أفادت مصادر ديبلوماسية لموقع “الحل نت” بطبيعة الأجواء التي سادت اللقاء الأمني الأخير الذي جمع رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، بنائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية، علي مملوك.

المصادر بيّنت بأن أجواء اللقاء كانت طبيعية ولم تحمل طابعا إيجابيا كبيرا، شهد فيها اللقاء جملة من المعوقات التي تحول دون الانتقال إلى خطوات متقدمة بين الطرفين. المساعي فشلت حتى الآن في احتمالية التقارب بين دمشق وأنقرة والاجتماع الأمني الأخير واجه عدة عقبات لا سيما في موضوع إعادة المهجرين/اللاجئين إلى مناطقهم، حيث رفض الجانب السوري إعادتهم إلى مدن حمص وحلب وريف دمشق، ضمن المخطط التركي القاضي بإعادة اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي التركية إلى مناطقهم في شمال ووسط وجنوبي سوريا.

فيما أبدى الجانب السوري رفضه لأي محاولة قتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وهي القوات التي تشكل فيها “وحدات حماية الشعب” العمود الفقري؛ وتعتبرها أنقرة امتدادا لـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف على قوائم الإرهاب التركية. وتضيف المصادر بأن ذلك كان مطلبا تركيا “حيث أرادت أنقرة إعادة سيطرة دمشق على تلك المنطقة في أرياف من محافظتي دير الزور والرقة”.

كذلك كان هناك مطلب تركي آخر يقضي باعتراف حكومة دمشق بالسيطرة التركية في شمالي غرب سوريا من خلال الاعتراف بسيطرة فصائل المعارضة المدعومة من قبل أنقرة على تلك المنطقة، وهو مارفضته دمشق أيضا، مطالبة أنقرة بتخليها عن المعارضة السياسية والعسكرية التي تدعمها.

المصادر أشارت إلى أن موسكو تسعى إلى استغلال تقاربها مع أنقرة في سوريا من أجل تخفيف الضغوط عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، لافتة بأن “موسكو تريد اختراق الملف السياسي السوري وإحداث خلخلة فيه”. 

في حين ذكرت المصادر لـ”الحل نت” بأن تركيا لا تريد إغضاب مصر والسعودية بعد عودة العلاقات معهما، لا سيما وأن هناك “فيتو” حالي من قبل مصر والسعودية ضد عودة العلاقات مع دمشق، وذلك في ظل استمرار الفيتو الأميركي أيضا؛ لأي تطبيع مع دمشق، مضيفة بالقول “جميع الاحتمالات واردة إزاء الفيتو العربي وقد يزال هذا الفيتو خلال الفترة المقبلة بفعل العوامل الإقليمية والدولية”.

وكان موقع “halk tv” التركي قد كشف عن لقاء سري جمع هاكان فيدان بـ علي مملوك، وذلك برعاية روسيا التي تعمل منذ فترة على دفع العلاقات بين الطرفين للاتجاه نحو التطبيع.

وذكر الموقع أن فيدان توجه إلى سوريا وعقد اجتماعا وجها لوجه مع مملوك في دمشق، وذلك من أجل حل قضية اللاجئين التي تُعد من أهم الملفات في تركيا حاليا، خاصة مع قرب الانتخابات العامة في تركيا؛ صيف العام المقبل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة