حالة من الحذر والترقب تسود محافظة السويداء منذ حادثة إطلاق الرصاص على المتظاهرين عند مبنى حزب “البعث” في المدينة، في الوقت الذي لم تهدأ وتيرة التظاهرات المنددة بالسياسات الحكومية والمطالبة بالتغيير السياسي لليوم الخامس والعشرين على التوالي.
الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة السويداء في سوريا لا يمكن أن يُنظر لها بالتجاهل أو اللامبالاة، فقد اندلعت احتجاجات غاضبة هناك منذ أربعة أسابيع لتصل لمرحلة إطلاق النار على المحتجّين من قِبل عناصر الأمن، وهذه الأحداث لها أبعاد كثيرة وتأثيرات ملموسة على الوضع السوري ومستقبل المنطقة بأسرها.
منذ وقوع حادثة إطلاق النار، تصاعدت وتيرة الدعوات للتجمع والتظاهر في ساحة “الكرامة” وسط مدينة السويداء، حيث يحاول المنظّمون استغلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل جمع أكبر حشدٍ من المتظاهرين، حيث تتراجع حدّة الاحتجاجات خلال أيام الأسبوع، وذلك لانشغال الأهالي في أعمالهم، فضلا عن عدم قدرة البعض تحمّل تكاليف المواصلات إلى نقاط التظاهر.
الاستعداد لمظاهرات الجمعة
بحسب ما نقلت شبكة “السويداء 24″، فإن ساحة “الكرامة” وسط السويداء تستعد لاستقبال المتظاهرين من مختلف قرى وبلدات المحافظة،، لتنظيم تظاهرة مركزية تجمع أهالي المحافظة من أجل التأكيد على مطالب المحتجين بالتغيير السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

منذ الصباح تجمّع عشرات المتظاهرين في مدينة شهبا من القرى المجاورة “ومن المقرر أن تبدأ مظاهرة في شهبا من الساحة باتجاه البوابات الجنوبية، وبعدها تنطلق الوفود إلى ساحة الكرامة بالسويداء، على أن يتم اللقاء بأهالي مردك وسليم وعتيل في الطريق إلى السويداء”.
اتجاه السلطات السورية لاستخدام العنف ضد المحتجين، يوحي بانعدام أدوات الحكومة في التعامل مع مطالب أهالي السويداء، كما يفتح الطريق أمام العديد من السيناريوهات، أبرزها تصعيد الاحتجاجات الشعبية وانضمام المزيد من الأهالي، حيث التجارب أثبتت أن استخدام العنف خاصة إذا أوقع ضحايا بين المحتجين من شأنه أن يوسّع دائرة الاحتجاجات.
قد يهمك: انعدام الكهرباء يزيد الإقبال على “الكافيهات” في سوريا
خلال مظاهرات الأربعاء، أطلقت عناصر من داخل مبنى حزب “البعث” في مدينة السويداء، الرصاص باتجاه المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للتنديد بالسياسات الحكومية والتغيير السياسي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
حالة من الغضب الشعبي عاشتها المدينة عقِب حادثة إطلاق الرصاص على المتظاهرين، لكن وجهاء من المدنية نجحوا بحسب ما نقلت الشبكة، في تهدئة الشبّان ودعوتهم إلى عدم التصعيد ضد عناصر الأمن، كما طالب وجهاء المدينة بضرورة عدم صدور استفزازات من الجانبين، سواء من القوى الأمنية، أو من الأهالي.
مخاوف من استمرار التصعيد الأمني من قبل السلطات السورية، بدأت تظهر بين أهالي المناطق الجنوبية، إذ إن اتجاه السلطة لمواجهة المتظاهرين بالنار، سيعني بالتأكيد تصعيدٌ مقابل من الأهالي، ما قد يؤدي بالمنطقة إلى مواجهات دامية محتملة خلال الفترة القادمة.
التخوف من التصعيد الأمني ضد المتظاهرين، يعززه إفلاس الحكومة السورية في تقديم أي حلول لمشاكل السوريين، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والمعيشي، ما يعني أن التصعيد الأمني هو الأداة الوحيدة بيد السلطة في سوريا، في ظل غياب الحلول عن خطط الحكومة.
حتى الآن لم تقدم دمشق أي تنازلات سياسية أو حتى اقتصادية، تدلّ على أخذ مطالب المحتجين في السويداء بشكل جدّي، في حين يصرّ المتظاهرون على مطالبهم، لا سيما السياسية منها والمتعلقة بتطبيق القرار الأممي 2254 لتحقيق عملية الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.
أفكار جديدة للاحتجاج
مع دخول الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء جنوبي سوريا يومها الخامس والعشرين، زخمُ الاحتجاجات لم يتراجع في نقاط التظاهر، رغم أن هذه الاحتجاجات تنطلق بشكل يومي دون أيّ انقطاعٍ خلال هذه الفترة، تنديدا بسياسات الحكومة السورية والمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمضي في عملية التغيير السياسي.
القائمون على الاحتجاجات عملوا على تطوير الحراك في السويداء، فخلقوا استراتيجيات جديدة تكفل الاستمرارية في التظاهر، من خلال تنظيم العديد من النشاطات خلال الوقفة الاحتجاجية، شارك فيها فنانون من مختلف المجالات لا سيما الرسم والغناء، فأضافت أشكالا جديدة للمظاهرات التقليدية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

تعليق ملكي من الأردن على الاحتجاجات في السويداء.. هل تبدأ ردود الأفعال الدولية؟

أسبوع ثالث من الاحتجاجات بالسويداء.. على ماذا تراهن دمشق؟

زخم الاحتجاج لا يتوقف ليلا.. ماذا لو بقيت السويداء وحدها في الحراك؟

لماذا أثار رفع “راية الخمس حدود” بالسويداء جدلاً في المجتمع السوري؟
الأكثر قراءة

وديع الشيخ يعتزل الغناء في سوريا.. ما علاقة نقيب الفنانين محسن غازي وسارة زكريا؟

هل يتم تداول الدولار في سوريا كحلّ لتدهور الليرة؟

هل تتحول سوريا إلى دولة مستوردة بسبب الفلاحين؟

هل أطلق مسلسل “العربجي 2 ” المواجهة بين نادين خوري ومنى واصف؟

نزوح آلاف الأسر بسبب استمرار الأعمال العدائية بشمال غرب سوريا

مهند زعيتر يعتذر.. هل تحولت “نقابة الفنانين السوريين” لحارس على “ذوق الجمهور الفني”
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

القرارات الحكومية على لافتات محتجي السويداء.. ما القصة؟

“بدناش إياك”.. قفشات وتسميات مبتكرة في احتجاجات السويداء

السعودية تقترب من إقامة علاقات سلام مع إسرائيل.. ما آثارها على المنطقة؟

زواج الكبار في سوريا.. تكافل اجتماعي أم مخرج اقتصادي؟

الأسد في الصين.. ما فرص استغلال بكين لسوريا كورقة ضغط على الغرب؟

“التكييش” في سوريا.. كيف يهدد الاقتصاد والشعب؟

تعليق ملكي من الأردن على الاحتجاجات في السويداء.. هل تبدأ ردود الأفعال الدولية؟
