مع طول أمد اللجوء السوري في الأردن، ازدادت أوضاع اللاجئين صعوبة خاصة منذ الأزمة التي رافقت انتشار فايروس “كورونا”، حيث انخفضت قيمة الدعم المقدم من المنظمات الدولية، أضافة إلى انخفاض فرص العمل، ومؤخرا تخفيض قيمة المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي.

تقنين غذائي خارج المخيمات

بحسب تقرير لقناة “المملكة” الأردنية، يوم أمس الثلاثاء، فقد أظهر تحليل أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من نصف الأسر اللاجئة المقيمة خارج المخيمات في الأردن غيّرت نظامها الغذائي، وقنّنت الغذاء المتاح لتجنب انعدام الأمن الغذائي في الربع الثاني من العام الحالي.

وتبيّن من تحليل وضع اللاجئين في الأردن خلال الربع الثاني من 2022، الذي شمل 2963 أسرةن أن 4 من 5 أسر لاجئة تعتمد الطعام الأقل تفضيلا والأقل ثمنا.

وحصل المسح الذي أُعلنت نتائجه مؤخرا، على معلوماته من عينة ممثلة من اللاجئين المسجلين لدى المفوضية والمقيمين خارج المخيمات، ويعد هدف التحليل الرئيسي مراقبة التغيرات في جوانب الضعف لدى اللاجئين.

وأشارت المفوضية، إلى أن 25بالمئة، من أرباب الأسر ضمن العينة لديهم إعاقةن أو مرض مزمن يؤثر على حياتهم، ويقوم التحليل الربعي على جمع المعلومات من الأسر اللاجئة ذاتها على أساس ربع سنوي لاختبار التغيرات الطارئة.
وتبيّن من المسح أن معظم الأسر غيرت نظامها الغذائي وقنّنت الطعام المتاح للتعامل أو تجنب انعدام الأمن الغذائي، ولتحقيق ذلك طبقوا أساليب عدة.

وبحسب التحليل، فإن معظم الأسر السورية اللاجئة تناولت كمية أقل من الطعام المفضل لديها ومن الطعام مرتفع الثمن، وذلك بنسبة 87بالمئة، في الربع الثاني من 2022، مقابل 85بالمئة، في الربع الأول من العام الحالي.
كما حددت 54بالمئة، من الأسر السورية اللاجئة حجم وجبات طعامها في الربع الثاني، مقابل 55% في الربع الأول من العام الحالي.

إقرأ:الاستثمارات السورية في الأردن: هل تنجح عمّان باستقطاب المستثمرين بدلاً من المخدرات؟

تقييد للوجبات واستهلاك الأطفال

التحليل الصادر عن مفوضية اللاجئين، بيّن أن الأسر اللاجئة قللت عدد الوجبات المتناولة في اليوم الواحد، في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 53بالمئة، مقابل 54بالمئة، في الربع الأول.

واقترضت 47بالمئة، من الأسر السورية الطعام أو اعتمدت على مساعدة الأقارب والأصدقاء في الربعين الأول والثاني.
وكان من ضمن الأساليب للتعامل مع الواقع الغذائي، تقييد استهلاك الأطفال للطعام الذي طُبق من 41بالمئة، من الأسر السورية اللاجئة في الربع الثاني، مقابل 46بالمئة، في الأشهر الثلاثة الأولى من 2022.

وأشار المسح إلى أن 31بالمئة، من مصاريف الأسر السورية تذهب للغذاء، مقابل 28بالمئة، من مصاريف الأسر غير السورية، كما أوضح التحليل أن 26بالمئة، من أسباب اقتراض المال للأسر اللاجئة هي شراء المواد الغذائية خاصة الخضار، والفواكه، والخبز، والزيت، والسكر.

قد يهمك:تسهيلات جديدة لدخول السوريين إلى الأردن

تخفيض المساعدات خارج المخيمات وثباتها داخلها

بحسب معلومات حصل عليها “الحل نت”، فإن برنامج الغذاء العالمي، أبلغ الأسر السورية اللاجئة خارج المخيمات، في آب/أغسطس الماضي بتخفيض قيمة المساعدات الشهرية الممنوحة لهم، وذلك بإرسال رسائل نصية لهم.

ووفق التخفيض الذي تم البدء بتطبيقه مطلع الشهر الحالي، فقد تم تخفيض المساعدة لفئتين، حيث جرى تخفيض مساعدات الفئة الأولى البالغة 23 دينار أردني، شهريا لكل شخص مُسجل على بطاقة مفوضية اللاجئين إلى 15 دينار، بينما خُفضت مساعدات الفئة الثانية البالغة 15 دينار، لكل شخص مسجل على بطاقة مفوضية اللاجئين إلى 10 دنانير، وذلك بحجة النقص في التمويل.

أما بالنسبة للأسر السورية داخل المخيمات، فالوضع مختلف، حيث لا تزال قيمة المساعدات ثابتة حتى الآن، ولا يوجد أي معلومات حول نية تخفيضها بحسب ما علم “الحل نت”.

وحول قيمة المساعدات داخل المخيمات، حصل “الحل نت”، على معلومات تشير إلى أن كل قيمة المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي تبلغ 23 دينار، لكل شخص مسجل على بطاقة مفوضية اللاجئين شاملة لثمن الخبز، وأيضا تحصل كل أسرة تحمل بطاقة مفوضية على 15 دينار كل 3 أشهر بدلا لمادة الغاز، كما يحصل كل طفل عمره دون العامين على 20 دينار، كل 3 أشهر بدلا “فوط”، وأيضا هناك مساعدة يتم توزيعها مع بداية الشتاء، بلغت العام الماضي 150 دينار، لكل بطاقة مفوضية كمبلغ عام ومبلغ 40 دينار، إضافية لكل شخص مسجل على نفس البطاقة، ولم يبلغ أي لاجئ داخل المخيم بإلغائها، أو تخفيضها في العام الحالي.

اللاجئون مهددون بانعدام الأمن الغذائي

على الرغم من المساعدات المقدمة داخل المخيمات وخارجها بعد التخفيض، إلا أنها تعتبر غير كافية.

حيث أظهرت نتائج مؤشر الأمن الغذائي الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي في الربع الأول من العام الحالي، أن 81بالمئة، من اللاجئين في المجتمعات المحلية و90بالمئة، من اللاجئين في المخيمات إما يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أو هم معرضون لانعدام الأمن الغذائي، مما يعني أن المساعدات الغذائية التي يقدمها لهم برنامج الأغذية العالمي في غاية الأهمية لتمكنهم من توفير لقمة على مائدة الطعام.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى 73 مليون دولار، حتى نهاية العام حفاظا على قيمة التحويل الحالية، لتجنب خفض أعداد المستفيدين، أو تقليل قيم المساعدات الغذائية للاجئين المستهدفين المؤهلين، في ظل “فجوة تمويل كبيرة”، بحسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:الأردن وجهة بديلة عن لبنان للسوريين.. تعرفوا إلى التفاصيل

ومن الجدير بالذكر، أن الأردن يستضيف نحو 1,3 مليون سوري بحسب أرقام الحكومة الأردنية، بينهم نحو 676.322 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.