“ما رأيك بتواجد السوريين في تركيا؟” أو “هل يجب أن يُرحل السوريون” أو “حول السوريين ودفعهم للضرائب وكيف يعملون” وما إلى ذلك من مواضيع باتت تثار بشكل شبه يومي ضمن ما يعرف بمقابلات الشارع.

ويبدو أن هذه المقابلات ازدادت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، حيث يكتفي أي شخص أن تكتب على يوتيوب ” suriyeli sokak röportajları” لتظهر أمامه عشرات المقابلات التي حصلت في شوارع مدن تركيا حول اللاجئين السوريين.

العديد من تواصلنا معهم، كان يرى أن المقابلات هذه لها دور سلبي في زيادة التوتر وتنامي العنصرية والكراهية اتجاه السوريين إضافة إلى تداول معلومات تكاد تكون في معظمها خاطئة عن السوريين، فيما يرده البعض الآخر إلى وسائل إعلام تركية تكتفي بنشر الشائعات عن السوريين.

وحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فإنه غالبا ما تكون أسئلة المقدم استفزازية بهدف خلق خلاف تحول في بعض الأحيان إلى شجار بين المتحدثين في الشارع.

تشجيع على الاعتداءات

خلال الأشهر الماضية، يبدو أنه المقابلات المصورة في شوارع مدن تركية ويناقش فيها المقدمون مواضيعا تتعلق بتواجد اللاجئين السوريين في البلاد ازدادت بشكل ملحوظ.

على ضوء ذلك يقول الصحفي، أحمد بغدادي، لـ “الحل نت”: “هذه المقابلات لم تكن ظاهرة منتشرة بشكل كبير قبل 2020 تقريبا، حيث أنه قبل هذا التاريخ، كانت تحصل مثل هذه المقابلات ولكن بشكل ضئيل جدا، فيما باتت تظهر هذه المقابلات مدى تعاطي الشارع التركي ووعيه اتجاه تواجد العرب بشكل عام والسوريين بشكل خاص في البلاد”.

يتابع بغدادي، بأن “هذه الظاهرة تشجع بلا شك على تنامي العنصرية وزيادة حوادث الاعتداء على السوريين وسط صمت واضح من قبل الحكومة، إضافة لذلك فإنه لا يعتقد بانتهائها حاليا خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات التركية”.

هذه المقابلات التي ينفذها إعلاميون أتراك في مدن متفرقة في تركيا، يبدو أنها تناقش مواضيعا محددة حول السوريين، كـ “أسباب عدم عودتهم للبلاد ولماذا لا يحاربون في سوريا وادعاءات أخذهم رواتب من الدولة ودخولهم للجامعات بدون دفع رسوم وما إلى ذلك من مواضيع باتت منتشرة رغم تفنيدها بشكل متكرر”.

إقرأ:إضراب السوريين عن العمل في تركيا.. بين الجدوى وإمكانية التطبيق

منصات لـ “العنصرية”

بعناوين تستفز القراء وتعتمد أحيانا على المقارنة بين المواطن التركي واللاجئ السوري، تركز بعض وسائل الإعلام التركية على هذا الأسلوب في التعاطي مع تلك الأخبار التي يكون فيها السوريين طرفا فيها.

الصحفي السوري المطلع على أحوال اللاجئين السوريين في تركيا، يمان الخطيب، يقول لـ “الحل نت”: “وسائل الإعلام المحلية في تركيا هي منصات للعنصريين، فصيغة السؤال الذي يطرح في الشارع خلال استطلاع رأي وتجاوب الصحفي بهذه المقابلات لا يكون هدفه إدانة ما يقال من كلام عنصري إنما يمنحه منصة ليطرح آرائه المبنية على تحقير الغير”.

الخطيب يضيف، بأنه “طالما لا يوجد هناك فكرة من إجراء استطلاعات رأي للتركيز على هؤلاء العنصريين، فمنصات الوسائل الإعلامية التركية يبدو أنها تتحول كمنصات للعنصريين”.

وحسب الخطيب، فإن “هناك بعض وسائل الإعلام السورية الموجودة في تركيا، اقترفت أخطاء في هذا الجانب، مثلا نحن كسوريين لسنا مطالبين بعد كل حوادث الاعتداءات التي حصلت أن نواصل التوضيح والتودد، فلسنا مطالبين على سبيل المثال أن نذكر بوقوف السوريين مع تركيا في حرب وأن هناك وحدة دين تجمعنا، بل لابد من تركيزنا أكثر على حقوقنا كلاجئين وإيقاف هذه الاعتداءات والتهديدات التي تصل حد الترحيل”.

قد يهمك:بحر إيجة يشتعل.. سفينة توتر العلاقات بين تركيا واليونان

ويعيش في تركيا ما يقارب ثلاثة ملايين و655 ألفا و489 لاجئا سوريا حاصلين على الحماية المؤقتة “الكيملك” وفق آخر إحصائية رسمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.