تدهور الليرة السورية مجددا أمام ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، الذي تجاوز 4200 ليرة سورية، السبت في أسواق القامشلي، أثار استياء ومخاوف العديد من المزارعين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا من تدني قيمة فواتير القمح.

والسبت أعلنت “الإدارة الذاتية”، إغلاق مراكز استلام القمح بعد ثلاثة أشهر من افتتاحها أواخر أيار/مايو الماضي، في 28 مركزا لاستلام المادة شمال شرقي سوريا.

تدني قيمة الفواتير

علي معمو، مزارع من ريف الحسكة الشمالي، قال لموقع “الحل نت”، إن ارتفاع سعر صرف الدولار يؤثر بشكل كبير على تدني قيمة الفواتير لنحو 300 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

وكانت “الإدارة الذاتية” قد حددت في الـ 22 من أيار/مايو الماضي، سعر كل من مادتي القمح والشعير في مناطقها، إذ بلغ سعر كيلو القمح 2200 ليرة سورية، و1600 للكيلو الواحد من الشعير.

وأضاف معمو، أنه سلم “الإدارة الذاتية” نحو ثمانية أطنان من القمح، قبل أكثر من شهر، حينها كان سعر الصرف أقل من 4 آلاف، فيما لايزال ينتظر استلام فاتورته، في ظل الارتفاع المستمر للدولار.

وأشار المزارع إلى أنه اشترى مواد زراعية بالدولار، وحين استلام فاتورته سيضطر لتحويل المبلغ من الليرة السورية إلى الدولار لتسديد أجور المواد.

تأجيل الديون بالفائدة

مزارع آخر من ريف الدرباسية شمالي الحسكة، قال لموقع “الحل نت”، إن تأخير استلام الفواتير، بعد المدة المحددة لتسديد الديون، سيتسبب بتأجيل الديون مع إضافة الفائدة.

ويحدد الأول من شهر آب/أغسطس موعدا متعارفا لدى المزارعين في الحسكة، لتسديد الديون المترتبة عليهم، في حين تجاوز الموعد المحدد قد يتراكم عليه فائدة إضافية على سعر المواد المسجلة بالدين، بحسب المزارع.

وأضاف المزارع أن هذه الفائدة هي خسارة إضافية على خسارة قيمة الفاتورة مع تدهور الليرة السورية وانخفاضها لنحو 300 ليرة سورية من السعر الأساسي للقمح.

مشيرا إلى أن الزيادة في سعر صرف الدولار قد يستمر إلى حين الانتهاء من تسليم جميع فواتير القمح شمال شرقي سوريا إلى منتصف شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

تأخر التحويلات

الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والري في إقليم الجزيرة، مظلوم حسن، قال لموقع “الحل نت”، إن تأخر الصرف مرتبط بتأخر التحويلات المالية بالليرة السورية.

وأضاف مسؤول الزراعة، أنهم مستمرون بتسليم الفواتير للمزارعين، مشيرا إلى أن التسليم وصل لمن سلم محصوله في الـ 23 من حزيران/يونيو الماضي، حيث تصرف الفواتير وفق التواريخ من الأقدم إلى الأحدث.

فيما لم يبين رئيس هيئة الزراعة أين يكمن التأخير في التحويلات المالية وكم تطول عملية صرف الفواتير، بعد تسليم الكمية إلى المراكز.

إلى ذلك أغلقت الإدارة العامة لشركة “تطوير المجتمع الزراعي” في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا مراكز استلام مادة القمح بعد وصول كميات الشراء لـ 394900 طن، وفق الموقع الرسمي لهيئة الاقتصاد.

عجز الإنتاج

أواخر تموز/يوليو الفائت، كشف محمد الدخيل، الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والري في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، في تصريح لموقع “الإدارة الذاتية” الرسمي، عن عجز الإنتاج من القمح الطحني.

ولم تتجاوز الكميات المستلمة من مادة القمح 400 ألف طن من القمح المعد للطحن، وبما يقارب 75 ألف طن من البذار الخام، وفق الدخيل.

وأضاف الدخيل: أن “كميات البذار المستلمة سنقوم بغربلتها وتوزيعها على المزارعين في الموسم الزراعي القادم”.

وأشار الدخيل خلال تصريحه إلى أن “هذه الكمية المستلمة من القمح المعدة للطحن لا تكفي احتياج مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لعام كامل”.

موضحا: “أن حاجة مناطق شمال وشرق سوريا من مادة القمح المعدة للطحن تصل إلى 600 ألف طن سنويا، وسيكون هناك عجز بما يقارب 200 ألف طن من القمح الطحني”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.