السويداء ومنذ مطلع العام الحالي تعاني العديد من الاضطرابات والتوترات الأمنية التي بدأت في شباط/فبراير الماضي، حيث عمّت المظاهرات المحافظة على خلفية رفع الدعم من قِبل حكومة دمشق، وتبع ذلك توترات أمنية متعددة بين فصائل المحافظة، والأجهزة الأمنية السورية، والميليشيات المحلية التابعة للإيرانيين.

معلومات خاصة حصل عليها “الحل نت”، تتعلق بالواقع الأمني في المحافظة، حيث يدور صراع بين أهالي المحافظة وفصائلها من جهة، وبين الميليشيات الإيرانية والفصائل المحلية التابعة لها من جهة أخرى، حيث تسعى الأخيرة إلى بسط سيطرتها على المحافظة استكمالا للمشروع الإيراني في الجنوب السوري لتحويله إلى منطقة لإنتاج، وتهريب المخدرات وتهديد دول الجوار.

وفي سياق هذا الصراع، برز فصيل جديد قديم في السويداء، ويعتبر أحد البيارق في المحافظة، بحسب قائده الذي تحدث مع “الحل نت”، وفضل في الوقت الحالي إخفاء اسم الفصيل لدواع أمنية.

وقال القيادي في حديثه: “بالنسبة لبيرقنا فهو من البيارق الأساسية التي كانت ضمن حركة رجال الكرامة، وبدأنا بالعمل مع الشهيد أبو فهد البلعوس في 2013، ولكن بعد التفجير الذي أودى بحياته آثرنا العمل بشكل منفصل، لهذا قمنا بالاستقلال وشاركنا في جميع المعارك التي خاضتها حركة رجال الكرامة، عدا معركة القريا، الأخيرة لاختلاف بوجهات النظر حولها”.

وحول مظاهرات شباط/فبراير الماضي، أوضح قائد البيرق، أن مجموعته ساهمت بقيادة الحراك الشعبي بعد إصدار بيان في ذلك الوقت حول الأحداث، والمظاهرات التي خرجت ضد حكومة دمشق، كما شاركت المجموعة بالوقفات الشعبية ضد تواجد الميليشيات الإيرانية في المحافظة بشكل كامل.

وأكد القيادي، أن مجموعته لا تتلقى أي دعم مادي من أي جهة دولية أو إقليمية، إنما تعتمد على التمويل الذاتي، إضافة للدعم من بعض أبناء السويداء المغتربين فقط.

أما بالنسبة لبقية الفصائل في السويداء، فرّق القيادي بين قسمين منها، الأول، ما اعتبره عبئا على محافظة السويداء رغم أنهم من أبنائها، لكن سلوكهم وتمويلهم مرفوض خاصة أنه من الإيرانيين ما يجعلهم أصحاب أجندات أمنية إيرانية.

والثاني، رجال الكرامة الذين وصفهم بـ”ضمير” السويداء، وأبناؤها الأوفياء، منتقدا في الوقت نفسه وجود تداخلات بين الحركة وبين أجهزة الأمن السورية، وهو ما يضع عددا من قادتها أمام المسؤولية والشبهات في بعض الأحيان، خاصة و إن معركة القريا في 2020 كانت الأخطر، حيث كانت بمواجهة أبناء بصرى الشام، وأسبابها وفشلها، ومن أعد لها، ومن كانت تخدم.

حول التواجد الإيراني، أكد القيادي أن هذا التواجد والتشيع هما العدو الأكبر والأخطر للجنوب السوري ولشمال الأردن، مبينا أهمية التنسيق بين أبناء الجنوب والأردنيين لمواجهة هذا الخطر، ومضيفا أن أبناء المنطقة يؤمنون بالتعايش والمصير المشترك كدروز وسنة، ولكن كلاهما يرفضان بشكل قاطع التشيع، والتغيير الديموغرافي.

ولفت إلى أن مجموعته تقف منذ عدة سنوات ضد التواجد الإيراني وعمليات التشيع في السويداء، مشيرا إلى قيامهم بهدم حسينية شيعية في 2019، كان يتم بناؤها بأوامر إيرانية قرب بلدة مجاورة للحدود الأردنية، وتلك كانت رسالة قوية للميليشيات بعدم قبول تواجدهم في المحافظة.

ووجه القيادي، دعوة للعمل لمواجهة الخطر الإيراني بطريقة منسقة وبشكل وطني بعيدا عن غرف أجهزة المخابرات، والتركيز على الوضع الاقتصادي المتردي، مبيّنا أن الإيرانيين يستغلون حالة الفقر المنتشرة لتشييع العائلات الفقيرة، والشباب العاطلين عن العمل وهذه الأمور ينبغي التعامل معها بجدية، وإيجاد حلول حقيقية لمنع توسعها.

وختم القيادي، أنهم يفضلون العمل في هذه المرحلة بشكل سري، لأن المجموعات التي تقف في وجه التواجد الإيراني تواجه حربا كبيرة ومفتوحة والأحداث الماضية في المحافظة دليل واضح على ذلك، بحسب قوله.

يذكر أن الميليشيات المدعومة من إيران وبمساعدة من جهاز الأمن العسكري، استطاعت مؤخرا القضاء على قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري، والتي كانت تعمل تحت عنوان مواجهة الإيرانيين، وهذا ما دفع لاحقا حركة رجال الكرامة للهجوم على مقرات راجي فلحوط، أحد قادة الميليشيات المرتبطة بإيران وقتل عدد من عناصره ما أدى لاختفائه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة