لليوم الثالث على التوالي، لا يزال التوتر يخيم على الأحياء المدمرة في مدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها، بعد مقتل قائد مجموعة عسكرية في “الحرس الثوري” الإيراني ومرافقيه ثم حرق مقرهم في حي الحويقة، الأحد الفائت، قبل أن يلوذ المهاجمين بالفرار من المكان دون معرفة هويتهم.

توتر واحتقان

مراسل “الحل نت” في مدينة دير الزور قال إن، ميليشيا “الحرس الثوري” اتهمت الشرطة العسكرية الروسية بالوقوف وراء الهجوم من خلال تجنيدها لعناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” (المدعومة روسيا) لتنفيذه، حيث شهد مطلع الشهر الجاري، مشادات كلامية بين عناصر من “الدفاع الوطني” و”الحرس الثوري” بعد محاولة عناصر الأخير الاستيلاء على مقرات “الدفاع الوطني” في الحي وطردهم منها، إلا أن الشرطة العسكرية الروسية تدخلت ومنعت ذلك.

مضيفا أن الشرطة الروسية هددت حينها عناصر “الحرس” بطردهم من داخل الحي في حال عاودا الاقتراب من مقرات “الدفاع الوطني”، ما أثار غضبهم، ليزيدوا من حدة مضايقاتهم لهم، بهدف إخراجهم من الحي، دون الاكتراث لتهديدات الروس.

وأوضح المراسل، بأن قائد مجموعة “الحرس” الذي اغتيل مع مرافقته، عمد خلال الأيام الماضية على افتعال مشاكل كثيرة مع عناصر “الدفاع الوطني” في داخل حي الحويقة، مهددا بإخراجهم منه ومن عموم الأحياء المدمرة، مبرر ذلك، بأنه “لا يثق بهم وأن لبعضهم علاقات وطيدة مع جهات خارجية معادية لهم”.

قلق وترقب

أحد سكان حي الحويقة، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لـ “الحل نت” إن “جميع العوائل المتواجدة بداخل الحي، تعيش حالة من القلق والترقب خشية وقوع اشتباكات مسلحة جديدة بين الميليشيات الإيرانية وميليشيات “الدفاع الوطني”، وخاصة بعد التعزيزات الكبيرة التي وصلت لكلا الطرفين منذ أمس، والتهديدات المتبادلة بينهم في اقتحام مقرات بعض، دون أي تواجد لقوات حفظ النظام، أو أي جهة أخرى لمنع ذلك”.

وأشار إلى أن “اشتباكات مسلحة وقعت بينهم على امتداد الأشهر القليلة الماضية بداخل الحي ذاته وبقية الأحياء الأخرى، أسفر بعضها وقوع ضحايا مدنيين لتواجدهم على مقربة من مكان الاشتباكات”.

إثارة المشاكل

عنصر من “الدفاع الوطني”، طلب عدم ذكر اسمه، قال لـ “الحل نت”، إن عناصر “الحرس الثوري” يحاولون افتعال مشاكل معنا، وتحويل أي توتر إلى اشتباك مسلح، بهدف السيطرة على عموم الأحياء، والتمدد بشكل أكثر في مركز مدينة دير الزور.

والجدير ذكره أن مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور، تشهد اشتباكات متكررة، بين تلك المليشيات الموالية لها من جانب، والمليشيات الإيرانية من جانب آخر، غالبا تُسفر عن وقوع ضحايا مدنيين، في ظل سيادة قانون السلاح وغياب المحاسبة عنها، حيث تنقسم مناطق النفوذ والسيطرة في محافظة دير الزور، لعدة جهات ما يجعل ضبط المنطقة أمنيا بالأمر الصعب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة