17 عاما على اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق، رفيق الحريري مرت، ليتم الحكم على 2 من المتهمين بتلك العملية، اليوم الخميس، من قبل “محكمة العدل الدولية”.

المحكمة الخاصة بلبنان والتابعة إلى الأمم اامتحدة، أصدرت حكما غيابيا، بالسجن مدى الحياة بحق اثنين من أعضاء ميليشيا “حزب الله”، لتورطهما بعملية اغتيال الحريري و22 آخرين في تفجير ضخم هز بيروت، عام 2005.

رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان، إيفانا هردليكوفا، قالت إنّ غرفة الاستئناف قررت بالإجماع الحكم على حبيب مرعي وحسين عنيسي بالسجن المؤبد”.

هردليكوفا، أكّدت أن تلك العقوبة هي أقصى عقوبة ينص عليها النظام الأساسي لـ “محكمة العدل الدولية” وقواعدها.

العشرات مع الحريري

في 10 آذار/ مارس المنصرم، دانت غرفة الاستئناف في “محكمة العدل الدولية”، حسن مرعي وحسين عنيسي بتورطهما في التفجير الذي أدى لنقتل رفيق الحريري.

تلك الإدانة جاءت بعد أن قامت “غرفة الدرجة الأولى” في المحكمة، بتبرئة مرعي وعنيسي؛ لأنها لم تجد حينها أدلة كافية بحقهما، لكن تلك التبرئة، أدّت لأخطاء قانونية، بحسب قضاة الاستئناف في المحكمة الأممية.

عنيسي ومرعي، أدينا بتهمة التآمر لارتكاب “عمل إرهابي” والتواطؤ في القتل العمد، واعتبر المدعون وقضاة الاستئناف في المحكمة الدولية الأممية، أدلة أظهرت أن هواتف جوالة استخدمها مرعي وعنيسي، إلى جانب هاتف ثالث، بمثابة إثبات على ضلوعهما في اغتيال الحريري.

حتى الآن، من المستبعد أن يسجن مرعي وعنيسي؛ لأن ميليشيا “حزب الله” رفضت مرارا تسليمهما أو حتى الاعتراف بـ “محكمة العدل الدولية”، التي حاكمت المتهمين غيابيا.

رفيق الحريري الذي كان رئيسا لحكومة لبنان قبل استقالته في تشرين الأول/ أكتوبر 2004، قتل في 14 شباط/ فبراير 2005، إثر تفجير انتحاري لاحنة مليئة بالمتفجرات، أثناء مرور موكب الحريري المصفّح في بيروت.

وخلّف التفجير الضخم، وقتها 22 قتيلا و226 جريحا، وبعد 4 أعوام من التفجير، أي في 2009، أُنشئت المحكمة الأممية، بموجب قرار صدر عن “مجلس الأمن”، لمحاكمة الضالعين في الانفجار الضخم. ومقرها في لاهاي بهولندا.

حكم بحق شخص ثالث

بعد اغتيال الحريري، خرجت تظاهرات واسعة النطاق في لبنان، أسفرت عن انسحاب القوات السورية من بيروت، بعد وجود ناهز 30 عاما.

مع رحيل الجيش السوري، هيمن “تيار المستقبل”، بقيادة سعد الحريري نجل رفيق الحريري، على نتائج الانتخابات النيابية في العامين 2005 و2009 في لبنان.

وكانت “محكمة العدل الدولية”، دانت في آب/ أغسطس 2020، عضوا آخر من ميليشيا “حزب الله”، هو سليم عياش بتهمة القتل عمدا، وحكمت عليه غيابيا في كانون الأول/ ديسمبر من ذات العام بالسجن مدى الحياة.

القضاة اعتبروا في حكمهم حينها، أن عياش “مذنب على نحو لا يشوبه أيّ شكّ معقول” بالتّهم الخمس التي وجّهت إليه، وهي “تدبير مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وقتل الحريري عمدا باستعمال مواد متفجرة، وقتل 21 شخصا آخر عمدا باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصا عمدا باستعمال مواد متفجرة”.

ولم تجد المحكمة الأممية حينها، أدلة كافية لإدانة 3 متهمين آخرين من “حزب الله”، وهم أسد صبرا وعنيسي ومرعي. واستأنف الادعاء لاحقا حكمي البراءة في حق الأخيرين.

يشار إلى أن ملف القضية المرفوعة ضد العناصر الأربعة، اعتمد على نحو شبه تام على أدلة ظرفية بشكل تسجيلات هواتف جوالة، قال المدعون إنها أظهرت أن خلية لميليشيا “حزب الله” خططت للهجوم. وقتئذ.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.