لخامس من حزيران/يونيو، يعتبر أكثر التواريخ السلبية التي يستذكرها سكان المنطقة العربية لاسيما في سوريا ومصر والأردن، حيث استطاعات إسرائيل الدويلة الناشئة حديثا بشكل غير شرعي من هزيمة 3 جيوش عربية في حرب عُرفت في عام 1967 بحرب الأيام الستة، والتي أطلق عليها لاحقا نكسة حزيران.
استفزازات سبقت الحرب
الإرهاصات التي أدت للحرب بدأت حين صعّدت إسرائيل عملياتها الاستفزازية ضد سوريا بضرب الوسائط والمعدات التي كانت تعمل في المشروع العربي لتحويل روافد نهر الأردن، والاعتداء على المزارعين السوريين، ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباكات التي بلغت ذروتها في الاشتباك الجوي بتاريخ 7 نيسان/أبريل 1967.
الاشتباك الجوي دفع إسرائيل لحشد قواتها على الحدود السورية، في حين بدأت مصر بالتعبئة العامة وحشد قواتها وفقا لمعاهدة الدفاع المشترك، المصرية السورية، التي تم التوقيع عليها 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1966، وأخذت القوات المصرية تتحرك على شكل تظاهرة عسكرية اخترقت شوارع القاهرة بتاريخ 15 أيار/مايو 1967 متوجهة نحو سيناء، ثم طلبت القيادة المصرية يوم 16 أيار/ مايو 1967 من قائد قوات الطوارئ الدولية في سيناء، سحب قوات الأمم المتحدة؛ ثم أعلن الرئيس جمال عبد الناصر يوم 23 أيار/ مايو إغلاق مضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، ما دفع إسرائيل لاعتبار إغلاق المضائق إعلان حرب فبدأت بتسريع تجهيز نفسها عسكريا وسياسيا للبدء بالحرب.
إقرأ:الأمم المتحدة: قرار الضم باطلاً ولاغياً وعلى إسرائيل مغادرة الجولان السوري
حكومة إسرائيلية حربية
قبيل الحرب، قامت الحكومة الإسرائيلية بتعديل وزاري، حيث تم تعيين موشيه ديان وزيرا للدفاع، وهو ما أبرز نية إسرائيل الواضحة بشن حرب، وفي الوقت نفسه قامت كل من سوريا ومصر بإرسال قواتها لجبهات القتال في الجولان وسيناء.
الاستعدادات الإسرائيلية للحرب، بدأت في منتصف أيار/مايو 1967، وذلك بتوجيه الدعوات الاحتياطية السرية، وحشد القوات على الاتجاهات العملياتية، ما زاد في توتر الموقف العسكري في المنطقة، ونتيجة النشاط السياسي الدولي، فقد تعهدت الدول العربية، مصر وسوريا والأردن، بعدم شن الحرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية، إلا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، استغلت هذا الظرف، وقامت بهجوم مباغت صباح 5 حزيران/ يونيو 1967.
قد يهمك:إسرائيل تجدد قصفها لسوريا.. هل تختبر تل أبيب موقف موسكو؟
سلاح الطيران حسم المعركة
في صباح 5 حزيران/ يونيو قامت إسرائيل بتوجيه ضربة جوية كثيفة ومباغتة للمطارات العسكرية وللطيران الحربي المصري والسوري والأردني، فمكنت الطيران العسكري الإسرائيلي من توفير السيطرة الجوية على أرض المعركة طيلة مدة الحرب.
وفي المرحلة الثانية من المعركة، انتقلت إسرائيل إلى الهجوم البري، موجهة الضربة الرئيسية على الجبهة المصرية، بالضربة الثانوية على الجبهة الأردنية، في الوقت الذي انتقلت فيه إلى الدفاع النشط على الجبهة السورية مع توجيه الضربات النارية بالمدفعية والطيران لمواقع الجيش السوري في الجولان طيلة تلك الفترة.
وفي العاشر من حزيران/يونيو، وعلى الرغم من صدور قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، قامت إسرائيل بدعم جيشها بقوات من الاحتياط واستمرت بالمعركة وخاصة من القوات التي كانت تعمل على الاتجاه الأردني، ما مكنها من احتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى شرقي نهر الأردن.
أما على الجبهتين السورية والمصرية، فقد تمكنت إسرائيل من السيطرة على هضبة الجولان السورية، وشبه جزيرة سيناء المصرية، كما أسفرت المعركة عن مقتل ما بين 15- 25 ألف جندي من الدول العربية، مقابل مقتل 800 جندي إسرائيلي، وتدمير ما بين 70- 80 بالمئة من العتاد العسكري في الدول العربية.
إقرأ:إسرائيل ترفع مستوى تصعيدها ضد الفسطينيين
نكسة حزيران، فتحت فصلا مهما في الصراع العربي الإسرائيلي، نتج عنه توسع إسرائيلي في مجال الاستيطان والسيطرة على الأماكن المقدسة، مع وجود اتهامات عديدة للدول العربية بالتخاذل في التصدي للهجوم الإسرائيلي في حزيران/ يونيو، والذي حاولت كل من سوريا ومصر في تشرين الأول/أكتوبر 1973، استعادة ما خسرته من أراضي في حرب شنتها الدولتان على إسرائيل، أسفرت لاحقا عن استعادة سيناء بموجب اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل فيما لا يزال الجولان يخضع للسيطرة الإسرائيلية حتى الآن، وكذلك الأمر بالنسبة للضفة الغربية وما تحويه من أماكن مقدسة، ترفض إسرائيل حتى وضعها تحت وصاية دولية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.