الوقت التي يسبق أذان المغرب بساعة أو ساعتين، يعتبر عادة من أكثر الأوقات التي تشهد ازدحاما في سوريا ربما على مدار العام كله، إذ يكون جميع الصائمين في الشوارع بين من ذهب لتسوّق مستلزمات الإفطار وبين من يشتري الحلويات، وآخر يسابق الزمن للوصول إلى منزله والإفطار مع عائلته قبل موعد أذان المغرب.

عادة ما تمتلئ شوارع المدن بالسيارات، وتزدحم الأرصفة بالأهالي، وتجد ذروة الازدحام عند محلات بيع الحلويات والمأكولات والمشروبات الرمضانية، التي يمكن لبعضها أن تبيع في رمضان بقدر ما تبيع باقي أشهر السنة.

نتيجة لهذا الازدحام فإن بعض الشوارع قد تشهد بعض المشاحنات بين الأهالي، كذلك فإن ازدحام السيارات في وقت محدد قبل وقت الإفطار، يرفع من احتمالات حوادث السير، الأمر الذي يجعل بعض الأهالي يتجنب الخروج في هذا الوقت نهائيات ويفضل البقاء في المنزل.

استنفار لفرق الإسعاف

مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة السورية الدكتور توفيق حسابا، أكد أن شهر رمضان يشهد أحيانا ارتفاعا في معدل الحوادث، مشيرا إلى أن منظومة الإسعاف والطوارئ بمختلف المحافظات جاهزة دائما لتقديم خدماتها للمرضى في مختلف الأوقات وعلى مدار 24 ساعة.

حسابا قال في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، إن الحاجة لاستنفار كوادر الإسعاف ترتفع خلال الساعة الأخير قبل موعد الإفطار، كون هذه المدة أكثر عرضة لازدياد عدد الحوادث بمختلف أنواعها ما يتطلب جاهزية خدمة الإسعاف، حيث حوادث الطرقات أو السير أو المنزل، إثر حدوث حريق أو كسور أو مشاجرات مختلفة جراء الازدحام ومعظمها حتى الآن وفق ما تلقت منظومة الإسعاف تسببت بأضرار بسيطة”.

قد يهمك: بعد أولى حلقات “الموسم 6”.. لماذا خالف مسلسل “صبايا” التوقعات؟

مدير الإسعاف والطوارئ، تحدث كذلك عن ارتفاع الطلب على خدمة الإسعاف، وذلك نظرا للأعباء التي يتكلفها المواطن للوصول إلى المشفى بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات حيث كانت طلبات الإسعاف التي تتلقاها المنظومة في محافظة دمشق وسطياً 35 اتصالا بالإسعاف أما حالياً وصلت إلى نحو 200 اتصال يوميا.

سباق قبل موعد الإفطار

شوارع العاصمة دمشق تتحول إلى ميدان سباق قبل موعد الإفطار، خاصة أولئك الذين ينتهون من أعمالهم قبل موعد الإفطار بقليل، ويسرعون للوصول إلى مائدة الإفطار قبل أذان المغرب، من أجل تناول طعام الإفطار مع عائلاتهم.

تفاصيل هذا الإيقاع في الحركة، تظهر بشكل أكبر في المدن الكبيرة والأحياء المركزية، خاصة التي تضم المتاجر الكبيرة والمخابز ومحلات بيع الحلويات الرمضانية، فضلا عن الباعة المتجولين الذي يبيعون المعروك والمشروبات الرمضانية.

لكن هذه الأجواء غالبا ما تفرز حالات من تدافع الأهالي أمام المخابز والمتاجر والمولات في اللحظات الأخيرة لكل يوم من أيام الصوم، كذلك ضجيج يزداد وتيرته مع ارتفاع أبواق السيارات، التي يُطلقها السائقون، أملا في فتح المجال والطريق للمرور، وجميع ما سبق يختفي بلحظة واحدة كالسحر مع أول صيحة الله أكبر عند موعد الإفطار.

ذروة هذا الناشط تجده في الفترة الممتدة بين أذان العصر وأذان المغرب، وكلما اقترب موعد المغرب ازدادت سرعة هذا الإيقاع وتعالت أصوات الباعة المتجولين وأبواق السيارات، إذا يفضل الأهالي شراء المأكولات الساخنة في اللحظات الأخيرة، مثل القطايف الطازجة، أو الفلافل.

البعض يفضل الابتعاد

“ما بطلع أبدا في هذا الوقت” قال حسام العابد، وهو مواطن يعيش في دمشق ويعمل سائق سيارة أجرة، مؤكدا أنه يحاول أن ينهي كافة أعماله قبل موعد أذان المغرب بساعتين، حيث يقضي هذا الوقت مع عائلته أو لقضاء عباداته الرمضانية بعيدا عن الازدحام والضجيج الذي يرافق ساعات ما قبل الإفطار.

العابد قال في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “لا أستطيع أبدا تحمل هذا الازدحام قبل الإفطار، هذا فضلا عن الحوادث التي ترتفع معدلاتها في هذا التوقيت، يكون الجميع بحالة عصبية غريبة ويريد الوصول إلى بيته وإنجاز أعماله قبل موعد الإفطار، أفضّل أن أُنهي كافة الأعمال الخارجية قبل موعد الإفطار بساعتين على الأقل تجنبا لهذه الأجواء”.

في الدقائق الأخيرة قبل موعد الإفطار، تنشط كذلك المجموعات الشبابية والمبادرات الفردية، التي تهدف إلى توزيع المياه والتمر في الشوارع على كل من يصادفونه، أولئك الذين لم يحالفهم الحظ بالوصول إلى منازلهم مع موعد أذان المغرب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات