بعد عديد الدعوات الأممية لتخفيف العقوبات على سوريا، من أجل تسهيل وصول المعدات الخاصة بمواجهة فيروس “كورونا”، تتجه الولايات المتحدة الأميركية إلى تعديلا لوائح العقوبات على دمشق، لتسهيل وصول بعض المعدات الصحية وتلك الخاصة بالبنى التحتية إلى سوريا.
لكن في المقابل يخشى البعض من استخدام دمشق لهذه التسهيلات من أجل إيصال معدات تكنولوجية وأخرى عينية، من أجل تطوير أو مساعدة القوات الحكومية في البلاد، خاصة وأن الأخيرة متهمة بارتكاب عشرات الجرائم ضد الإنسانية، حيث تسعى واشنطن والدول الغربية إلى منع المساعدات عن هذه الجهات.
مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أصدر الأربعاء قرارا بتعديل بعض لوائح العقوبات على سوريا، وذلك لضمان السماح ببعض المعاملات المتعلقة بمواجهة فيروس “كورونا”، كما شدد القرار على عدم استثناء المواد التي قد تستخدم من قبل مؤسسات القوات المسلحة في سوريا.
ما هي الاستثناءات؟
بحسب البيان الصادر عن المكتب، فإنه بإجراء كافة المعاملات المتعلقة بتصدير أو إعادة تصدير أو بيع أو توريد بشكل مباشر أو غير مباشر، المواد المرتبطة بمواجهة فيروس “كورونا” أو الوقاية منه أو تشخصيه أو علاجه، كذلك يسمح بالمعاملات المالية مع سوريا في حال كانت لذات الأغراض المذكورة.

القرار شدد بالمقابل على التأكيد على عدم السماح، بتصدير أو إعادة تصدير أي سلع أو تكنولوجيا أو خدمات “للجيش، والاستخبارات، أو المشترين أو المستوردين لإنفاذ القانون”، إضافة إلى استمرار “الحظر عن أي ممتلكات محظورة بموجب أي جزء من الفصل الخامس من قانون اللوائح الفيدرالية 31”.
تقارير إعلامية كانت قد أكدت أن الحكومة السورية حاولت استغلال تفشي فيروس “كورونا” في البلاد من أجل الالتفاف على العقوبات الاقتصادية، وذلك عبر استغلال فتح باب المساعدات الإنسانية خلال فترة انتشار الفيروس قبل نحو ثلاث سنوات.
من جانبها كانت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، دعت إلى إدراج استثناءات “محددة الإطار ومستدامة” في نظم العقوبات المفروضة على دمشق، مشيرة إلى أن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
اللجنة، قالت في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن “المجتمع السوري يواجه، إلى جانب تداعيات الصراع والزلزال الأخير، التضخم الجامح والانكماش الاقتصادي وانهيار خدمات الصحة العامة ودمار المنازل وخطر تعطّل البنى التحتية الحيوية”.
تجدر الإشارة إلى أن القطاع الصحي في سوريا يواجه خطر الانهيار منذ سنوات، حيث تعرض لضغوط عديدة، ففضلا عن انتشار فيروس “كورونا”، يعاني القطاع من استمرار ظاهرة هجرة الأطباء خارج البلاد أملا في الحصول على فرص عمل أفضل، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها البلاد.
أوبئة جديدة؟
في ظل الواقع المتدهور الذي يعيشه القطاع الطبي في سوريا، يتم الحديث عن انتشار أوبئة مختلفة في البلاد، حيث بدأت المشافي والعديد من الأطباء يحذرون من خطورة انتشار فيروس جديد في بعض المناطق السورية، الأمر الذي أثار مخاوف حول قصة هذا الفيروس ومدى خطورته وطرق انتشار العدوى.
الدكتور والأستاذ في جامعة دمشق نبوغ العوا، أكد على معاناة العديد من الأشخاص خلال الأيام الماضية بسبب أعراض الكريب والرشح والحرارة المرتفعة، وأوضح أن “فيروس جديد ينتشر الآن في سوريا، ويضاف إلى الأعراض المذكورة بحة الصوت والسعال الجاف”.
قد يهمك: شركات خاصة تهدد بتوقيف أعمال المهندسين السوريين
العوا، لفت في تصريحات نقلتها منصة “كيو ستريت جورنال” المحلية، أن المرض الناتج عن الفيروس يمكن أن يصيب كذلك القصبات والرئة، وأضاف “هنا يزداد السعال وترتفع الحرارة أكثر، ويمكن أن يرافقها صعوبة في التنفس، كذلك يمكن أن تمتد الإصابة إلى الكلى والمجاري البولية”.
كذلك أردف الأستاذ في جامعة دمشق حول أعراض الفيروس الجديد، “الأعراض كثيرة وهناك البعض تعرض لآلام في منطقة الخاصرة”، مشيرا إلى أن العلاج يكون في الوقت الراهن بالمضادات الحيوية المناسبة لكل شخص، إضافة إلى خوافض الحرارة، كما ينبغي للمريض الإكثار من السوائل، خاصة إذا شملت الآلام الكلى.
من غير المعلوم فيما إذا كانت حكومة دمشق، ستستخدم هذه الاستثناءات في تحسين واقع القطاع الطبي فيما يسمح له بتحسين قطاع المشافي لمواجهة الأوبئة والوقاية من فيروس “كورونا”، خاصة وأن دمشق لها تجارب سابقة في استغلال أي كارثة إنسانية للالتفاف على العقوبات، على غرار ما حصل خلال كارثة زلزال السادس من شباط/فبراير الماضي.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

مكاسب تنتظر سوريا بعد تعليق العقوبات عن قطاعات اقتصادية رئيسية

بريطانيا تعتزم تعديل نظام العقوبات المفروضة على سوريا.. ما شرطها الوحيد؟

ماذا يعني عودة سوق الأوراق المالية بالنسبة للاقتصاد السوري؟

بعد زيارة ليف لدمشق.. توجه أميركي لتعليق العقوبات عن سوريا
الأكثر قراءة

وسط ترقب لانفراجة من واشنطن.. “المركزي السوري” يخفض سعر الدولار مقابل الليرة

وسط اتهام للمقاتلين الأجانب.. الأمن العام يفتح تحقيقا في مقتل أربعة أشخاص باللاذقية

هل تنجح قرارات المركزي الأخيرة في إعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري؟

هل تنتعش جيوب السوريين بعد رفع العقوبات الأميركية.. خبير يوضح

هل تبيع الحكومة الجديدة القطاع العام السوري كاملًا؟.. مستشار وزير الاقتصاد يجيب

نجوم سوريا يتفاعلون مع رفع العقوبات.. فرح وشكر من كل الأطراف!
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

سوريا.. انطلاق منتدى سياسي لبحث وثيقة “وحدة الصف الكُردي”

إسرائيل: لا ننوي التدخل في هوية النظام بدمشق

الشيباني: اتفاق مع سلام لإنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية

“لنرحم بعضنا قبل أن نطلب الرحمة من الآخرين”.. الهجري يعلق على رفع العقوبات

بعد رفع العقوبات.. الشرع يلقي خطاباً للسوريين

“رايتس ووتش”: فصائل سورية مسلحة تحتجز المدنيين وتواصل الابتزاز

سوريا: انتهاكات مستمرة وخاطفون يطالبون عائلة 130 ألف دولار للإفراج عن طفلها
