بعد منتصف شهر أيار/مايو من كل عام، تعمل العائلات السورية على صناعة المونة المنزلية للاحتفاظ بها في أيام فصل الشتاء. وخلال هذه الفترة أيضا، يزداد العرض على البقوليات مثل البازلاء والفاصولياء والثوم وبعض المربيات التي تعتمد على أنواع من الفاكهة، لكن ومع غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة، اضطرت السوريات إلى استبدال طرق إعداد وتخزين “المونة” من المواد والخضار الصيفية.

طرق بديلة لحفظ “المونة”

صحيفة “الوطن” المحلية، نشرت تقريرا قبل يومين، نقلا عن سيدة من ريف اللاذقية، إنها “مرغمة على استبدال طرق حفظ المونة بسبب الأسعار المرتفعة للخضار غياب الكهرباء لساعات طويلة، لتقوم بصمد الفول والبازلاء على طريقة المخلل بالماء والملح بدلا من حفظهما بالثلاجة”.

وتضيف السيدة السورية أن طريقة “تخليل” الخيار والفليفلة، باتت معممة لديها على مواد البازلاء والفول والبامياء وورق العنب، إذ تقوم بفرطها وتقطيعها بحسب الرغبة وتضعها بعبوات فارغة أو مطربانات وتضع لكل لتر ماء معدل ثلاث ملاعق ملح صخري وملعقة صغيرة من السكر، بما يضمن حفاظ الخضار على جودتها بنسبة كبيرة حتى فصل الشتاء، وتقول ساخرة: “بس ما يرفعوا أسعار الملح والمياه بعد ما يعرفوا طريقتنا الجديدة”، للصحيفة المحلية.

وفي السياق ذاته، تقول سيدة أخرى إن الظروف أجبرتها على تجربة كل شيء وإيجاد البدائل حسب ما هو متاح، ولأن الكهرباء غير متوافرة لتفريز المونة، لجأت إلى تيبيسها في الهواء الطلق. وأضافت: “التيبيس تجربة ناجحة بالنسبة للمواد مثل اليقطين والبامية والباذنجان في السنوات السابقة، وهذا العام سنجربها على الفول والبازلاء فربما تكون ناجحة ونستغني عن الكهرباء لحفظ المونة بشكل تدريجي”.

قد يهمك: أسباب عديدة تهدد “المونة” في سوريا

أسعار كاوية لسلع “المونة”

يبدو أن أسعار خضار المونة مثل غيرها من السلع قد ارتفعت بشكل غير مسبوق هذا العام رغم أنها في موسمها. وضمن هذا الإطار، أكدت ربات منزل عدم قدرتهن على شراء الفول والبازلاء بهذه الفترة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، منها ارتفع ثلاثة أضعاف، إذ يسجل سعر كيلو الفول اليوم 2500 ليرة سورية، ويزيد 500 ليرة للمفرز، وكيلو البازلاء يتراوح سعره بين 3500-300 ليرة، في حين يباع الفرط بحدود 15 ألفا.

بدورهم، عزا عدد من الباعة ذلك في وقت سابق إلى أن “سعر البازلاء مع القشر أساسا مرتفع إضافة لأجور اليد العاملة والأكياس وغيرها من التجهيزات، حيث أن الكيلو المفرز يحتاج لـ 3 كيلو مع القشر”.

بينما سجل سعر كيلو الفول 2500 ليرة سورية والمفرز بـ8 آلاف ليرة والثوم يباع حاليا حسب النوع بين 1500- 2500 فيما سجلت فاكهة الفريز التي تستخدمها ربات المنزل لصناعة المربى 5 آلاف ليرة و كيلو السكر الذي يضاف إليه 4 آلاف ليرة وهذا يعني أن هناك ارتفاعا في أسعار المربيات المعلبة أيضا، وفقا لصحيفة “الثورة” المحلية قبل أيام.

تجنب “المونة”

تجنب الكثير من السوريين صنع “المونة” خلال الموسم الحالي، مثل الفاصولياء والبازلاء وغيرها من الخضار، بسبب عدم قدرتهم على شرائها، نظرا لارتفاع الأسعار ونقص التمويل الذي تسببت به الأزمة الاقتصادية.

وبسبب ضعف القوة الشرائية، نقلت صحيفة “تشرين” المحلية، قبل أيام، عن سيدة في ريف دمشق قولها، إن عادة تحضير “المونة” الشتوية بدأت تتحول إلى شيء من الماضي ونوعا من الرفاهيات، وذلك بسبب تراجع قدرة المدنيين على الشراء في ظل الأسعار المرتفعة للخضروات مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة عندما تصل هذه المواد إلى السوق لأول مرة (القطفة الأولى).

بدورهم، أشار عدد من الباعة إلى عدم إقبال حتى الباعة الجوالين على شراء أكياس كبيرة من الفول أو البازلاء والتجوال فيها بالحارات الشعبية كما كانت تجري العادة، وذلك بسبب عدم توافر الوقود الكافي لتجوال سيارات السوزوكي، ومن جهة ثانية بسبب عدم إقبال المواطنين من ذوي الدخل المحدود في الحارات الشعبية على شراء كميات كبيرة من الخضار لحفظها حتى الشتاء.

وأفاد تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” 6 أيار/مايو الفائت، أن هناك انخفاضا طفيفا في أسعار الزيوت النباتية والذرة بعد ارتفاعها الحاد مؤخرا، في المقابل ارتفاع طفيف في أسعار بعض المواد الغذائية مثل الأرز واللحوم ومنتجات الألبان والسكر وتوقعات بتراجع التجارة على المستوى العالمي.

وفي حال طرأ ارتفاع آخر على الأسعار بشكل عام في البلاد بحسب مؤشر منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” الحالية، فإن المواطنين السوريين سيكونون من بين أكثر المتضررين من ذلك، خاصة وأن مستوى الرواتب والمداخيل بعيدة كل البعد عن واقع العيش في سوريا.

قد يهمك: خضار المونة تنضم إلى قائمة الأسعار الكاوية في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.