تطورات متلاحقة في العلاقة بين حركة “حماس” وحكومة دمشق، بعد أن أعلنت الحركة الشهر الفائت عن عودة العلاقات بين الطرفين، حيث قال مسؤول كبير في حركة “حماس”، إن وفدا من الحركة سيزور سوريا في وقت لاحق من الشهر الحالي، في خطوة من جانب الحركة الفلسطينية لإعادة بناء العلاقات مع دمشق.

وبحسب مصادر صرحت لوكالة “رويترز” للأنباء، يوم أمس الخميس، فإن الزيارة ستجري بعد أن يختتم وفد من حماس زيارته المقررة في 10 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي إلى الجزائر، لبحث المصالحة مع حركة “فتح”، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

بيانات من حماس ورد بارد من دمشق

بيانات متعدد صدرت عن حركة “حماس”، التي تؤكد فيها على عزمها بناء وتطوير “علاقات راسخة” مع سوريا، في إطار قرارها باستئناف العلاقات، في حين على الطرف الآخر، لم يصدر أي تصريح رسمي سوري تجاه تلك المبادرة.

وفي الخامس عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، أصدرت “حماس” بيانا أكدت فيه عزمها على إعادة العلاقات، وأدانت الضربات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، وعلى وجه الخصوص قصف مطاري دمشق وحلب.

قصف إسرائيلي على غزة “وكالات”

كما أعربت الحركة عن تقديرها للنظام بسبب وقوفه مع القضية الفلسطينية، مع أملها باستعادة مكانته العربية والإسلامية، في إشارة من “حماس” إلى جهود بعض الدول العربية لإعادة العلاقات مع سوريا، وتفعيل مقعدها في القمة العربية.

وفي مقابل ذلك تضاربت روايات الإعلام المحلي المقرب من حكومة دمشق، بين المهاجم والمتوقع لقرب عودة العلاقات مع الحركة، ففي تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، دعت الصحيفة، “حماس” لوقف إصدار بياناتها حول قرارها بعودة العلاقات، بينما حكومة دمشق ليس بوارد “الرفض أو القبول”، و”حماس”، مجرد تنظيم يجب التعامل معه على مستوى الأجهزة الأمنية لا أكثر.

وفي تقرير لاحق لذات الصحيفة، في الثاني والعشرين من الشهر نفسه، توقّعت فيه عودة “حماس” إلى دمشق، ووصفتها بالممكنة في حال تخليها عن تبعيتها لـ “الإخوان المسلمين”.

إقرأ:“حماس” تُعيد علاقاتها مع دمشق رسمياً.. ما الذي يحصل؟

علاقة لا تلبي طموحات حماس

ردود دمشق على مبادرة حماس لاستعادة العلاقات معها، جاءت بالهجوم عليها إعلاميا من قبل مسؤولين ومقربين من الحكومة السورية، في حين التزم الجانب الرسمي الصمت حتى الآن، في إشارات لافتة إلى موقفه المتحفظ.

وعلى الرغم من مبررات “حماس”، المتكررة لاستعادة العلاقات مع دمشق، وعلى الرغم من أنه قد تتطور في قابل الأيام، وتسفر عنه علاقة من نوع ما، قد لا تُلبي ما تطمح إليه حركة “حماس”، في ضوء الردود السلبية للتصريحات السورية غير الرسمية والمقربة من الحكومة.

اللافت، أن من بدأ الهجوم باكرا على “حماس”، وحتى قبل إعلانها رسميا رغبتها في استعادة العلاقة، هي مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، السياسية والإعلامية بثينة شعبان، التي نشرت مقالا في صحيفة “الوطن” المحلية، عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، رأت فيه، أن “حماس” غدرت بالمقاومة وردت على الهجوم بالبيانات، متجاهلة بذلك الدور الذي مارسته حماس بإمداد “حركة الجهاد”، التي خاضت هذه الجولة مع إسرائيل بالسلاح والمساعدات اللوجستية وغيرها.

واستغلت الصحيفة تصريحات شعبان، لتصل إلى حد اتهام مواقف “حماس” في الحرب الأخيرة وكأنها صدى لتصريحات، وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، التي كشفت عن تمكن كيان إسرائيل من تنفيذ مخططاتها في التفرد بالمقاومين.

وبعد إعلان “حماس”، في بيانها الأخير منتصف الشهر الماضي، قرارها استعادة العلاقات مع سوريا، اعتبر عضو مجلس الشعب السوري، خالد العبود، وهو من أهم المقربين من النظام السوري، أن القرار جاء نتيجة ما سماه سقوط مشروع كبير جدا، متّهما الربيع العربي بأنه مؤامرة.

وأضاف العبود، في إشارة إلى “حماس”، “لقد سقط المشروع “الربيع العربي” وهُزم أصحابه، وفشل دعاته ومنظّروه، وهؤلاء” حماس”، لم يكونوا إلا أدوات رخيصة في يد أطراف العدوان الرئيسية، وهم يؤمَرون اليوم مثلما أُمروا قبل ذلك، وهم لم يعودوا إلى رشدهم اليوم، كما يحاول البعض منا أن يخفف ثقل الزلزال، أو أن تقديراتهم كانت خاطئة، مثلما قلنا ذلك سابقا، في سياق كلام سياسي، لكنها الحقيقة التي يجب ألا نخفيها عنكم، وهي ليست خافية عنكم”.

كما وصَف قادة “حماس” بأنهم مبطوحون على أبواب قصر المهاجرين، ونظام قطر الذي باع الإخوان وأهلهم، وأردوغان الذي يستجدي عفوا عما حصل، إنقاذا لجبروت سلطانه، على حد قوله.

ما أسباب ردود دمشق السلبية تجاه حماس؟

بحسب دراسات، فإن حكومة دمشق لم تعد كما كانت عليه من حيث الثبات والقوة قبل العام 2011، في ظل فقدانها السيطرة على مساحات شاسعة من أرضها، ووجود نسبة كبيرة من السوريين لا تقبل بها سواء في المناطق غير الخاضعة لسيطرتها أو حتى تلك التي تقع تحت حكمها.

وخلال السنوات الماضية زادت عزلة دمشق، نتيجة للمجازر التي ارتكبتها بحق السوريين على المستوى العربي والدولي، ويقول تقرير للأمم المتحدة نشر في 18 آذار/مارس الماضي، إنه “منذ اندلاع الصراع، نزح أكثر من نصف السكان الذين كانوا في البلاد قبل الحرب وقُتل مئات الآلاف، وتم تدمير المدن والبنى التحتية السورية، وما تبقى هو مرافق صحية ضعيفة في مواجهة الجائحة. أكثر من 90بالمئة من السكان الذين ظلوا داخل البلاد يعيشون في فقر، و12 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج عدد غير مسبوق من السكان (14.6 مليون شخص) إلى مساعدة إنسانية”.

وإضافة لذلك، يعاني الشعب السوري من استشراء الفساد، وتسلط فئة محدودة على الناس، في حين تتزايد الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية الصعبة والارتفاع الحاد في الأسعار، بشكل يفوق قدرة المواطن على شراء السلع الأساسية والمحروقات.

وإضافة لانشغال حكومة دمشق بنفسها، وعدم قدرتها على رد الضربات الإسرائيلية عليها، فهي تسعى لإعادة تأهيلها على المستوى العربي، وعلى مستوى العلاقة مع تركيا، في حين لا يزال أمامها شوط طويل للتأهل دوليا.

وفي حين تخضع لضغوط إيران المتغلغلة في البلاد، فإنها تحاول الموازنة بين العلاقة معها، ونيل متطلبات التأهل عربيا ودوليا.

وهذه الحال لا تجعل دمشق مؤهلة لمرتبة الممانعة التي كانت عليها قبل الثورة، فهي على خلاف حليفها الإيراني، لا ترى مصلحة من علاقات مميزة مع حركة “حماس” الموضوعة على قوائم الإرهاب العالمية، والمحاربة من قبل بعض الأنظمة التي تسعى لتأهيلها كالإمارات، ولا هي تريد أن تزيد من مسوغات استهدافها من قبل إسرائيل، أو استهداف كوادر من “حماس” على أرضها في حال فتحه الساحة لها، لأنه إن حصل هذا، فستكون في موضع ضعيف جدا.

ومن الواضح أن إيران تتلطف في الضغط على حكومة دمشق لإنجاز العلاقة، لأنها هي الأخرى معنية بتثبيتها وتأهيلها.

ولذلك، فإن هجومها على “حماس”، وصد مطالبتها بالعلاقة يهدف إلى إيصال رسالة لقيادة “حماس”، بأنها غير متشجعة للعلاقة التي تسعى لها هذه الحركة، عبر مهاجمة مواقفها وانحيازها “الإخواني”، وربما أكثر من ذلك الانتقام وابتزاز التنازلات منها، وهو الذي عُرف عنها أنها متمرسة، وصاحبة نفس طويل في المماطلة في المفاوضات.

العلاقة المحدودة

في نهاية الشهر الماضي، صدرت تصريحات إعلامية قريبة من حكومة دمشق، بأن الدولة السورية ليست بوارد رفض أو قبول إعادة العلاقات مع “حماس”، لأن الأخيرة ليست دولة ليتم تبادل سفراء معها، وإنما هي مجرد تنظيم يجب النظر إليها من هذا الباب لا أكثر. وأكدت، أنه إن قرر أحدهم في هذا التنظيم زيارة سوريا فأبوابها مفتوحة لكل من يقدم نفسه كمقاوم، وليس من يتاجر بملف المقاومة، وأوضحت حول المستويات التي سيتم التعاطي معها، فلتكن أسوة بالشقيقة مصر، التي تتعاطى مع التنظيم على مستوى الأجهزة الأمنية لا أكثر.

وبالتالي، فإن خلاصة موقف دمشق، هو التأني في إنجاز أي علاقة مع “حماس”، مع جعل هذه العلاقة غير متميزة وفي حدها الأدنى لو تمت.

كما لا تريد أن يكون لهذه العلاقة أي وزن حقيقي للحركة، مثل اتخاذ دمشق دولة مقر، أو حتى فتح مكاتب لها على غرار ما هو موجود في تركيا وقطر وغيرها، كما يحظر عليها ممارسة أي نشاط عسكري ضد إسرائيل انطلاقا من سوريا، وتحديدا من جبهة الجولان.

وبحسب مقربين من إيران و”حزب الله”، وعلى اطلاع على جهود الوساطة التي يبذلانها مع دمشق، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، يطالب أن تدشن هذه العلاقة على المستوى الأعلى، بحيث يلتقي مع قياديين رفيعي المستوى من “حماس”، وذلك في الوقت نفسه، الذي يتحدثون فيه عن مستوى منخفض من العلاقة تريده دمشق مع “حماس”، الأمر الذي يعني أن دمشق تريد اللقطة الإعلامية الكبيرة مع قيادة المقاومة الفلسطينية، التي ستشكل لها مكسبا شعبيا داخليا وخارجيا من دون أن تقدم الاستحقاقات المطلوبة لمثل هذه العلاقة.

وحسب دراسات، فإن إيران و”حزب الله”، معنيان بدفع العلاقة مع الطرفين، غير أن حسابات دمشق تجعلها غير متشجعة لعلاقة ذات وزن، الأمر الذي يجعل قيمة العلاقة بالنسبة لـ”حماس” هي خدمة علاقتها مع إيران، من دون أن تتمكن من تحقيق إنجازات إستراتيجية كما تأمل، ما دام أن هذه الحكومة لا يمكن تصنيفها على أنها نظام ممانعة كما كانت سابقا.

ولذلك، فقد تنجح وساطة إيران و”حزب الله”، في تحقيق تقدم ما، مثل لقاء بشار الأسد، مع قياديين من “حماس”، ولكن ذلك قد لا يتجاوز في المرحلة الحالية الإعلام وأخذ الصورة، وهو ثمن كبير قد تدفعه “حماس”، على صعيد مكانتها وشعبيتها في مقابل إنجازات تبدو محدودة.

أسباب العودة ومن يقف خلفها

في حزيران/يونيو الماضي أكدت عدة وكالات إعلامية بينها “رويترز” و”الأناضول”، عودة العلاقات بين دمشق و”حماس”.

وقال مسؤولان بالحركة لم يُكشف عن هويتهما لوكالة “رويترز” آنذاك، إن “الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عُليا لتحقيق ذلك، وإن قراراً بالإجماع اتُخذ لإعادة العلاقة مع سوريا”.

كما قال مسؤول رفيع المستوى في الحركة في ذلك الوقت، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن “الاتصالات مع سوريا في تحسن وفي طريق عودتها بالكامل إلى ما كانت عليه”. وأشار المسؤول إلى “زيارات عديدة أجراها قادة حماس لسوريا”.

كما كشف مصدر فلسطيني أيضا أن حركة “حماس” ودمشق، بدأا مرحلة جديدة من العلاقة “ستُكتب فصولها في المرحلة القادمة.

وأضاف المصدر، أن تطورا جوهريا طرأ مؤخرا على صعيد جهود استعادة العلاقة، تَمثَل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبناءة، تمهيدا لاستعادة العلاقات تدريجيا.

أما حول أسباب عودة العلاقات، بين خبراء أن قصة عودة العلاقات بين “حماس” وسوريا، ليست جديدة، وأنه بجهود سابقة من إيران و”حزب الله”، عقدت لقاءات أكثر من مرة لكنها كانت تصطدم بعدم نضوج الرؤية النهائية للعودة إلى دمشق.

وأضاف الخبراء، أن استراتيجية “حماس”، تتمثل في استثمار أي علاقة لخدمة القضية الفلسطينية، وهذا القرار ربما يأتي ترجمة لرغبتها المتكررة في طيّ صفحة الخلاف عبر إرسال رسائل إيجابية في إدانة ضمّ الجولان والقصف الصاروخي الإسرائيلي على سوريا.

ومن جهة ثانية، تشير دراسات إلى أن “حماس”، قرأت المشهد من جهة أخرى في ظل التحول التدريجي لإقامة عدد من دول المنطقة علاقات مع إسرائيل.

لذلك فإنه لا خيارات كثيرة لديها من علاقاتها العربية والإسلامية، في ظل تصاعد حالة التطبيع مع إسرائيل وسوريا، في هذا الاعتبار كانت تشكّل لها أرضية مهمة للمقاومة.

وبيّن الخبراء، أن البيئة اليوم قد تكون مختلفة، لكن بهذا القرار حسمت “حماس”، أمرها في العودة إلى محور المقاومة الذي ترأسه إيران.

من جهة أخرى يرى مختصون، أن دمشق لن تستفيد من استئناف علاقاتها مع “حماس”، التي هجرت سوريا حينما اتخذ النظام قرارا بالوقوف ضد السوريين عام 2011، لكن ما جرى هو إيعاز إيراني مباشر إلى الطرفين فرضته ضرورة المرحلة وسط محاولات لتحجيم طهران بالمنطقة العربية حصرا.

الكاتب السياسي الفلسطيني، أحمد الحسين، بيّن خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن ما قامت به “حماس”، هو إعادة لبناء التحالفات في ظل التغيرات الجديدة في العلاقات الدولية خاصة في المنطقة، وهذا بناء على رغبتها خاصة بعد تطبيع بعض الدول مع إسرائيل.

وأضاف الحسين، بالإضافة إلى رغبة “حماس”، باستعادة العلاقة مع دمشق، هناك رغبة لديها بتمتين العلاقة مع إيران التي دفعت بقوة نحو هذه المصالحة بين الطرفين، كما أن “حماس”، ترغب بالتخلص من التضييق الذي تواجهه من قبل بعض الدول العربية.

تبعات عودة العلاقات

عودة العلاقات بين “حماس” ودمشق، تحمل العديد من التبعات، والتي ليست على مستوى واحد فقط، إنما ستكون على مستويات عدة، تتعلق بدمشق و”حماس” والقضية الفلسطينية، إضافة إلى الموقف الإسرائيلي من ذلك.

وبحسب أحمد الحسين، فإنه من الملاحظ أن “حماس”، انقادت لإيران بشأن عودة العلاقات مع دمشق؛ وفق الرؤية الإيرانية، والسياسية الإيرانية في المنطقة، فـ”حماس”، حتى الآن لم تحدد طبيعة علاقتها بإيران، وهنا لا بد من التمييز بين أمرين تُبنى عليهما تبعات هذه العلاقة.

الأمر الأول، تأثر “حماس”، بمواقف السياسية الإيرانية المعادية للدول العربية وتأييدها ولو ضمنيا للتدخلات الإيرانية في الدول العربية التي تتواجد فيها، فهنا ستواجه “حماس”، عزلة عربية كبيرة وإضافية، أما الثاني فهو عدم تأثر إيران بالسياسة الإيرانية والإعلان من قِبلها أن العلاقة مع إيران وحكومة دمشق، هي فقط من أجل القضية الفلسطينية دون شيء آخر؛ فربما تستطيع إبقاء بعض التوازن في علاقاتها مع بعض الدول العربية، ولكن حتى الآن لم تصرّح الحركة عن طبيعة هذه العلاقة والهدف منها وهو ما يرجح الخيار الأول، بحسب الحسين.

هناك تبعات أخرى تتصل بعودة “حماس” إلى دمشق، تتعلق بالاستهداف الإسرائيلي المستمر لسوريا، فسوريا باتت مستباحة أمام القصف الإسرائيلي، وهي لم تعد آمنة لوجود مكاتب وقيادات “حماس”، كما كان الحال قبل العام 2011، وإسرائيل لن يرضيها عودة هذه العلاقة؛ لذا لن تكون مكاتب الحركة وقادتها في دمشق بمنأى عن القصف الإسرائيلي.

أما على المستوى الفلسطيني، فهناك علاقة “حماس” بالشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين، حيث ستخسر “حماس” شريحة كبيرة من حاضنتها الشعبية خاصة في قطاع غزة، إضافة لخسارة حاضنتها من فلسطينيي سوريا خاصة بعد ما تعرضوا له خلال السنوات الماضية من قتل وتشريد واعتقال على يد حكومة دمشق.

وأما على مستوى العلاقة الرسمية الفلسطينية الفلسطينية، فإن خطوة “حماس” ستعمق الشرخ بين الحركة التي وضعت نفسها في حلف إيران وحزب الله وحكومة دمشق، في الوقت الذي تقف فيه السلطة الفلسطينية في رام الله، في حلف مضاد تماما، بحسب الحسين.

تاريخ علاقة حماس بدمشق

العلاقة بين “حماس”، ودمشق تعود إلى مطلع التسعينيات، وكانت أول زيارة أجرتها الحركة إلى دمشق في كانون الثاني/ يناير 1992، عبر وفد من الحركة قاده رئيس مكتبها السياسي آنذاك، موسى أبو مرزوق.

لقاء سابق بين الأسد وهنية “وكالات”

الزيارة الأهم، كانت لمؤسس حركة “حماس“، الشيخ أحمد ياسين، الذي وصل إلى دمشق في أيار/مايو 1998، وحظي باستقبال رسمي في مطارها، والتقى بالرئيس السوري وقتها، حافظ الأسد.

الأسد الأب، أعطى الضوء الأخضر للحركة الفلسطينية بعد ذلك اللقاء للعمل في دمشق، وأكد حينها أنه أمر بفتح كل المجالات أمام “حماس” في سوريا، والترحيب بها كحركة مقاومة ضد إسرائيل.

منذ لقاء مؤسس الحركة الراحل أحمد ياسين وحافظ الأسد، سارت العلاقة بين “حماس” ودمشق، على أساس المنفعة المتبادلة، حتى تأزمت بعد عام 2011.

كانت “حماس” تستفيد من دمشق بفتح مقرات لها في سوريا، ما حقق لها استقرارا سياسيا نسبيا، إضافة إلى الدعم العسكري، بينما رسّخ الأسد، عبر دعمه “حماس“، تبنّيه للمشروع المسمى وفق ادعاء حلفاء إيران ” حلف المقاومة والممانعة“، وقدم نفسه مدافعا عن القضية الفلسطينية.

قد يهمك:بعد “حزب الله” اللبناني.. لماذا تم إدراج “حماس” الفلسطينية كمنظمة إرهابية؟

لا تزال مسألة عودة العلاقات بين دمشق و”حماس”، غير واضحة المعالم، فدمشق تعتبر أن “حماس” تخلت عنها وعن مبادئ المقاومة، لذلك فحتى وإن عادت العلاقات بين الطرفين فلن تكون كما كانت في سابق عهدها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة