تزايدت التوقعات مؤخرا باحتمالية حصول تصعيد إقليمي ودولي في سوريا، انطلاقا من الأحداث التي حصلت على الأرض السورية في الآونة الأخيرة.

تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست”، أشار يوم أمس الخميس، إلى أن الضربات الجوية الأخيرة في سوريا، الإسرائيلية على دمشق وحلب، والأميركية خلال الأسبوعين الماضيين ضد “الفروع الإيرانية” في دير الزور، “ترسم صورة للتوترات المتصاعدة” بين إيران وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي قد تطاول روسيا أيضا، في الوقت الذي يتحدث فيه الغرب عن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

فيما يتعلق بالاتفاق النووي في هذا الجانب، يرى الكاتب السياسي، صدام الجاسر، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن إيران على عجلة من أمرها لإبرام الاتفاق، وأيضا أوروبا، إلا أن الولايات المتحدة على عكس ذلك فهناك خشية لدى إدارة بايدن من ضغوط من قبل “الكونغرس”، لذلك فهناك دائما طلبات أميركية تتعلق بالاتفاق.

آثار قصف أميركي لمواقع إيرانية شرق سوريا “وكالات”

الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يرغب أن تتورط بلاده في اتفاق يسبب له أزمة في الانتخابات القادمة، فالاتفاق مع إيران إن لم يكن يلبي كامل المصالح الأميركية، فلن يتم إنجازه على الرغم من كل التفاؤل الحالي من العديد من الأطراف، لذلك يسعى بايدن للضغط على إيران في العراق وسوريا، ومن الممكن أن تشهد المرحلة القادمة ضغطا اقتصاديا على لبنان لدفع إيران لتقديم المزيد من التنازلات الحقيقية والمؤلمة لإيران لإنجاز الاتفاق، وفق رأي الجاسر.

إقرأ:قرب القاعدة الروسية.. قصف إسرائيلي جديد على دمشق وطرطوس

سوريا بؤرة نشاط وصراع عالمي

الصحيفة الإسرائيلية لفتت إلى أن جولة الضربات الأخيرة تثير العديد من الأسئلة حول كيفية تغير ساحة المعركة السورية، وكيف أصبحت سوريا بؤرة نشاط على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

واعتبرت الصحيفة أن ما سبق “يقدم صورة لما قد يبدو عليه المستقبل حتى مع وجود صفقة”، في ظل “نقل إيران أسلحتها بشكل متزايد إلى سوريا ونحو لبنان، حتى عندما تحصل على شيء من الغرب”.

الكاتب السياسي، صدام الجاسر، رأى أنه من الملاحظ في الفترة الماضية أن الهجمات الإسرائيلية تركزت على المطارات، فيما تركزت الهجمات الأميركية على مواقع الميليشيات الإيرانية، ونتيجة لاستهداف مطار دمشق الدولي في المرة الماضية فقد وقع خلاف روسي إيراني.

وأضاف الجاسر، أن إسرائيل تسعى إلى زعزعة هذا التحالف، فعندما رأت الخلاف الروسي الإيراني عقب استهداف مطار دمشق الدولي، وقيام إيران بنصب منظومات دفاع جوي بمحيط المطار، قررت متابعة استهداف المطارات كرموز سيادية من جهة، ولأنها شريان نقل السلاح من إيران إلى سوريا، ولذلك تم استهداف مطار حلب والذي تعتمد عليه إيران بعد استهداف مطار دمشق.

واعتبر الجاسر، أن الاستهداف لمطار حلب هو رسالة إسرائيلية مباشرة إلى إيران، بينما الاستهدافات الأميركية جاءت بعد استهداف قاعدة “التنف” التابعة لـ”التحالف الدولي”، وقد جاء الرد الأميركي لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة داخل سوريا وفي المنطقة، مضيفا أن أميركا اتخذت قرارا بفصل الملف السوري عن الملف النووي الإيراني، وبدأت تعمل وفق هذا الأساس.

قد يهمك:قصف إسرائيلي جديد يطال دمشق.. معلومات خاصة عن المواقع الإيرانية المستهدفة

ما التداعيات في المنطقة وسوريا؟

الصحيفة أوضحت، أنه “نظرا لأن روسيا تعمل الآن عن كثب مع الإيرانيين وربما تحصل على طائرات مسيرة وتبحث عن المزيد من الاتصالات الدفاعية مع طهران، فإن التداعيات تلوح في الأفق على الشرق الأوسط، وخاصة على سوريا.

قصف إسرائيلي لمطار دمشق الدولي “وكالات”

الجاسر يرى أنه على مستوى سوريا، فإن سوريا ستتحول إلى بؤرة صراع أكبر خلال المرحلة القادمة، سواء بين أميركا وروسيا، أوبين إيران وأميركا، أوبين إيران وإسرائيل، وذلك في الوقت الذي دخلت فيه روسيا كشريك مع إيران في تصفية الحسابات.

لذلك فمن الممكن أن تكون هناك استهدافات غير مباشرة للروس، باستخدام طيران مجهول، أو قصف صاروخي مجهول يستهدف قاعدة “حميميم” أو أماكن تواجد القوات الروسية، “سوريا هي فعلا مكان لتصفية الحسابات، ومكان ملائم لرمي الأوراق وتقديم التنازلات”.

أما فيما يتعلق بالتصعيد على مستوى المنطقة، يعتقد الجاسر، أنه لن يكون هناك تصعيد واسع النطاق، فالمنطقة في الأصل تعيش على صفيح ساخن، وأي خطأ أو سوء تقدير في المنطقة من قبل أي طرف، قد يشعل المنطقة بالكامل من سوريا إلى اليمن.

ويتابع الجاسر، أن المنطقة مهيأة للانفجار، بسبب الاحتقان فيها والسياسات المختلفة الموجودة، فهناك انتخابات تركية قادمة وسط اضطراب وتوتر في تركيا، والوضع في سوريا قابل للانفجار بأي لحظة، والحالة بين الأردن والميليشيات الإيرانية عادت للتصعيد بعد عودة تهريب المخدرات، والوضع السياسي في إسرائيل غير مستقر وهو يؤثر على كل المنطقة.

إقرأ:الهجمات الإسرائيلية على سوريا مهددة بالإيقاف.. ما علاقة الصين؟

وختم الجاسر، معتقدا بوجود تصعيد قادم في المنطقة، لكنه تصعيد حذر دون انفجار، بحسب تعبيره، “فهناك حدود وخطوط مرسومة وسيلتزم بها الجميع”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة