موقف واشنطن من الحكومة العراقية المقبلة.. ماذا عن الميليشيات؟

الجميع يتساءل عن موقف أميركا من شكل الحكومة العراقية المقبلة، واليوم أجابت واشنطن على ذلك، وتحدثت عن الميليشيات الموالية لإيران في العراق، فماذا قالت؟

السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، قالت إن “العراق أهم الشركاء الستراتيجيين بالنسبة لنا، وهو حجر الزاوية لمنطقة الشرق الأوسط”.

وأضافت رومانوسكي في تصريحات صحفية، الأربعاء، أن “هناك مشتركات في العلاقات الثنائية مع بغداد، ونعمل على استقرار العراق وازدهاره وسيادته”.

وأردفت: “هناك طرق لتحقيق الستراتيجية المشتركة، منها تعزيز التنمية الاقتصادية ودعم وإسناد السيادة العراقية”.

الموقف من الحكومة والميليشيات

رومانوسكي تابعت، أن “السفارة الأميركية ستستمر قدما بالتنسيق مع الحكومة العراقية بتحقيق مصالح الشعب العراقي، ليكون الشعب مستقرا وأكثر توازنا”.

بشأن وجود الميليشيات العراقية المسلحة الموالية لإيران، أوضحت السفيرة الأميركية، رومانوسكي: “لا أتوقع أن الشعب العراقي يريد سيطرة المليشيات، وهذا ما يقوض الوضع في العراق، ولمسنا هذا الشيء في الشارع، بأن الشعب العراقي يرفض المظاهر المسلحة”.

وتنتشر في العراق، 67 ميليشيا مسلّحة موالية إلى إيران، تنفذ أجندة طهران في البلاد، يناهز عدد أفرادها قرابة 425 ألف شخص، وأبرز تلك الميليشيات، هي “العصائب والنجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء”.

فيما يخص ملف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، فهو بحسب رومانوسكي، “شأن ومسار عراقي داخلي (…) وأي حكومة سيتم تشكليها من خلال الحراك السياسي الحالي، نأمل بأن تخدم الشعب العراقي”.

ويسعى “الإطار التنسيقي” الموالي لإيران، إلى تشكيل حكومة توافقية، بعد استقالة “التيار الصدري” من البرلمان بتوجيه مباشر من زعيم التيار، مقتدى الصدر، الذي وصف مؤخرا قوى “الإطار” بأنها “أذرع إيران” لأول مرة في تاريخه السياسي.

انسداد مستمر

بحسب كثير من المراقبين، فإن الانسداد السياسي بات مزمنا في العراق، فلم تحل عقدته بعد، رغم انسحاب “التيار الصدري” من العملية السياسية وتركه الساحة لـ “الإطار التنسيقي”، لتشكيل حكومة جديدة.

في 12 حزيران/ يونيو الماضي، استبشرت قوى “الإطار” الموالية لإيران الخير بانسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي، وأكدت أن مسألة تشكيل الحكومة الجديدة ستكون سهلة بعد انسحاب زعيم “الكتلة الصدرية”، لكن شيئا من ذلك لم يحدث بعد.

كان “التيار الصدري” بزعامة مقتدى الصدر، فاز أولا في الانتخابات المبكرة الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بحصوله على 73 مقعدا، ثم انسحب من البرلمان العراقي، الشهر المنصرم.

بعد الفوز في الانتخابات المبكرة، شكّل الصدر تحالفا ثلاثيا مع “الحزب الديمقراطي” الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا، مسعود بارزاني، و”السيادة” بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

“التحالف الثلاثي” سُمّي بتحالف “إنقاذ وطن”، وبلغ عدد أعضائه قرابة 180 نائبا، وكان يسعى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب “الإطار التنسيقي”.

تبخر الأغلبية

قوى “الإطار التنسيقي” الموالية لإيران والخاسرة في الانتخابات، لم تتقبل فكرة تشكيل حكومة أغلبية، وأصرّت على تشكيل حكومة توافقية يشترك “الإطار” فيها.

عاش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة، ورغم انسحاب الصدر فإن الانسداد لم ينته بعد.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا.

ذلك الفشل، سببه سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل، الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.