لليوم العشرين على التوالي، لا تهدأ ساحات السويداء والعديد من القرى التابعة لها، عن التظاهر والاحتجاج ضد سياسات الحكومة السورية، لا سيما بعد السقوط الحر للاقتصاد السوري بفعل القرارات الحكومية الأخيرة، كذلك فإن مطالب المحتجين تمحورت حول التغيير السياسي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
حتى الآن لا يبدو أن أهالي السويداء تململوا من تكرار عمليات التظاهرة ضد السلطة السورية، إذ تنتشر يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مكثفة للحشد والتظاهر في جميع قرى وبلدات المحافظة، كذلك يشرف ناشطون على تنظيم أماكن التجمعات في الساحات، وتحديد نقاط التظاهر في صفحات الإنترنت.
مع غياب أي رؤية من قبل الحكومة للتعامل مع مطالب المحتجين، سواء عبر تحسين الواقع المعيشي، أو تنفيذ مطالب المتظاهرين المتعلقة بالتغيير السياسي، فقد لجأت الحكومة مؤخرا إلى تهديد كل من يعمل على تنظيم المظاهرات أو نقل المحتجين إلى أماكن التجمعات.
دعوات مكثفة للتظاهر
تقرير لشبكة “السويداء 24″، أفاد بانتشار دعوات واسعة على مواقع التواصل للتظاهر غدا في مدينة السويداء، حبق تستعد ساحة “الكرامة” وسط المدينة، لاستقبال حشود الأهالي غدا من مختلف قرى ومدن المحافظة، لتنظيم تظاهرة مركزية تجمع أهالي المحافظة من أجل التأكيد على مطالب المحتجين بالتغيير السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

بحسب تقرير الشبكة، فإن ناشطو مدينة شهبا شمالي السويداء، اتفقوا على التجمع في ساحة المدينة على أن تحضر وفود من أغلب القرى الشمالية والشرقية والغربية، “ومن المقرر أن تبدأ مظاهرة في شهبا من الساحة باتجاه البوابات الجنوبية، وبعدها تنطلق الوفود إلى ساحة الكرامة بالسويداء، على أن يتم اللقاء بأهالي مردك وسليم وعتيل في الطريق إلى السويداء”.
تزامنا مع هذه الدعوات للتظاهر، فقد وصلت تهديدات مجهولة المصدر إلى سائقي وسائل النقل العام، وذلك بحرمانهم من مخصصاتهم من المحروقات المدعومة من قبل الحكومة، في حال شاركوا بنقل المحتجين إلى أماكن التجمعات في محافظة السويداء، وذلك في محاولة لمنع التجمعات الكبيرة في مركز المدينة.
قد يهمك: فاتورة بنحو مليونين ونصف.. من يزور المطاعم الفخمة في سوريا؟
تقرير الشبكة على على هذه التهديدات بالقول، “السلطة التي تسعى لتخويف الشارع، تدرك تماما اليوم أن حاجز الخوف حطّمه الناس، وبات وراءهم. هؤلاء الناس، لم يعد لديهم ما يخسروه، بعد أن نهبت السلطة كل مقدراتهم، حتى لم يعد لهم بديل على ساحة الكرامة”.
المظاهرات لم تهدأ تزامنا مع هذه الدعوات، حيث شهدت مدينة صلخد بريف السويداء أمس الخميس، أكبر وقفة احتجاجية منذ بداية الحراك الشعبي في محافظة السويداء، للمطالبة برحيل الرئيس السوري وإنجاز المسار السياسي وفق القرار الأممي 2254.
إدارة ذاتية؟
خلال الأيام الماضية، بدأت بعض وسائل الإعلام الحديث عن تشكيل هيئة سياسية في محافظة السويداء لتمثيل المحتجين، كذلك فقد تحدثت تقارير عن اتجاه السويداء لإعلان إدارة ذاتية بالتنسيق مع دمشق، وذلك كحل لوقف التظاهرات المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع وتندد بسياسات الحكومة، وتطالب بالتغيير السياسي.
الحديث عن تشكيل إدارة ذاتية كان مطروحا كحل قد تلجأ إليه القيادة المركزية في دمشق، خاصة وأن الحكومة لا تملك الأدوات الكافية للتعامل مع المحتجين، بما يتعلق بالمطالب السياسية أو حتى الاقتصادية، ويبدو أن الحكومة لم تتخذ قرارا بمواجهة تظاهرات السويداء بالعنف على الأقل حتى الآن.
ارتفاع وتيرة الحديث عن هذه السيناريوهات، جعل المحتجون في السويداء يعلنون موقفهم خلال التظاهرات، حيث خرجت مظاهرة وصفتها وسائل إعلام محلية، بـ”أكبر مظاهرة تشهدها السويداء منذ اندلاع الاحتجاجات”، رفض خلالها المتظاهرون التوجه لحلول تتعلق بالإدارة الذاتية، وأكدوا أن مطلبهم الأساسية يتعلق بالتغيير السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، كما رفعوا لافتات كتب عليها عبارات من قبيل “لا للإدارة الذاتية، لا لسلطة الأمر الواقع”.
هذه الانتفاضة المفاجئة تأتي في ظل تدهور اقتصادي، زاد من حالة الغضب والإحباط لدى سكان المحافظات السورية، الذين يشعرون بالإهمال والظلم من قرارات السلطات. فما هي خلفية هذه التطورات، وما هو دور المجتمع المدني والفعاليات الشبابية في تنظيمها، وما التداعيات المحتملة على المشهد السوري بشكل عام.
شرارة الاحتجاجات كانت متعلقة مباشرة بالوضع الاقتصادي، لكن العديد من القائمين على الاحتجاجات، أكدوا في مقابلات صحفية، أن المطالب الرئيسية متعلقة بالوضع الاقتصادي المتدهور، لكنهم أكدوا كذلك أن الأوضاع الاقتصادية مرتبطة بشكل مباشر بالوضع السياسي، فالفشل السياسي للحكومة والسلطة في دمشق، كان سببا رئيسيا في وصول الوضع المعيشي إلى حافة الانهيار.
- بعد اللقاء التاريخي.. علاقات القاهرة وطهران إلى أين؟
- ما توقعات قمة واشنطن مع دول جزر المحيط الهادئ لمواجهة النفوذ الصيني؟
- توقعات مخيفة بشأن أسعار الخضار في الشتاء.. كم سيبلغ سعر البندورة في سوريا؟
- “زواج الفصل” بسوريا.. كيف تُستخدم المرأة لوقف حرب عشائرية وحقن الدماء؟
- زيارة رئيس الحكومة العراقية لأميركا.. هل حققت أهدافها؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

القرارات الحكومية على لافتات محتجي السويداء.. ما القصة؟

“أضخم انجاز بسوريا”.. انتقادات وسخرية واسعة حول إقرار قانون الصيد البري

لهذه الأسباب.. عجز الميزان التجاري السوري يخرج عن السيطرة

“الحكومة السورية ليست بابا وماما”.. انتهاء عصر الرعاية والدعم
الأكثر قراءة

وديع الشيخ يعتزل الغناء في سوريا.. ما علاقة نقيب الفنانين محسن غازي وسارة زكريا؟

هل يتم تداول الدولار في سوريا كحلّ لتدهور الليرة؟

هل تتحول سوريا إلى دولة مستوردة بسبب الفلاحين؟

هل أطلق مسلسل “العربجي 2 ” المواجهة بين نادين خوري ومنى واصف؟

نزوح آلاف الأسر بسبب استمرار الأعمال العدائية بشمال غرب سوريا

مهند زعيتر يعتذر.. هل تحولت “نقابة الفنانين السوريين” لحارس على “ذوق الجمهور الفني”
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

بعد اللقاء التاريخي.. علاقات القاهرة وطهران إلى أين؟

“زواج الفصل” بسوريا.. كيف تُستخدم المرأة لوقف حرب عشائرية وحقن الدماء؟

زيارة رئيس الحكومة العراقية لأميركا.. هل حققت أهدافها؟

في العيادة.. أربع روايات واقعية تكشف الواقع الطبي السوري

القرارات الحكومية على لافتات محتجي السويداء.. ما القصة؟

“بدناش إياك”.. قفشات وتسميات مبتكرة في احتجاجات السويداء

السعودية تقترب من إقامة علاقات سلام مع إسرائيل.. ما آثارها على المنطقة؟
