السوق السوري بشكل عام وخلال الفترة الحالية يشهد وفرة نسبية في المعروض من المواد الغذائية والسلع الأساسية مثل الحبوب والسكر والبقوليات بأنواعها وغيرها من المواد، باستثناء الزيوت والسمنة النباتية التي تشهد انخفاضا في إنتاجها.

ولكن، بالرغم من الوفرة الموجودة في المحال التجارية، هناك شيء فرض نفسه كأمر واقع وهو ارتفاع الأسعار. والذي سجل ارتفاعات قياسية وصلت إلى حد أنه كان من المستحيل على نسبة كبيرة من العائلات شرائها إلا بكميات قليلة أو استبدالها بسلع لشركات أرخص ثمنا.

شراء المواد غير المغلفة

نظرا لارتفاع الأسعار في الأسواق وخاصة خلال الفترة الماضية مما جعل هذا فرصة لبعض أنواع المواد الغذائية غير المغلفة “الفرط” وتلك التي تحمل أسماء ماركات جديدة لدخول الأسواق مستفيدة من ارتفاع مثيلاتها من الأنواع المعروفة التي اعتاد الكثيرون على شرائها وخصوصا مادة الرز حيث يشهد كل يوم دخول ماركة جديدة، وكذلك السمنة التي بات الفارق في الأسعار بين نوعياتها يصل إلى حد 8000 ليرة سورية للكيلو الواحد، وفقا لصحيفة “تشرين” المحلية اليوم الأربعاء.

وتحدثت إحدى السيدات في محافظة درعا لصحيفة “تشرين” المحلية، عن حال السوق بالقول: “كل شيء في السوق موجود، وكل شيء بثمنه، الأصناف والماركات المعروفة من بعض المواد كالرز والسمنة والشاي ارتفعت أسعارها بنسب كبيرة، ولم يعد بمقدور الكثيرين شراءها فوجدوا ضالتهم في نوعيات أخرى جديدة وبأسعار أقل وهذه لا تزال قيد التجريب للتأكد من مدى جودتها”، مشيرة إلى أن “هناك فوارق لا تزال موجودة في السعر بين منطقة وأخرى وبين محل وآخر في المنطقة نفسها، ما يدفع المستهلك للبحث عن الأرخص أملا في التوفير”.

من جانبه، قال أحد تجار الجملة في حديثه للصحيفة المحلية، أن “أغلبية المواد الغذائية متوافرة في أسواق درعا، لكن في مقابل هذه الوفرة ثمة ضعف في القوة الشرائية إلا على المواد الأساسية التي لا غنى عنها كالزيوت والسكر والشاي، ولعل هذا ما جعل هذه المواد الأساسية تحتفظ بأسعارها المرتفعة، مقارنة بتلك التي يقل الطلب عليها والتي حافظت على استقرارها”.

الأسباب

في السياق، وحول أسباب وجود أصناف جديدة في السوق، كالحبوب، والسمنة النباتية، وما إلى ذلك. قال التاجر نفسه لصحيفة “تشرين” المحلية، أن السبب هو أن العلامات التجارية المعروفة التي اعتاد عليها المستهلك شهدت ارتفاعات كبيرة في الأسعار من مصادرها الأساسي، مما أدى إلى عزوف الكثيرين عن شرائها، وفرض وجود بدائل لها بسعر أرخص”.

ولفت التاجر إلى أنه “حتى هذه الأنواع الجديدة المطروحة في الأسواق قد ترتفع في الفترة المقبلة في حال اعتاد عليها المستهلك وكثر الطلب عليها”.

قد يهمك: قفزة جديدة لأسعار البنزين والمازوت في سوريا

شركة غذائية مهددة بالغياب

يزداد الخطر على الأمن الغذائي في سوريا، مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والكوارث التي تهدد القطاع الزراعي في البلاد، بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة من جهة، والجفاف الذي بات أحد المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المزارع، في وقت تقف الحكومة السورية عاجزة عن مواجهة هذه الأزمات.

مدير عام شركة “الكونسروة” في دمشق أحمد أمين أحمد، أكد أن الشركة تواجه صعوبات عديدة في إنتاج الأغذية المعلبة، وذلك في ظل نقص المستلزمات الأولية ونقص السيولة المالية.

وقال أحمد في تصريحات لصحيفة “البعث” المحلية يوم الاثنين الفائت، إن الشركة تعجز عن تأمين مادة السكر، التي تدخل في صناعة جميع أنواع المربيات والحلاوة التي تنتجها الشركة، إضافة إلى صعوبة تأمين مادة المازوت لتشغيل خطوط الإنتاج، وأيضا النقص الحاد في اليد العاملة وخاصة الفنية والخبيرة بعمل الشركة بسبب التسرب الذي حصل نتيجة الاستقالات والتقاعد والمرض وغيرها من الأسباب.

كما لفت أحمد إلى تهالك الآليات التي تعمل، مطالبا بضرورة تقديم الدعم لاستمرارية عمل الشركة وزيادة طاقتها الإنتاجية، وتأمين الآليات الخاصة لنقل العمال.

وتراجع الإنتاج في الشركة العامة “للكونسروة” إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي، حيث أكدت إدارة الشركة أن الخطة كانت تتضمن إنتاج 665 طن من معجون البندورة لغاية الشهر الثامن من العام 2021، لكن لم يتم إنتاج سوى 51 طن، وذلك بسبب نقص توريد البندورة من أماكن إنتاجها في ريفي محافظتي درعا والسويداء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها.

هذا ويعاني السوريون لا سيما في المناطق الخاضعة لإدارة حكومة دمشق، من ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير، حيث لم يعد بإمكان معظم الأسر تأمين حاجياتها الأساسية من طعام، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

قد يهمك: مكاسب على “البارد المستريح” للمستوردين في سوريا.. المواطن الخاسر الوحيد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.