4000 ليرة سورية، وفقا للصحيفة المحلية.

كما اتجه بعض المواطنين إلى مواقد الحطب، والسؤال الذي يطرحه المواطنون خلال حديثهم مع جريدة “الوطن” المحلية هو: “طالما هناك نقص في المادة وفق ذريعة شركة المحروقات، كيف تتوافر في السوق السوداء؟”، في إشارة إلى وجود فساد وتقاعس من جانب الحكومة في توزيع الغاز والاتجار به في السوق السوداء من قبل بعض المسؤولين في الحكومة السورية، وغياب الرقابة والتموين.

وفي إطار الشكاوى، أردف المواطنين، إن الدور يتوقف أحيانا عند رقم “ما” لأكثر من عشرين يوما وهذا يدل على أن المادة تُورد للمعتمد كل عشرين يوما مرة واحدة، على حد تعبيرهم.

من جانبهم برر معنيو محافظة دمشق ولاسيما خلال المؤتمرات النقابية التي كانت صحيفة ” تشرين” المحلية، حاضرة فيها إلى “عدم وجود أسطوانات حديدية لتعبئتها رغم تحسن الكميات الواردة من الغاز السائل إلى المحافظة نسبيا والتي تؤمن تعبئة نحو 3500 أسطوانة يوميا، بينما الحاجة الفعلية يوميا ولتغطية حاجة الأهالي تزيد على 6500 أسطوانة يوميا بالحد الوسطي”.

وخلال الفترة الماضية، وبعد أن تفاقمت أزمة الغاز في البلاد، لجأت نسبة كبيرة من السوريين إلى استخدام “البابور” الذي كان قد تحول وجوده إلى أداة تقليدية فقط، ويُعرض في بعض المحال المتخصصة في بيع “الأنتيكا”. وكذلك في بعض المطاعم كمكملات الديكور، ولكن يبدو أن الأزمات المتتالية في سوريا ستعيد المواطنين إلى العصور القديمة الأخرى وتبعدهم عن الراحة ومواكبة التطور الحاصل في العالم.

قد يهمك: دمشق.. ارتفاع جديد لأسطوانة الغاز في السوق السوداء

الغش مستمرا في الأسطوانات
في سياق مواز، لايزال نقص وزن الأسطوانة التي يوزعها بعض المعتمدين يشكل هاجسا مقلقا لهم خاصة أن الأسطوانة لا تخدم أكثر من أسبوعين، بحسب جريدة “الوطن” المحلية.

ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن 90 بالمئة من معتمدي المحافظة مستودعاتهم خالية من القبان، رغم أن المعتمد ملزم بشراء قبان لزوم وزن الأسطوانة، لكون القبان شرطا من شروط الترخيص.

من جانبه، صرح رئيس دائرة حماية المستهلك في السويداء جهاد طربية،عن تأخر رسائل الغاز، قائلا: “حاولنا الاتصال بمدير شركة محروقات السويداء إلا أنه وللأسف الشديد لا يرد على الاتصالات سواء الأرضية أو الخليوية”.

وقبل أسبوع، أكدت مصادر محلية أن البلاد تعيش أزمة نقص غير مسبوقة في مادة الغاز، في حين لجأ الأهالي إلى شراء الغاز بالكيلو، من بعض التجار في الأسواق.

وبحسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية، قبل نحو أسبوع، فإن سعر كيلو الغاز بلغ من 10 إلى 12 ألف ليرة السورية، ويتم تعبئته بالأسطوانة عبر الميزان. كما أكدت الصفحة، أن هناك تلاعب بأوزان الأسطوانات في الأسواق، وذلك في ظل أزمة نقص غير مسبوقة.

وتصدرت أزمة الغاز السوري عناوين الصحف الدولية خلال السنوات القليلة الماضية، دون توضيح من قبل الحكومة السورية حول كيفية النجاة من أزمة ندرة أسطوانات الغاز وكذلك ندرتها في سوريا.

قد يهمك: مع استمرار أزمة النفط.. الغاز يباع بالكيلو في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.