على إثر وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وثمانية أشخاص آخرين كانوا في المروحية التي تحطمت في منطقة جبلية، في شمال غربي البلاد، أعلنت حكومة دمشق الحداد في مناطق سيطرتها لمدة ثلاثة أيام.

وقالت “الرئاسة السورية” في بيان رسمي إنها “تشارك الشعب الإيراني أحزانه بمصابه بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، في إثر حادث أليم أثناء أداء واجب العمل”.

تعازي لإيران

وأضاف البيان الرئاسي: “تعلن الحكومة الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام، وتنكس الأعلام في جميع أنحاء البلاد، وفي جميع السفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج طيلة هذه المدة”.

كما وقدم الرئيس السوري بشار الأسد تعازيه بمصرع الرئيس الإيراني والوفد الذي كان يرافقه، وفق ما نقلته وكالة “سانا” المحلية.

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء سابق مع الرئيس الإيراني المتوفي حديثاً، إبراهيم رئيسي- “إنترنت”

وأكد الأسد في رسالة التعزية التي وجهها للمرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، وللحكومة والشعب الإيراني، “تضامن سوريا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع عائلات الفقيد الراحل ورفاقه”، معرباً عن “بالغ اﻷسف والمواساة لهذا الحادث اﻷليم والفقد الكبير الذي نجم عنه”.

وقال أيضاً إن “إخلاص الرئيس رئيسي في عمله وأداء مسؤولياته حمله إلى محافظة أذربيجان الشرقية لافتتاح مشروع حيوي لبلاده ليرتقي شهيداً فداء الواجب”، مضيفاً: “لقد عملنا مع الرئيس الراحل كي تبقى العلاقات الإستراتيجية التي تربط سوريا وإيران مزدهرة على الدوام ونحن سنبقى نذكر زيارته إلى سوريا محطة هامة في هذا المسار، وكل الرؤى والأفكار التي طرحها لإغناء العلاقات بكل ما يفيد الشعبين السوري والإيراني”.

حادثة الطائرة

هذا وأقلت المروحية بالإضافة إلى الرئيس الإيراني رئيسي، وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وممثل الولي الفقيه في محافظة آذربايجان الشرقية السید محمد علي آل‌ هاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتی إلى جانب مرافقين وطاقم المروحية.

واستغرقت عملية البحث للوصول إلى حطام المروحية الرئاسية نحو 16 ساعة، بمشاركة فرق الإنقاذ و”الحرس الثوري” والجيش والشرطة، قبل أن يتم الوصول إليها في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.

وعليه، أعلنت الرئاسة الإيرانية صباح اليوم الاثنين عن وفاة رئيسي وعبداللهيان والمسؤولين الآخرين خلال عودتهم من منطقة “خدا آفرين” على الحدود المشتركة مع أذربيجان باتجاه مدينة تبريز.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، يعود السبب في تحطم الطائرة إلى سوء الأحوال الجوية، حيث عجزت فرق الإنقاذ عن إيجاد مكان حطام المروحية، لحين الاستعانة بطائرة تركية مسيّرة من طراز “إكينجي”، والتي تمكنت بعد إجراء عملية استطلاع من تحدد الموقع وإرشاد الجهات الإيرانية إليه.

حداد في إيران

صباح اليوم الاثنين، أعلن الهلال الأحمر الإيراني أن فرق الإنقاذ انتشلت، جثة الرئيس الإيراني وثمانية أشخاص آخرين كانوا في المروحية التي تحطمت الأحد في شمال غربي البلاد.

وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند عبر التلفزيون الرسمي “نحن ننقل جثث الشهداء إلى تبريز” مركز محافظة أذربيجان الشرقية حيث وقع الحادث، معلناً انتهاء عمليات البحث.

من جانبها، نعت الحكومة الإيرانية، رئيسي بعد العثور على المروحية التي كان فيها وتعرضت لحادث الأحد في منطقة جبلية في شمال غربي إيران.

كما نعت الحكومة مسؤولين آخرين كانوا برفقة رئيس الجمهورية لدى سقوط الطائرة في محافظة أذربيجان الشرقية.

وأكدت الحكومة “للشعب الايراني الوفي والمقدر والعزيز على أن طريق العزة والخدمة سيستمر وبفضل روح آية الله رئيسي البطل وخادم الشعب والصديق الوفي للقيادة التي لا تعرف الكلل. لن يكون هناك أدنى خلل او مشكلة في الإدارة الجهادية للبلاد”.

بدوره، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي خمسة أيام حداد في إيران بعد مقتل رئيسي وثمانية آخرين، فضلاً عن قيامه بتكليف النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولي مهام الرئاسة بعد وفاة رئيسي، وقال “التزاماً بالمادة الـ 131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية”، لافتاً الى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة “في مهلة أقصاها 50 يوماً”.

كذلك، عيّنت إيران علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفاً لحسين أمير عبداللهيان، وأعلن المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي أن باقري عيّن “مسؤولاً عن لجنة العلاقات الخارجية للحكومة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة